تتشابه الكويت والبحرين في الأجواء الرمضانية الروحانية والاجتماعية المميزة، وذلك بسبب التقارب الاجتماعي والمشتركات الثقافية في العادات والتقاليد والتراث الجامع في بعض الجوانب، ومنها القرقيعان الذي يحتفل به الأطفال في منتصف شهر رمضان من كل عام، وأيضا الغبقات الرمضانية واجتماع الأحبة من الأهل والأصدقاء في هذا الشهر الكريم، وعادة ما يجتمعون بعد صلاة التراويح التي تصدح بها أصوات أئمة المساجد بعد صلاة العشاء في البلدين، وتقام تلك الغبقات الرمضانية إما في التجمعات العائلية في المنازل أو في الديوانية التي تعتبر رمزا للأعراف الاجتماعية للبلدين، ويتناول فيها الناس المشروبات الخفيفة والحلويات في أجواء رمضانية جميلة، ومن الأكلات الشعبية المشتركة “الهريس، الجريش، الحلويات، الفيمتو، اللبن”، وكما الديوانية نشاهد الخيم الرمضانية التي تقدم فيها الأطعمة اللذيذة التي تفوح روائح أطباقها وسفرها بعبق ونكهة الأكل التراثي الأصيل.
وضمن العمل الخيري الذي أمرنا به في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، تقام المبادرات الخيرية الرمضانية ومشاريع الكفالات الشرعية من وجبات تفطير الصائمين للمحتاجين والعمال، وتمد المساجد المباركة موائد الرحمن، وأيضا في كل مراكز الدعوة الإسلامية والحمد لله. أما من جهة التسوق تزدحم الأسواق بعد صلاة العشاء والتراويح في المولات، البازارات، والمراكز الاستهلاكية. وأخيرا.. تتشابه وسائل الإعلام الكويتية والبحرينية في تغطية البرامج الرمضانية من مسابقات وبرامج طبخ ومسلسلات رمضانية تعكس أجواء الشهر الفضيل.
ولابد أن نشيد بمأدبة الإفطار التي أقامها معالي السفير الكويتي الشيخ ثامر الجابر الصباح بسفارة دولة الكويت في البحرين للطلبة الكويتيين هناك، والجو الرمضاني المميز لحضور الشباب الكويتي تلك المأدبة الرمضانية.
إن سحر الأجواء الرمضانية التي تشهدها الكويت والبحرين يرجع إلى التشابه الكبير في أسلوب وطريقة إحياء الشعائر والعادات الرمضانية في الكويت والبحرين، وذلك نابع من التقارب الاجتماعي والأجواء الاحتفالية التراثية التي عرفها الشعبان بسبب المشتركات الثقافية والدينية.. وعساكم من عواده.
كاتب كويتي