ما يبقينا على قيد الحياة هي أحلامنا التي نعيشها وتعيش فينا؛ فبدونها لا يكون لحياتنا أي معنى أو هدف، ولا لون ولا رونق لحياة نحياها دونما أمر نتمناه أن يتحقق يوما ما. هذا ما يبقينا على قيد الحياة حقا بعد الشهيق والزفير، وهو ما يحافظ على أرواحنا حية أثناء نومنا، فالأحلام التي نراها في مناماتنا هي ما يخلق الوصلة بيننا وبين الحياة، ويبقي على نبضنا ليعيدنا لليقظة من جديد.
لكل منا حلم أو مجموعة أحلام، بعضها عظيمة عالية السقف، وبعضها متواضعة وبسيطة. المهم أننا نحلم، ونعمل بجد في سبيل تحقيق هذه الأحلام التي حملناها في قلوبنا لأزمان قد تطول أو تقصر، لكننا لا نفقد الأمل في تحقيقها مهما طال الزمن، أو تعددت العوائق، أو قلت وسائل العون والمساندة.
البعض يحلم بالحصول على شهادة تؤهله لوظيفة، وآخرون يحلمون بشهادات عليا بمرتبة الشرف. البعض يتمنى أن يلتقي بنصفه الآخر ويتزوج ليكون أسرة، والآخر يحلم ببناء منزل أو شراء سيارة فارهة.. قد نحلم بتحقيق نجاحات في مجال العمل أو المجتمع، أو نحقق شهرة في مجال الإبداع والثقافة والمعرفة.
قد ينتابنا الشعور باليأس، أو تهاجمنا الأصوات المثبطة لعزائمنا وتحاول قتل أحلامنا في مهدها، لكننا لا ينبغي لنا أن نستسلم لأصوات المثبطين والحاسدين، والذين ينظرون لنا من قمة الفوقية والغيرة، على أننا لا نرقى لمستوياتهم، ولا يجب أن نتفوق عليهم أبدا. لا يجب أن نصيخ أسماعنا لمعاول الهدم لأحلامنا العزيزة. أحلامنا لنا وحدنا، ونحن المعنيون بتحقيقها، مهما بلغت التحديات، وليس من حق أحد مصادرتها أو التحكم فيها. ما دامت أحلامنا وردية فلنبدأ بالطلاء، أأحب البعض هذا اللون أم ازدراه، يكفي أننا نحب لون أحلامنا.
كاتبة بحرينية