العدد 6022
الخميس 10 أبريل 2025
الموظف و“الموبايل” وعالم الفوضى
الخميس 10 أبريل 2025

 الخريطة ليست واضحة المعالم تمامًا، وليست مكتملة، هناك جزر مطموسة وسفن تائهة وشطوط تختلط مع المد والجزر فلا يبدو منها شيء، وملامح غارقة في السراب.
 الذي أريد أن أخلص إليه من هذه المقدمة، أن هناك حالة الجميع مر بها وشاهدها بالبعد والمسافة في كثير من جهات العمل، إلى درجة أنها أصبحت صورة ثابتة من الحياة تظل تتكرر فيها الحالة دونما تبديل، حالة تطورت وتنوعت أساليبها سواء فيما يتعلق بالنواحي الفنية أو الإدارية أو التنظيمية. إنها جزء من العالم الذي يشهد تطورًا تقنيًّا وعلميًّا، وصاحبة انفجار هائل في كمية المعلومات والأبحاث.
 هل تعرفون ما الحالة؟ إنها انشغال الموظف بـ“موبايله” ودخوله جوًّا وبيئة بعيدة تمامًا عن خدمة المراجعين والاهتمام بهم، وكأنه مؤهل تأهيلًا علميًّا للبحث والاطلاع على الموبايل والرد على الرسائل وخدمة الطرف الآخر ونسيان المراجع الذي يقف أمامه، فالموبايل هو المهم والوحيد بكل معاني الجرد والحصر، وكم واحدًا منا تعرض لمثل هذه المواقف، تتقطع فقرات ظهره ومفاصله وهو ينتظر من الموظف الانتهاء من “مسجاته أو خربشاته” وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا لا يعد فقط سلوكًا غير مهني يؤثر على جودة الخدمة، إنما يعطي أيضًا انطباعًا سلبيًّا عن المكان وجهة العمل.
 لو سمحت.. هل لي بهذه الخدمة.. هكذا قلت له، ولكنني كنت أشبه بمن يقوم بالبحث والتحليل وإجراء التجارب والوصول إلى قوانين، ومع الأسف كانت الموجة سالبة، فالموظف كان غارقًا في موبايله بكل المفاهيم العلمية والمعطيات الحسية، وبعد فترة قصيرة عاد من عالم الفوضى ووضع موبايله على الطاولة وقال.. نعم!.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية