يبدو أن القضية التي سنتحدث عنها ليس لها قانون واضح ومحدد ينظمها، أو بالأحرى توجد في منطقة رمادية قانونية وتتداخل فيها الجهات وتتعارض، ما يجعل الأمر برمته معقّدًا بكل الصور رغم أن المخاطر لن تكون مأمونة العواقب.
لقد تحملنا بغير رغبة سكن العزاب في مناطقنا بعد أن فرضوا السيطرة بسبب جشع المؤجرين وعدم احترام الأعراف والتقاليد، وبنظرة فاحصة لمعاناة الأهالي التي تدوّي كل يوم، سندرك حجم الطريق الطويل الحافل بالمشاكل والمضايقات، لكن هؤلاء العزاب خطوا نحو مرحلة جديدة تحمل في معطفها أفعالًا مستفزة للأهالي وظروفًا بالغة الخطورة، ومع كل الهتافات الدالة على الاستياء والمطالب بتحرك الجهات الرسمية، إلا أن الوضع وكما قلنا يتأرجح دون إحداث أي تغير.
مساء يوم الأحد اتصلت في “999” شاكيًا توقيف العمالة الآسيوية ناقلاتهم وسياراتهم ملاصقة تمامًا لمنزلنا والكراج الخاص بصفة مستمرة، رغم أنهم يسكنون في الجهة الأخرى، لكن لكثرة عدد السيارات والناقلات قفزوا وتفرقوا واستباحوا المواقف والمساحة الملاصقة، قد يقولون إن هذه المواقف جزء من الطريق العام وكممرات جانبية، لكن الأمر ليس بهذه الصيغة، فهم يتجمعون أمام ناقلاتهم وسياراتهم المركونة بجانب منزلنا ويثرثرون ويفتحون غطاء المحركات و...، ومرات كثيرة يصادف خروج أو رجوع الأهل بوجود هؤلاء ويحق لنا كأولياء أمور أن نقلق على أهلنا، كما أن سياراتهم تعيق الرؤية والحركة من الجهة اليمنى للطريق وبشهادة الأهالي.
أعود للشكوى، الإخوة طلبوا مني رقم الشاحنة التي دخلت بكل عوالمها إلى محيط الكراج، وكنت معتقدًا بأن صاحبها سيقفز من مكانه فورًا لإبعادها، لكن اعتدنا على الجزء المعروف من القصة.. لا جديد. وأجبت عائلتي بعجز مكتوم.. لا أعرف. لا أعرف من أين تأتينا الحصانة. العضو البلدي يقول ليس من مهمتنا، وإدارة المرور تقول المثل، و999 ينمحي دون أثر! هذه قضية قلّما نراها.