تُعد الصحافة وسيلة أساسية للتواصل مع الجمهور، وهي نافذة تعكس واقع المجتمع بتنوعه وتفاصيله، ومع ذلك يُلاحظ في بعض الصحف المحلية أن الشخصيات التي تتم استضافتها في المقابلات غالبًا ما تكون مكررة ومحدودة، سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو طبية أو من أية تخصصات أخرى، وهنا لابد من تنويع المحتوى الإعلامي، فالمجتمع البحريني مليء بالشخصيات المؤثرة من مختلف المجالات التي قد لا تحظى بالفرصة لتسليط الضوء على إنجازاتها وأفكارها. إن تنويع الشخصيات يعزز الشمولية ويضمن تمثيل شرائح أوسع من المجتمع، كما يصبح المحتوى أكثر غنى وإثارة.
شخصيًا أؤمن بأنه توجد قصص نجاح في الظل، سواء لأشخاص عاديين أو مبتكرين في مجالات غير تقليدية، حيث إن تسليط الضوء على هذه القصص يمنحها تقديرًا مستحقًا ويُلهم القراء، ناهيك عن أن وجود تنوع في الشخصيات المطروحة يُثري النقاش العام ويعطي القراء فرصة للتعرف على زوايا مختلفة حول القضايا المطروحة، ما يعزز الوعي والإدراك. من خلال متابعتي عن كثب هذه الظاهرة، فإن بعض الصحف تميل إلى اختيار شخصيات مألوفة لجذب القراء، والبحرين تمتلك قائمة طويلة من الشخصيات المؤثرة في جميع القطاعات، لذا من الضروري إنشاء قاعدة بيانات للشخصيات المؤثرة، وأن تضم أسماء من مختلف التخصصات، بما يشمل الشخصيات المعروفة والجديدة، وتشجيع الصحافيين على البحث الاستقصائي للوصول إلى شخصيات وقصص جديدة تُسلط الضوء على قضايا مبتكرة.
كما أن تنويع هذه الشخصيات أصبح ضرورة، بحيث تشمل المقابلات أشخاصًا من مجالات مثل الفنون والرياضة والبيئة والعلوم والتكنولوجيا، إلى جانب المجالات التقليدية، والصحف يمكنها فتح باب الاقتراحات للجمهور لترشيح شخصيات يرغبون في معرفتها بشكل أعمق.
الخلاصة.. تنويع الشخصيات في مقابلات الصحف المحلية ليس مجرد مطلب لتحسين جودة المحتوى الإعلامي فحسب، بل هو واجب يعكس التنوع الحقيقي للمجتمع، ومن خلال هذا التنوع تستطيع الصحافة أن تكون أكثر تأثيرًا وقربًا من قرائها، وأن تفتح آفاقًا جديدة للمعرفة والحوار المجتمعي البناء.
أتمنى أن تصل رسالتي للقائمين على الصحف المحلية، والتي تهدف إلى الارتقاء بالعمل الإعلامي وتحقيق أقصى قدر ممكن من النجاح والنهوض بمستوى أداء السلطة الرابعة في مملكتنا الحبيبة. والله من وراء القصد.

كاتب وإعلامي بحريني