كل موهبة في التمثيل بحاجة إلى أن تحقق ذاتها وأن تخرج إمكاناتها للعيان، وتتوسع وتتطور وتنضج، والعملية الإبداعية تعرف بأنها الظهور الفعلي لنتاج جديد نسبيا، ناشئ عن تفرد الفرد من جهة، والمواد أو الأحداث أو الناس أو ظروف حياة هذا الفرد من جهة ثانية، وما شاهدته في ختام جائزة المواهب الإعلامية 2024، يوم الاثنين الماضي، بصالة البحرين الثقافية التي خصصت هذا العام لمجال التمثيل للتلفزيون والمسرح والسينما، يعكس الجهد الكبير الذي تقوم به وزارة الإعلام بتشجيع الإبداع وترتيب سلم الصعود للمواهب وإعطائها جرعة من الثقة وأن تنمو يوما بعد يوم.
كان العرض المسرحي “نقدر نحلم” الذي قدمه المشاركون المتأهلون في المسابقة في حفل الختام، رافدا بالحيوية، وكل الممثلين أبدعوا في تفجير طاقاتهم وقواهم السحرية بشكل غير تقليدي، منها بصورة فردية، أو من خلال حوارات ثنائية. وكانت خشبة المسرح تضيء من شحنة الإلهام وخلق مشترك ومتماسك وغني، وهوية الجماعة، بل يمكن وصف العمل بأنه كيمياء متفاعلة تعطي العناصر فيها أقصى ما لديها، عملية إبداعية تفضي في النهاية إلى تركيب جميل ومدهش.
فكل الشكر والتقدير لوزارة الإعلام ووزيرها رمزان بن عبدالله النعيمي، على جائزة المواهب الإعلامية التي تمضي إلى الهدف مباشرة وبأثر فعال وسريع، وتميزها بالدقة وسلامة الحقائق والمفاهيم والمبادئ الأساسية التي يجب أن يتقيد بها صاحب الشأن علميا وعمليا. جائزة تسهم بشكل كبير في إعداد الأجيال الجديدة في عالم الفن والتمثيل، وبناء شخصياتها وتكوين مفاهيمها ومعلوماتها واتجاهاتها، ووضعها في الإطار الصحيح، والشكر موصول لأصدقائي الفنانين والقائمين على الجائزة الذين أشرفوا على الدورات وعملوا كفريق واحد، أو كجسد واحد يقوم كل عضو فيه بدور واضح محدد لخدمة الأهداف المرسومة المرجوة، وبحيث تتحقق أكبر فائدة مستطاعة.