لا أعز من الوطن، ولا أغلى من ترابه.. هو مهد الطفولة وعلى ترابه كانت أولى الخطى، زقاقه ملاعب الطفولة وساحاته ذكريات الشباب، وعليه نشيب ونهرم، هو وطن الأجداد والآباء، وإرث الأبناء والأحفاد. لا حمى بلا وطن، ولا هوية ولا عزة، ولا ماض ولا مستقبل.
حب الوطن ليس رفاهة أو اختيار، فهو ينبع من الإيمان الخالص بالله عز وجل والوطن. الوطن قبلة القلب التي يولي العاشقون أفئدتهم إليها أينما كانوا، ومهما ابتعدوا، عادوا بأكثر شوق وأقوى حنين. ومهما قدمنا لوطننا الحبيب لن نوفيه حقه، فهو الذي أنعم علينا بخيرات أرضه ووفرة مياهه، ونقاء أجوائه، وجمال مدنه وقراه، ودماثة أخلاق أبنائه وتآخيهم وتحابهم.
إن مبدأ حب الوطن لا ينكره عقل ولا يرفضه لبيب، ولا تنكره شريعة؛ فهو انتماء فريد وإحساس راقٍ ووفاء وتضحية، فالوطن ليس اللهجة التي نتلفظ بها أو الجنسية التي نحملها، بل هو أسمى من ذلك كله. الوطن نعمة توجب الحمد، وتلقي على عاتق كل منا مسؤولية تأصيل حب الوطن وغرسه في نفوس أبنائه منذ الصغر؛ فهم الجيل الذي سيحمل الأمانة، ويستمر برفع راية الوطن خفاقة، لأنه نشأ على التمسك بدينه ووطنه والحفاظ على ثقافة بلاده وعاداته وتقاليده الأصيلة، والحفاظ على اللحمة الوطنية، والعيش بسلام. فلنرد الجميل لوطننا العزيز على قلوبنا ببذل الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن حدوده، وبالمضي في رفع اسمه عاليًا بين الدول، ودفع عجلة التقدم والنماء، لتبقى راية مملكتنا البحرين خفاقة فوق هامات الأمم.
* كاتبة بحرينية