العدد 5918
الجمعة 27 ديسمبر 2024
تفاءلوا بالخير تجدوه
الجمعة 27 ديسمبر 2024

 مع قرب إشراقة شمس العام الجديد، تتجدد الآمال وتتسع آفاق الأحلام، ويحمل كل منا أمنيات تفيض بالخيرات والبركات. ولا شك أن التفاؤل هو شعلة تنير لنا الطريق في مواجهة تحديات الحياة، وهو إيمان عميق بأن الغد يحمل بين طياته الأفضل، مهما اشتدت المصاعب وازدادت العقبات، فالتفاؤل ليس مجرد شعور عابر، بل هو أسلوب حياة ينبع من يقين بأن الخير موجود في كل شيء حولنا، وأن رحمة الله وسعت كل شيء. فعندما نبدأ السنة الجديدة بالتفاؤل، نحن بذلك نزرع بذور السعادة والنجاح في قلوبنا، ونتخذ خطوات إيجابية نحو تحقيق أحلامنا وأهدافنا.
والتفاؤل بالخير لا يعني إنكار الواقع أو التغاضي عن التحديات، بل يعني التركيز على الجوانب الإيجابية والعمل على تحسين السلبيات. فكل عقبة يمكن أن تكون فرصة للنمو، وكل مشكلة هي بداية لحل يفتح آفاقًا جديدة، فالحياة ليست مفروشة بالورود، بل أحيانًا تكون مليئة بالأشواك التي تحتاج إلى عمل وجهد لتحويلها إلى نجاحات. فلنجعل التفاؤل شعارنا مع قدوم العام الجديد. دعونا ننظر إلى الحياة بعين ممتلئة بالأمل، ونستقبل الأيام القادمة بروح مفعمة بالنشاط والإصرار. ولنكن على يقين بأن الله يبارك في أعمالنا حين تكون نوايانا صادقة، وحين نسعى بجد وإخلاص لتحقيق الخير لأنفسنا ولمن حولنا. دعونا نغتنم هذه الفرصة لنجدد العهد مع أنفسنا بأن نكون أفضل مما كنا، وأن نزرع الحب والسلام في قلوبنا وقلوب من نحب. فالسنة الجديدة ليست مجرد رقم يتغير، بل هي فرصة جديدة نُمنَحها لنبدأ من جديد، بروح متفائلة وقلب مليء بالإيمان واليقين. 

سألني أحد الأصدقاء عن توقعاتي للسنة الجديدة، فأجبته بأنني متفائل رغم كل الظروف والتحديات والتطورات التي تشهدها المنطقة العربية والعالم! وعلى الرغم من أن هذا التفاؤل قد يكون أحيانًا مبالغًا فيه، إلا أنني أجد أن التحدي يجب أن يكون حاضرًا بشكل كبير والعمل الجاد في سبيل تحقيق الأهداف المرجوة، فالمهم هو عدم الرضوخ لأي من العوامل المؤثرة على مستوى الأداء والروح التي يتمتع بها الفرد في المجتمع.
فقد أظهرت دراسة علمية جديدة في كندا أن “المتفائلين” هم أكثر “حكمة” من “المتشائمين”، وأن المرارة تبعد الشخص عن الحكمة لأنه لا يستخلص الدروس، وقدّرت أن 5 % من الأشخاص يعدّون فعلًا حكماء. وقالت الباحثة دولوريس باشكار في جامعة كولونيا في مونتريال إن الحكمة والذكاء ليسا الشيء نفسه، مقدّرة أن 5 % من الناس يمكن وصفهم كحكماء حقيقيين. وقد درس الباحثون في جامعة بيتسبورج معدلات الوفاة والظروف الصحية المزمنة بين المشاركات في دراسة “مبادرة الصحة للنساء” والتي تتبعت أكثر من 100 ألف امرأة تتراوح أعمارهن بين 50 عامًا وأكثر منذ 1994، وكانت النساء اللائي يتسمن بالتفاؤل - يتوقعن حدوث الأمور الطيبة لا السيئة - أقل احتمالًا بواقع 14 % للوفاة لأي سبب مقارنة بالمتشائمات وأقل احتمالًا بنسبة 30 % للوفاة من أمراض القلب بعد ثماني سنوات من المتابعة في هذه الدراسة، وكانت المتفائلات كذلك أقل احتمالًا للإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري أو الإقبال على التدخين.
الخلاصة... إذا أردنا أن نحيا حياة ملؤها الأمل وتحقيق ما نريد بإذن الله، فعلينا بالتفاؤل وبثه لمن حولنا، أما إذا تشاءمنا وتقاعسنا وتكاسلنا، فلن نجني سوى التراجع إلى الوراء والنتيجة النهائية هي الخسران، لذلك علينا أن نعود أنفسنا وقلوبنا على التفاؤل، والبدء بحياة جديدة كلها تفاؤل وأمل بغد مشرق لكي ننطلق إلى آفاق ليست لها حدود لبناء حياتنا بالشكل الأجمل وكما نريد.
وبمناسبة حلول العام الميلادي الجديد، لا يسعني إلا أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى القيادة الرشيدة وشعب البحرين الوفي، داعيًا الله عزّ وجلّ أن ينعم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار والازدهار، ويبعد عنا شر الفتن والمحن.

كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .