في العاشرة من عمره، شق المرحوم الحاج عيسى حمزة الأسود طريقه بالعمل في مزارع قرية كرانة وهي مسقط رأسه؛ ليساعد والده، رحمه الله، في إعالة الأسرة، فهو من مواليد العام 1934 لكنه كان مصرًا منذ صغره على أن يتعلم الحرفة، وبدأ في مهنة صناعة الحبال.

ثلاثة إخوة
وتمضي السنين ليعمل في مرحلة الشباب، أي في الخمسينات، في شركة نفط البحرين “بابكو” وقضى فيها أكثر من 20 عامًا، ثم انتقل للعمل في إحدى الشركات لمدة 4 سنوات، وأثناء فترة عمله في الشركتين، افتتح محلًا لبيع المواد الغذائية، ثم ما لبث، بالتعاون مع أخويه المرحومين جاسم وعبدالله، أن أنشأ معرضًا صغيرًا في منزله بقرية كرانة لبيع الملابس والمواد الغذائية وبعض الأجهزة الإلكترونية واليسير من الأثاث.

تعاقد عالمي
في فترتي السبعينات والثمانينات، كان يتعامل مع كبار التجار ومنهم صديقه المقرب المرحوم فاروق المؤيد رحمه الله، إذ كان يلبي طلبات الزبائن من الأجهزة الإلكترونية ومنها علامة “توشيبا” من شركة المؤيد للإلكترونيات، كما كان يوفر أجهزة “شارب” من متجر روبين، فيشتريها نقدًا ويبيعها على زبائنه بالتقسيط.
وتوسع المرحوم الحاج عيسى في عمله وتعاقد مع شركات عالمية لتوزيع منتجاتها في البحرين، وهو الأمر الذي فتح المجال لإنشاء معرضين في قريتي القدم وسند للأجهزة الإلكترونية والأثاث، كما توسع في تجارة الأثاث ليعمل في مجال الاستيراد والتصدير، وأصبح وكيلا معتمدا للأثاث المستورد، وحصل على وكالات حصرية لشركات عالمية في مجال الأجهزة الكهربائية المنزلية.

أول مجمع
وبمشاركة الأبناء وفريق العمل معه، توسعت أعماله التجارية فشيد مجمع “كاونتري مول” في قرية “أبو صيبع” في الفترة من العام 2002 إلى العام 2004، وهو يعد أول مجمع تجاري على شارع البديع يضم العديد من المحال التجارية في مختلف التخصصات، وتحول إلى أحد المواقع التي يرتادها المواطنون والمقيمون من مختلف مناطق البحرين. 
وللراحل علاقات واسعة مع المسؤولين والشخصيات والعائلات البحرينية؛ لأنه كان يؤمن بأن تعاون كل الأطراف يساهم بشكل فاعل في تعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق أهداف رؤى وإستراتيجيات مملكة البحرين. توفي الحاج عيسى الأسود، رحمه الله، في الثاني من ديسمبر بالعام 2015، وعرف عنه مساهماته في أعمال الخير والمجالات الاجتماعية سواء في قرية كرانة أو خارجها، وكان له مجلس أسبوعي كل خميس يرتاده الضيوف من كل مناطق البحرين.