تحتضن ليالي المحرق هذه الأيام أبناءها من مختلف مناطق البحرين في أجواء ساحرة تحتفي معهم بالموسيقى والتراث الخليجي والتقليدي والإيقاعات المعاصرة، ويعكس هذا المهرجان السنوي حكاية تاريخية ممتعة يعيشها الأبناء في مسار اللؤلؤ الذي يركز على استعراض ثقافة صيد اللؤلؤ من حياة الغوص إلى حياة تاجر اللؤلؤ. ولم تقتصر تلك الحكاية على ذلك فقط، بل إنها تزخر بالعديد من الفعاليات التي تركز على الفن والتصميم والأزياء والحرف والموسيقى والسينما والمأكولات، والتي تقدم خيارات متعددة أمام الزائرين لممارسة العديد من الأنشطة أثناء تجولهم في المدينة من مجلس سيادي في الشمال إلى قلعة بوماهر في أقصى جنوب الجزيرة التي أبدعت حرفيًّا في رسم المسار بمختلف الساحات الجميلة بمسمياتها التي تعكس عبقًا تاريخيًّا لصيد اللؤلؤ من ساحة الفريدة، السحتيت، الخشن، القولوة، الفصوص حتى ساحة الجيوان والناعم، وجميعها مسميات ذات دلالات تاريخية تستحق منا متابعة القصة ودخول البيوت الأثرية الموجودة في المسار ذاته من بيت سيادي وبيت حنين سدرة وبيت ناصر وبيت مراد وحتى بيت النوخذة وبيت النقدة، والتي تقدم تجربة فنية ومعلومات نحتاج المرور عليها جميعًا وتستحق أن يتعرف عليها الأبناء من مختلف الأجيال.
فعلًا “أبدعتي يا محرق” في نقل هذا التاريخ وجمعه وتجسيده.. “أبدعتي يا محرق” في احترافية التصميم المميز، “أبدعتي يا محرق” في ترسيخ الهوية الوطنية، “أبدعتي يا محرق” في إبهار كل زائر. نعم، في هذا المكان تجتمع الأصالة والحضارة والهوية الوطنية، يجتمع التاريخ ماضيه وحاضره ومستقبله، وشكرًا لهيئة الثقافة والآثار ولكل يد ساهمت في إبراز هذا المعلم الأصيل الذي يستحق الزيارة من الجميع.