+A
A-

أسماؤنا هويتنا وعزاؤنا للهنديات الريفيات

هل تخاطب الأشخاص بأسمائهم عندما تلتقيهم وتحدثهم؟إذا كان لا، فحتما هذا ما يتوجب عليك قراءته هنا.

كان مدير البريد جيم فارلي في الولايات المتحدة لديه القدرة بمناداة عشرة آلاف شخص بأسمائهم الأولى، وقد سخر قدرته هذه في إنجاح الحملة الانتخابية لفرانكلت روزفلت، كل ما فعله فارلي هو كتابة رسائل مخصصة لكل شخص من معارفه معنونه بإسمائهم لدعم روزفلت وانتخابه.

مما نتج عن تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية في القرن الماضي. كان فارلي يعلم أن أحب الأسماء للإنسان هو اسمه، وكم هي مجاملة لطيفة باقية الأثر مخاطبة الآخرين بأسمائهم، وبالمناسبة كان بيل كلينتون يعلم سحر حفظ الأسماء ومخاطبتهم بها، فحفظ عشرة آلاف اسم، فقد اعتاد كلينتون في ريعان شبابه بتذكر كل شخص قابله وحفظ الأسماء في بطاقات حجم 3*5 تحتوي كل بيانات الشخص من اسمه ومكان مقابلته إياه والتاريخ، وكان في كل ليلة يراجع هذا البطاقات لتقوية ذاكرته وحفظ الأسماء، فصار لديه عشرة آلاف بطاقة حسبما قال لصحيفة نيويورك تايمز.

لا ريب أنها تقنية مجدية للفوز بالانتخابات، إذن هذه دعوة للنواب وكل المرشحين باستخدامها ومبروك الفوز مقدما.

مناداة الشخص باسمه يشعره بالاعتزاز والتقدير؛ لأنك تؤكد وجوده عند مناداته، حيث إن الاسم أكثر الأمور التصاقا به، وأنه جزء مهم من هويته، وإنك ترسل له رسالة ضمنية بمحبتك له. فعلى سبيل المثال مناداة الطالب باسمه في الصف تجذبه وتلفت انتباهه، وهذا يندرج ضمن فن إدارة الصف وتعديل السلوك الصفي.

لكن ذلك لا ينطبق على البعض، ففي الهند وتحديدا في المناطق الريفية مناداة المرأة اسم الزوج جريمة تستحق العقاب، وذلك يرجع إلى أن المجتمع الهندي التقليدي يرى ذلك بأنه يجلب سوء الحظ ويقصر بعمره، فالزوج مساو للإله، حيث ينادينه “ياهو”، أي بمعنى “أنت” لجذب انتباهه. يذكر أن هناك سيدة واجهت القصاص لجرأتها وذكر أسماء الرجال الجالسين خارج منزلها، ومن ضمنهم عم زوجها، فتم نفيها مع أطفالها ونبذها خارج القرية، عموما هذا التقليد آخذ بالانتهاء لانحسار الزواج التقليدي والتحاق النساء بالعمل ونيلهن حصتهن من التعليم. ومحزن كذلك أن للاسم حصة في العداء أيضا كما يقول إلفيس بروسلي “سامح أعداءكن ولكن لا تنسى أسماءهم”.

وفي فن الإقناع مخاطبة الشخص باسمه كفيل بنجاح عملية الإقناع أو التفاوض، فقد أشارت الأبحاث أن الأشخاص يشعرون بالثناء عندما يشير لهم محدثهم بأسمائهم، عزيزي القارئ هل لك أن تحفظ اسمي جيدا؟ سأشعر بالثناء والامتنان حقا.

 

حنان فردان