العدد 6003
السبت 22 مارس 2025
البحرين تقود العالم نحو التعايش السلمي
السبت 22 مارس 2025

 في لفتة جميلة ومقدرة، أقام مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح غبقة رمضانية بحضور عدد من أصحاب السعادة السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى المملكة، وممثلي وكالات الأمم المتحدة، وشخصيات دينية ومجتمعية وإعلامية، وعدد من منتسبي المركز، تقديرًا لهم، واحتفاءً بإقرار الأمم المتحدة مبادرة مملكة البحرين بشأن اليوم الدولي للتعايش السلمي.
معالي الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة وزير المواصلات والاتصالات رئيس مجلس أمناء المركز، أعرب خلال كلمته المعبرة عن فخره واعتزازه بإقرار الأمم المتحدة مشروع القرار الذي تقدمت به مملكة البحرين عبر مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، وبالتعاون مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة، بشأن اعتماد الثامن والعشرين من يناير من كل عام، يومًا دوليًّا للتعايش السلمي، كونه مبادرة عالمية رائدة تعكس التزام مملكة البحرين الراسخ بقيادة صاحب الجلالة الملك المعظم، ودورها الريادي في تكريس قيم السلام والتسامح والحوار والتفاهم الدولي المشترك، ونبذ التعصب والكراهية، واحترام التنوع الإنساني، الديني والثقافي والعرقي. وأوضح أن اعتماد هذا اليوم الدولي، وبتأييد 162 دولة عضوًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يمثل شاهدًا عصريًًّا على تقدير المجتمع الدولي المبادرات الملكية السامية والداعمة لنشر ثقافة السلام وتعزيز الحوار بين الأديان والحضارات وتسوية النزاعات بالطرق السلمية، ومن أبرزها إنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح وفقًا لإعلان مملكة البحرين لحرية الدين والمعتقد، وتدشين جائزة الملك حمد للتعايش السلمي. وإحقاقًا للحق فإن المركز استطاع أن يحقق نقلة نوعية عابرًا الحدود الجغرافية للمملكة، فلاشك أن هذا الأمر ليس يسيرًا، إنما هو طريق طويل ويحتاج إلى جهد وعمل دؤوب للوصول إليه.
لا شك أن هذه الخطوة تعتبر تاريخية وتجسد الدور الريادي لمملكة البحرين في نشر ثقافة السلام والحوار بين الشعوب.
ويُعد هذا الاعتراف العالمي تتويجًا لجهود المملكة المستمرة في تعزيز قيم التسامح والتعايش بين مختلف الثقافات والأديان ونبذ العنف. 
ومنذ عقود طويلة، اتخذت مملكة البحرين نهجًا ثابتًا في تعزيز التعددية الثقافية والتسامح الديني، حيث تعايشت على أرضها مختلف الطوائف والجاليات بسلام وانسجام. وجاء هذا القرار ليعكس تجربة المملكة الغنية كنموذج يُحتذى به في عالم يعاني من التوترات والانقسامات.
فالكل يشهد على ذلك، ففي مملكتنا الغالية ومنذ طفولتنا تعيش جميع الأديان والطوائف والمذاهب المختلفة في وئام وسلام وتوافق، فنجد الجوامع والمآتم والمعابد والكنائس كلها تقع في محيط واحد، وشخصيًّا عشت هذه الحقبة منذ القدم، حتى أن والدي (رحمه الله) كان يقوم بزيارة الطوائف الأخرى في مناسباتهم الدينية المختلفة وكان حريصًا على اصطحابنا معه، وشخصيًّا أنا مستمر على هذه العادة الحميدة التي هي من صميم ديننا الإسلامي الحنيف.
وفي ظل التحديات العالمية المتزايدة، من حروب ونزاعات وتطرف، تتأكد أهمية إعلاء قيم التعايش السلمي ونشر ثقافة الحوار والاحترام المتبادل. ويأتي اعتماد يوم 28 يناير كمناسبة دولية لتذكير العالم بأهمية التعايش وتجاوز الخلافات لتحقيق السلام والاستقرار.
إن اعتماد هذا اليوم لا يُعد إنجازًا للبحرين فحسب، بل هو دعوة لجميع الدول والمجتمعات للعمل بجدية نحو بناء جسور التواصل وتعزيز روح التضامن الإنساني. إنها مسؤولية مشتركة تتطلب من الجميع تبني مبادرات تعزز التفاهم المتبادل، وتنشر ثقافة السلام بعيداً عن التعصب والكراهية.
الخلاصة.. بهذا الإنجاز، ترسم مملكة البحرين ملامح مستقبل يسوده السلام والتفاهم العالمي، وتقدم رسالة أمل في قدرة الإنسانية على تجاوز الخلافات وبناء عالم أكثر تسامحًا وتعايشًا. وعلينا جميعًا، أفرادًا ومؤسسات، أن نُسهم في تحويل هذا اليوم إلى مناسبة لنشر ثقافة التعايش والعمل على تحقيق مستقبل أكثر إشراقًا للجميع.
داعيًا الله عز وجل أن تبقى البحرين، بقيادة جلالة الملك المعظم، أنموذجًا يُلهم الأمم، وشعلة تضيء دروب التعايش والإنسانية، تحمل رسالة السلام إلى ما وراء الحدود، لتصبح صوتًا عالميًّا للخير والتآلف.

كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .