إن الحديث عن الشباب في أي مجتمع لا يمكن أن يقتصر على مجرد الإشارة إلى العمر أو النشاطات اليومية؛ بل يتعلق أكثر بكيفية استثمار طاقاتهم، وتنمية قدراتهم، وتوجيههم نحو المستقبل. في مملكة البحرين، يقف الشباب في قلب التنمية التي تشهدها البلاد، وذلك من خلال تقلدهم المسؤوليات لقيادة العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية، كما يتم تسخير الجهود الحكومية لدعم الشباب من خلال المبادرات الوطنية الشبابية، ولذلك يصبح السؤال المطروح: كيف يمكن أن يصبح الشباب البحريني استثنائيا؟ وكيف يمكن لإمكاناته أن تتحول إلى قوة محورية في تحقيق تطلعات المملكة المستقبلية؟
الشباب الاستثنائيون ليسوا فقط أولئك الذين يمتلكون المهارات الخاصة أو الإنجازات الفردية، لأن الاستثنائية هي منهج حياة يعتمد على مجموعة من الصفات الأساسية التي تجعل من أي شاب عنصرًا فعالًا في المجتمع. أول مكونات الاستثنائية هي التفكير النقدي الذي يرفض الإجابات التقليدية ويبحث عن حلول غير تقليدية. هؤلاء الشباب لا يقبلون بأن تكون الحلول جاهزة، بل يسعون دائمًا إلى تحدي الوضع الراهن وتقديم آراء جديدة تساهم في تطوير المجتمع، كما أن الاستثنائي لا يعني التفوق في شيء واحد فقط، بل يعني القدرة على التكيف السريع مع المتغيرات التي تطرأ في الحياة الشخصية والمهنية، فلا يكتفي الشباب الاستثنائي بالنجاح الفردي، بل يتسم بالروح الجماعية والمبادرة المجتمعية، ومن أبرز سمات التطوع والمشاركة المجتمعية، حيث يرى في العمل الجماعي فرصة لتطوير مهاراته القيادية، ومواجهة التحديات، والمساهمة في التغيير المجتمعي. هذه رسالة عميقة لكل شاب وشابة يتطلعون إلى أن يكونوا قلبًا لمجتمعهم لكي يبقى نابضًا بالحياة على الدوام، “فأنتم المحرك الفعلي للتغيير والشركاء الحقيقيون في بناء المستقبل”.