العدد 5991
الإثنين 10 مارس 2025
الوقت فات ولا مجال للحد من العشوائية والفوضى
الإثنين 10 مارس 2025

كل مدينة لابد أن يسبقها تخطيط عام، واشتراطات خاصة بتنظيم عملية البناء فيها، وأي مشروع تخطيط للمدينة لابد أن يكون مستوفيًا جميع الاحتياجات من ناحية نوعيتها واستعمالات المساحات المختلفة وتوزيع الخدمات عليها، وكذلك من المهم تنسيق وتجميل المدينة من ملاءمة التكوين العمراني للتكوين الطبيعي للموقع، وغيرها من الأمور المتعلقة بفن تخطيط المدن.
لن نتحدّث عن مدينة عيسى بأكملها، فقد كان للبيوت القديمة في وقت من الأوقات جمال مظهرها، وعناصرها الفنية الخاصة، لكننا نتحدث عن البيوت الحديثة أو العمارة الحديثة التي تطورت سريعًا، فتشعر بعدم وجود قواعد وانسجام وتكامل وحسن التأثير، وقلة الالتزام بمقتضيات الفن والجمال. نعرف أننا نعيش في زمن مختلف كل الاختلاف عن الزمن الماضي، ولابد أن نتماشى مع مميزات العصر الحاضر، لكن هذا ليس معناه أن تنتشر العشوائية وفوضى الإنشاءات واختلاط الحابل بالنابل، وتفكك المنطقة وعدم تناسق مبانيها، وكلها عوامل تؤثر سلبًا على جمال المدينة، ولعلّ أهم مصادر هذه الفوضى والعشوائية “سكن العزاب”، الذي يعج بالفوضى والإهمال والتشوهات، فأي بيت تسكنه العمالة الآسيوية يكون مشوّهًا ورخيصًا ويفتقد أبسط مقومات السلامة أيضًا، بالإضافة للقذارة والإهمال، كما تنتشر ألوان متنافرة على حوائط المباني، وفتح “برادة” في منزل، وأنشطة صناعية تمارس في منطقة سكنية ومخالفات على جميع المستويات.
الوقت فات، فلا مجال اليوم للحد من العشوائية والمحافظة على الهوية والجاذبية ومعالجة الموضوع، ونتمنى ألا يحدث ذلك مستقبلًا في المدن الجديدة وأن نتحاشى العيوب بوضع التخطيط الرئيس الكامل وأهمية الالتزام بالضوابط والمعايير.


ملاحظة
الأمر ليست له علاقة بالطبقة الاجتماعية للمواطن، فكل شخص يبني على قدر ما يملك، لكننا نتحدث عن التخطيط والقوانين.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية