“الجار قبل الدار” قولٌ يعبّر عن أهمية الجار في حياة الإنسان، حيث يشير إلى أن جودة حياة الشخص لا تعتمد فقط على منزله أو ممتلكاته، بل أيضًا على طبيعة الجيران المحيطين به، فالجار الطيب يعد كنزًا، ويمكن أن يكون سببًا في راحة البال والسعادة، بينما قد يتسبّب الجار السيئ في التعاسة والضغوط اليومية، والجار الطيب يساهم في خلق بيئة اجتماعية مريحة ومليئة بالود، ووجود جيران ودودين يعني أن الشخص يستطيع الاعتماد عليهم في الأوقات الصعبة والطارئة، ما يوفر له شعورًا بالأمان، كما أنهم يشكلون شبكة دعم اجتماعي يمكن الاعتماد عليها في حالات الطوارئ أو حتى في الأمور اليومية البسيطة، سواء أكان الأمر يتعلق بالمساعدة في شراء المستلزمات أم رعاية الأطفال في حالة غياب الوالدين، فإن الجيران يمكن أن يصبحوا مثل العائلة، ومع وجود جيران طيبين يمكن حل الكثير من المشاكل التي قد تنشأ في الحياة اليومية بشكل ودي، والتعاون بين الجيران يسهم في الحفاظ على النظام والراحة في المجتمع المحيط.
وكما هو معروف أن الجار الطيب يمثل عينًا ساهرة، حيث يقوم بمراقبة المحيط ويهتم بسلامة الآخرين، ويمكنه أن يتدخل عند الضرورة أو يقدم الدعم في الأزمات، ما يعزّز من شعور الأمان لدى الجميع، ناهيك عن أن الجيران الطيبين يساهمون في بناء علاقات متينة ومستدامة في المجتمع، ما يزيد شعور الانتماء ويخلق مجتمعًا متماسكًا ومتعاونًا، ومن المؤسف جدًّا أن نرى الكثير من المشاكل التي تحدث بين الجيران لأسباب تافهة لا تستحق ولا حتى التفكير بها.
فالأسلوب الراقي وحسن التعامل والاحترام المتبادل تمثل جوهر العلاقة بين الطرفين، فكما تعلمون هذا الزمان لا يلتقي الجار بجاره إلا بالصدفة عند الخروج أو الدخول من وإلى المنزل، لكن متى ما كانت العلاقة بينهما قوية ولا تشوبها أية مشاكل أو حساسيات فإن هذا الأمر يعد أمرًا طبيعيًّا ومقبولًا، ولكن لك أن تتخيل عكس ذلك!
شخصيًّا صادفتني مواقف لم تكن في الحسبان مع الجيران منذ سنوات طويلة، ولا أريد أن أتكلم عن تفاصيلها التي إلى يومنا هذا لا أعلم سببها! فنصيحتي الوحيدة هي الحكمة والتريث والتأكد وعدم الاستعجال في اتخاذ قرارات قد تكون باهظة الثمن إذا لم يكن لديك الدليل أو الإثبات القاطع. إذ إن الكثير من تلك الخلافات تبدأ بشرارة وقد تنتهي بمصيبة كبيرة.
الخلاصة.. الجار الطيب جزء مهم من جودة الحياة والراحة النفسية، وكما يقال: “اختر الجار قبل الدار”، لأن العيش بجانب أشخاص طيبين يسهم في خلق حياة أفضل وأهدأ وواحة من السعادة والسكينة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره”.
كاتب وإعلامي بحريني