هناك قول مأثور وهو “لا يموت الإنسان من العمل الشاق، بل من الإهمال”. في بعض الأحيان أسمع من بعض الأصدقاء على اختلاف مكانتهم الاجتماعية والوظيفية أنهم تعرضوا للظلم في العمل، وظلوا سنوات طويلة دون الحصول على الترقية التي يستحقونها مقابل اجتهادهم وعطائهم وتفانيهم حتى أصبحت حياتهم العملية مفككة ومملة، حيث يعاملونهم كعملة مزيفة لا تستطيع أن تكسب شيئا منها، يذهبون صباحا إلى العمل ويعودون إلى المنزل مرهقين ومصابين بصداع مؤلم.
نستطيع أن نقول جازمين إن سبب معاناة هذه النوعية من الموظفين واستبعادهم وحرمانهم من الترقية يعود إلى المحسوبية، أو التجاهل المتعمد للكفاءة والخبرة، وأبشع الأسباب التي تشبه أداة فعالة للضغط على الموظف هي الأسباب الشخصية، مدير أو مسؤول لا يحب فلانا لن يكترث له ولن يعبأ به، وسيتجاهل الواقع ويعرض عنه وينكر إبداعه وعمله وتميزه جملة وتفصيلا، قال الفيلسوف الألماني شوبنهاور “إن الأشخاص المرضى والحاقدين يجدون لذة في اكتشاف أخطاء وهفوات الرجال العظام”، فهناك مسؤولون ينتقدون الموظف باستمرار بشكل غير عادل، حتى لو أخطأ سهوا في كتابة “حرف واحد” ولو بودهم انهالوا عليه بالحجارة والعصي وحتى الأحذية من كل صوب.
إن عدم منح الموظف الترقية المستحقة ظلم كبير بكل معنى الكلمة، وله تأثير على حياته الأسرية ونتائج وخيمة على المجتمع أيضًا، فلا أحد يسير وحيدًا في عملية البناء والتنمية والتطوير، الجميع يعمل، المسؤول والموظف، ومن يعمل بجد واجتهاد يستحق الثناء، وكما قال وليم جايمس.. إن أعمق مبدأ في الطبيعة البشرية هو الثناء، إنه الحافز الذي يميزنا عن الحيوانات، إنه الحافز المسؤول عن الحضارة نفسها”.