حياة تتجدد حينما يتجدد الأمل، وحياة تحيا من قاع الألم، نتدبر معًا صورًا مختلفة من صور التكافل والتراحم التي تجسد قيم الإنسانية النبيلة، هنا في البحرين نعيش نموذجًا رائعًا لتعزيز العطاء المجتمعي من خلال إطلاق المنصة الإلكترونية للتسجيل في البرنامج الوطني لتنظيم نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية “ومن أحياها”، حيث تظهر أهمية هذه المبادرة التي تقوم بها وزارة الصحة في تسهيل الوصول إلى خدمات التبرع التي تتيح للمواطنين والمقيمين في البحرين التسجيل لتقديم التبرعات للأعضاء وهم على قيد الحياة أو التوصية بالتبرع بعد الوفاة.
 هذه المبادرة تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق تطور نوعي في قطاع الصحة، لاسيما في مجال تقديم الخدمات الصحية المبتكرة التي تعتمد على الرقمنة، حيث يمكن للمواطنين والمقيمين تقديم طلبات التسجيل عبر البوابة الإلكترونية، والتأكد من حالة الطلبات أو إلغائها بسهولة، وبكل فخر فإن هذه الخدمة تعكس تطور البحرين في مجال رقمنة الخدمات الحكومية، وتعد نموذجًا يحتذى به في تحسين خدمات القطاع الصحي بما يتماشى مع رؤية البحرين المستقبلية التي تهدف إلى تعزيز كفاءة النظام الصحي ورفع جودته. ولابد من تسليط الضوء على هذه المبادرة التي لا تقتصر على تسهيل الإجراءات الحكومية فقط، بل تسهم بشكل أساس في تعزيز القيم الإنسانية، حيث تعكس التضامن الاجتماعي والرغبة في مساعدة الآخرين من خلال العمل التطوعي. كما أن الرقمنة في تقديم هذه الخدمة تساعد في تقليل التعقيدات وتسريع الإجراءات، ما يضمن أن الخدمة تصل لأكبر عدد ممكن من الأشخاص بشكل سريع وآمن، وتعد خطوة جديدة في مجال العطاء المجتمعي والتضامن الإنساني. 
وبلا شك فإن هذه المبادرة رسالة حية تؤكد قيمة العطاء المجتمعي الذي لا يعرف حدودًا، وأن التضامن الإنساني هو الأساس الذي يُبنى عليه المستقبل الصحي المستدام والسعي نحو توفير حلول مبتكرة وفعّالة لمواجهة التحديات الصحية، خصوصًا فيما يتعلق بالحاجة المستمرة للأعضاء للمرضى الذين يعانون من قصور عضوي.

كاتبة وأكاديمية بحرينية