العدد 6028
الأربعاء 16 أبريل 2025
أناس عاديون أطلقوا على أنفسهم “أدباء”
الأربعاء 16 أبريل 2025

 كانت الحياة الأدبية في البحرين في الستينيات والسبعينيات تفرز أجيالًا من الرواد الكبار، لكن لم يكن هناك عظيم لا في الأدب ولا في النقد، كان الناقد والكاتب معًا طرفًا منسجمًا فيما بينه، أمام طرف آخر يكاد يكون النقيض هو المناخ الثقافي الذي يطوّق الجميع بتأكيده أنها مرحلة نهضة حقيقية، ومن ثم فإن كل جيل هو بالضرورة أفضل من كل جيل سابق - ولو اقتصر ذلك على الإخلاص للعمل الأدبي في بيئة درجت على اعتبار الأدب والفن من الأمور المهمة في الحياة اليومية. وكان واقع المثقفين يشير إلى هذه الظاهرة، فقد كانوا نخبة قليلة متميزة وكان الذين يكتبون من العدد الأقل، ومع هذا فإن تكوينهم الثقافي المتميز كان يضعهم في القمة.
 اليوم نشعر أن كل شيء تهاوى وأصبحنا نشم نكهة غريبة في الساحة الأدبية، وأشياء غير مألوفة، والوصول إلى أدنى حد من الثرثرة والهراء وكتابات بلا مضمون وشكل، وأكاد أجزم بأن لا أحد من الجيل الحالي – لا أعرف كيف أحسبها – استطاع أن يصل إلى واحد في المئة من كبار وشوامخ أدباء وكتاب الستينيات والسبعينيات، وقدم لنا تجربة عميقة، ومقولة كل جيل حالي هو بالضرورة أفضل من كل جيل سابق بسبب معطيات العصر لا تنطبق على ساحتنا الأدبية إطلاقاً، وكأن تاريخ حياة الأدب والفن الرفيع انتهت مع نهاية السبعينيات أو بداية الثمانينيات لكي لا نقع في مسألة الأهواء.
منذ مدة طويلة لم نقرأ من أبناء هذا الجيل جملة مفيدة، مجرد أناس عاديين أطلقوا على أنفسهم “أدباء”، ورغم كل شيء نبتسم ونصافحهم!.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .