أي ناقد خليجي مسؤول أو صاحب نظرية تتعلق بالدراما سيوافق على إعلان رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي تشكيل مجموعة عمل تعنى بوضع رؤية مستقبلية للإعلام والدراما، وضبط الأعمال الدرامية، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث عرضت أعمال في شهر رمضان لا تعبر عن المعدن الحقيقي للمجتمع المصري ولا الواقع المصري، ومجموعة العمل ستضم خبراء ومتخصصين وأساتذة إعلام وشركات الإعلام بهدف الوصول لرؤية شاملة من شأنها أن تعزز الهوية المصرية وتضمن عدم التقييد لحرية الفكر والإبداع.
أتصور أنه جاء الوقت لتتخذ دول مجلس التعاون نفس الخطوة التي قامت بها جمهورية مصر العربية الشقيقة، فالكثير من الأعمال الدرامية التي تعرض اليوم لا تلاقي ترحيبا من قبل المشاهد الخليجي، وبها نواقص كثيرة، خصوصا من الناحية الإبداعية، ناهيك عن تحويل شبابنا عن عاداتهم وتقاليدهم العريقة والعديد من الآثار الاجتماعية السلبية المترتبة على مشاهدتها، كما أن هذه الأعمال الدرامية لم تستطع أن تبلور مسؤوليتها وواجباتها الاجتماعية بشكل صحيح أو المنهج السامي، وفقدت قوة العطاء والبناء والفاعلية.
جميع المسلسلات الخليجية دون استثناء لا تعطي أي انطباع ولا تحتوي موضوعاتها على قضايا مهمة للمجتمع، رغم وجود ممثلين محترفين ذوي كفاءة عالية، وهذه حقيقة ظاهرة لا يغفلها أحد، والملفت في الأمر أن المسؤولين يشاهدون السلبيات في كل هذه الأعمال إلا أن المصيبة تكمن في السماح بمواصلة الطريق، وهي مشكلة يطول فيها الجدل، إذ كيف للمرء أن يشاهد عملا دراميا يثير الناس ويقدم مجتمعنا الخليجي المحافظ على أنه كذا وكذا، ثم يترك للعرض في سهولة ويسر، وكأن المسألة لون من ألوان المضاربات في سوق الأوراق المالية.