العدد 6012
الإثنين 31 مارس 2025
أحلامنا بوابة واسعة لعبرة أو قوة مخفية
الإثنين 31 مارس 2025

 اعتدت المزاح مع الزملاء والأصدقاء بالقول لهم.. هل لك في الأحلام؟ يتحمس البعض ويقول نعم.. ثم أسرد عليه حلمًا مصطنعًا لأرى ردة فعله وتفسيره وكيفية تعامله مع الأحلام، ومع مرور الوقت توصلت إلى استنتاج مفاده أن أحلامنا الحقيقية التي تزورنا في المنام ما هي إلا بوابة واسعة لعبرة أو قوة مخفية يجب علينا اكتشافها بطريقة أو بأخرى.
 تركنا الزملاء والأصدقاء وقرأنا كتاب المتخصصين الذين بينوا أن كلا منا تتراءى له في المنام أحلام لرغبات يتمناها، وهي ذات أثر حميد في نفوسنا يجعل الحياة جديرة بأن نحياها، والذي يهمنا ليس حقيقة الحياة الصلدة فحسب، بل الإشباع العاطفي كذلك، وهو أمر نستخلصه من الخيالات والأحلام، أكثر مما نستخلصه من الحياة الحقة. وكم من رجل يدين بنجاحه إلى الأحلام، فإن الأحلام التي تحقق الرغبات يمكن أن تكون وحيًا وإلهامًا، ومع ذلك ففيها يكمن الخطر، فإن بعضنا قد يفرطون في تعويض شعورهم بالنقص، بأن يتخيلوا أنفسهم في الذروة، ويحلموا بأهداف لا يمكن تحقيقها، ويختصروا بذلك الطريق إلى النجاح. أما في الحقيقة فهم يخافون أن يتحدوا العقبات التي تقف في طريقهم والواقع أن خمولهم يبلغ حدًّا لا يسمح بتحقيق هذه الأحلام.
وأسوأ من هذا أن نظن أن العالم ضدنا، ونأبى أن نتبين حقيقة قدراتنا، فلا نحاول يومًا أن نقدر أنفسنا التقدير الصحيح، بل ننفر من هذا العمل الذي نراه مضنيًا، ونأبى أن نواجه الحقيقة الواقعة، وهي أنه يجب أن يكون لنا موقف جديد إزاء ظروفنا، وعملنا، وأنفسنا.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية