العدد 5950
الثلاثاء 28 يناير 2025
أكمل الفراغ
الثلاثاء 28 يناير 2025

لكل منا في ذاكرته شيء يعيده لأيام مضت، بما تحمله معها من مواقف ودروس وعبر، فتأتي على هيئة صور أو أصوات أو ألوان، زاهية وغيرها باهتة، فتتأرجح معها الاستجابات وتختلف التعابير في ردود الأفعال. ومن صور عدة نراها ونسمع بها عن ذاكرة البشر في طريقة الوصف والتعبير، نختار طريقة للتفاعل قد نحتار حيال ما يُرجى منها، خصوصا إن وجدنا أنفسنا في حديث غير ذي معنى أو أساس. ماذا يفعل القارئ الكريم إن وجد نفسه محاصرًا بإلحاح الطرف الآخر في التماس التعاطف والتفاعل معه في أمر لا يجد فيه الجدية أو المصداقية لينال محور الاهتمام؟
أعلم أن الأمر صعب على من تزعجه دقة التوصيف لاستحضار ما لا يفيد حاضرًا ولا مستقبلًا. إنها يا إخوة مهارة ليست لدى من يسمع، إنما في شخصية من يستطيع أن يملك زمام الموقف ويُركّز على أمر يصنع منه لنفسه مكانًا، ويملأ من خلاله الفراغ، ليكون أصل المكان خيرًا كان أم شرًا. وبخلاف ما قد نراه نحن أو غيرنا في الأمر وتفاصيله، فقد رغبت في مقال اليوم أن ألفت انتباهنا جميعًا لهذا النوع من الشخصيات الذكية في استنهاض جميع الأشخاص في دائرة المكان وقيادتهم نحو هدف مؤقت، وصولًا لما تريده في ذاتها وإشباع الرغبة في ترسيخ الفكرة وتعزيز الدور وتأكيد المكانة والمحافظة عليها بشكل يجعلها تتردد على الموقف نفسه وتلك الصور والأصوات، ومشاركة غيرها بصورة تعبيرية تشعرها بارتقاء المكانة وثبات الذات. هكذا، أعزائي القراء، قد يكون الوصول إلى الهدف صعبًا سهلًا ممتنعًا عن طريق الاستعانة بالذكريات واستحضارها بطريقة الربط والجذب والحسم والوضوح حسبما تهيأت الفرصة وسنح المجال، وما هي إلا لحظة اختبار قد تمر فيها لحظة استنهاض للجميع تساعد من صاغ ومن جال ومن ناضل.
 

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية