العلم في حد ذاته قيمة، فمن يعلم خير ممن لا يعلم مهما تكن مادة علمه، لكن العلم الذي من شأنه أن يعالج مشكلات الناس في حياتهم اليومية، فيه علم وزيادة، فيه قيمة العلم مضافًا إليها قيمة التطبيق، وأتصوّر أنه لغاية الآن نفتقد في مجتمعنا البحريني علم وثقافة استخدام النقل العام بدلًا من السيارة رغم الفوائد العديدة التي تقدمها هذه الخدمة، بيئيًّا، واقتصاديًّا، ونفسيًّا، واجتماعيًّا. والسؤال الذي يجول في النفوس. ما هو الممكن في هذا الواقع، أي ما نستطيع أن نغيّره؟ كيف يمكن أن نجعل كمواطنين النقل العام أفضل لنا بوجود الأسطول المتكامل ومستوى الخدمة الممتازة وعلى أرقى المواصفات العالمية، والتوسع في شبكات الطرق؟
 إذا كانت الحقيقة مطوية في طبيعة الأشياء وصلبها، فإن استخدام المواطن النقل العام يعكس مدى الوعي والثقة بهذا المرفق الحيوي المهم الذي بدأت معظم دول العالم – منذ فترات طويلة – الاعتماد عليه بما فيها الدول الغنية.
وزارة المواصلات والاتصالات قالت في يناير الماضي “إنها تعمل بالتعاون مع الشركة المشغلة على وضع خطط استراتيجية لتشجيع المواطنين على استخدام أنماط النقل الجماعي لتحقيق النقل المستدام في المملكة وتشجيع استخدام وسائل النقل الجماعي، وقامت الوزارة بتنفيذ هذه الخطط من خلال تقديم بديل أمثل عن السيارات الخاصة، والذي يوفر نمطًا مختلفًا للتنقل بالجودة المطلوبة وبكفاءة عالية تتناسب مع احتياجات المستخدم، كما قامت بتوفير محطات التوقف بالقرب من المناطق السكنية والأسواق التجارية والمراكز الصحية؛ سعيًا إلى الوصول إلى فئات جديدة ومتنوعة من المجتمع وتوفير مسار الرحلات المطلوبة بشكل واضح وميسر”.
الخلاصة.. الحكومة وضعت برنامجًا متكامل الأبعاد والتفصيلات، والدور اليوم على المواطن الذي يجب عليه أن يخطو بدل الخطوة خطوتين وثلاث وعشر خطوات.