يُعد العيد الوطني لمملكتنا الغالية من أهم المناسبات الوطنية التي تحتفل بها البلاد سنويًّا في السادس عشر من شهر ديسمبر، ويرمز هذا اليوم إلى الذكرى المجيدة لتأسيس مملكة البحرين كدولة مستقلة وإرساء دعائم الوطن المعاصر، ويتميز العيد الوطني بالعديد من الاحتفالات الرسمية والشعبية التي تجمع المواطنين والمقيمين في أجواء من الفرح والفخر والانتماء والولاء. وفي هذا العام، يحتفل الشعب البحريني بمرور 25 عامًا على تولي جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله ورعاه، مقاليد الحكم. فمنذ تولي جلالته مقاليد الحكم حققت المملكة قفزات نوعية في مختلف المجالات، سواء على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو الرياضي، بفضل رؤية جلالة الملك الطموحة وجهوده الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة والمستقبل المزدهر لجميع أبناء البحرين.
وكانت بداية عهد جلالة الملك مشهودة بإطلاق مشروع الإصلاحات السياسية والديمقراطية، ومن أبرز خطواته ميثاق العمل الوطني الذي أُقرّ باستفتاء شعبي تاريخي في عام 2001، حيث حقق نسبة تأييد ساحقة تعبر عن ثقة الشعب البحريني بقيادته. وبدأ الشعب تجاوبًا تامًّا مع رغبة جلالته في تطوير النظام السياسي للبحرين في استفتاء عام، سادته النزاهة وحسن التنظيم، وأشادت به كافة طوائف الشعب، وجميع دول العالم، ووافق الشعب البحريني على ميثاق العمل الوطني بنسبة 98,4 %، وكانت المشاركة الشعبية عالية إذ بلغت 90,3 % من المؤهلين للتصويت. كما عملت البحرين، بقيادة جلالته ومتابعة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على تطوير الاقتصاد الوطني وجعله أكثر تنوعًا.
بما في ذلك تشجيع الاستثمارات الأجنبية وتطوير القطاعات غير النفطية، كما تم تعزيز القطاع المالي والمصرفي، وأصبحت البحرين مركزًا ماليًّا واقتصاديًّا مرموقًا في المنطقة.
السنوات الماضية كانت حافلة بمبادرات لتحسين الخدمات التعليمية والصحية والإسكانية، حيث تم تحقيق تقدم ملموس في رفع مستوى المعيشة للمواطنين وتوفير فرص عمل ودعم الشباب.
وجلالة الملك يولي اهتمامًا خاصًّا بالمحافظة على التراث البحريني الغني، وقد تم إنشاء العديد من المشاريع الثقافية التي تُعنى بالتاريخ والهوية البحرينية، فضلًا عن إقامة فعاليات ثقافية دولية جعلت مملكتنا محط أنظار العالم.
ويتجلى حب البحرينيين لوطنهم واعتزازهم بقيادتهم من خلال مظاهر الاحتفال بالعيد الوطني، حيث تُزين الشوارع بالأعلام والزينة الوطنية، وتقام العروض والأنشطة الثقافية والفنية. وتُعد هذه المناسبة فرصة للمواطنين للتعبير عن فخرهم واعتزازهم بانتمائهم لوطنهم، وتعكس وحدة الشعب والتفافه حول قيادته.
وتستمر مملكتنا العزيزة في المضي قدمًا نحو المستقبل برؤية طموحة ومرتكزات تستند إلى التنمية المستدامة وتحقيق الاستقرار والازدهار. وبفضل رؤية جلالته وخططه الاستراتيجية، ستواصل البحرين مسيرتها التنموية، متطلعةً إلى مزيد من التقدم والنمو، ومواكبةً للتحديات العالمية.
لا شك أن المواطنين يتطلعون إلى تحقيق المزيد من الإنجازات التي تلقي بظلالها إيجابًا على مستوى الدخل وتحسين الخدمات العامة المقدمة وزيادة الرواتب ومنح الزيادة السنوية للمتقاعدين، وتوفير فرص العمل وغيرها.
البحرينيون يحتفلون في العيد الوطني المجيد بعراقة تاريخهم وإرثهم الوطني، ويجددون ولاءهم لوطنهم وقيادتهم، آملين تحقيق مزيد من الإنجازات التي ترتقي بمكانة البحرين على المستويين الإقليمي والدولي.
ختامًا.. أتشرّف بهذه المناسبة الوطنية المباركة بأن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى سيدي جلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه، وشعب البحرين الوفي. متمنيًا لمملكتنا الغالية مزيدًا من التقدم والازدهار والتميز.
ربي احفظ هذا البلد قيادة وشعبًا من كل سوء ومكروه.
كاتب وإعلامي بحريني