+A
A-

طلال المناعي... وكيل سيارات مخضرم بالخليج

حكمته: “ما خاب من استشار”

يرى أن السمعة أهم من المال

من أوائل مستوردي السيارات الصينية في البحرين

حصد أعلى جائزة تمنح لوكيل سيارات

“المناعي” تلقت الجائزة الذهبية للمبيعات وقطع الغيار

 

يرى أن السمعة أهم من المال، وفي حال وجدت ضرورة للاختيار بينهما، فإنه يختار السمعة خصوصًا في مجال الأعمال. كما يُؤْمِن بضرورة أخذ المشورة من الوالدين ومن ذوي الخبرة والحكمة، ومثله في ذلك “ما خاب من استشار”، هذا ما تعلمه من والديه منذ نشأته، ويسعى نقله إلى أبنائه. استثمر شغفه وحبه لسيارات أوبل؛ للحصول على وكالتها، وينال منها أعلى الجوائز والتقدير. “البلاد” التقت رجل الأعمال، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة المناعي للمشاريع، والمدير التنفيذي للمناعي لخدمات السيارات، والمدير التنفيذي للمناعي للسيارات، طلال محمد المناعي، وأجرت معه “لقاء الأحد” فيما يلي نصه:

مسقط الرأس والنشأة

نشأت في قرية قلالي التي تعتبر مركز العائلة الرئيس منذ فترة طويلة، وتربينا فيها أبًا عن جد، وكان جدي سالم بن درويش المناعي (رحمه الله) أول من أسسها قبل أكثر من 250 عامًا، إذ كانت عائلتي معروفة باللؤلؤ ومهنة الطواشة، وجدي عبدالله بن عيسى المناعي (رحمه الله) من كبار الطواويش بالبحرين.

عندما بلغت الرابعة أو الخامسة من العمر بدأ والدي (حفظه الله) في تنمية التجارة الحديثة للعائلة، وأسس مكتبًا لذلك، وهو ما تطلب منه الانتقال إلى المنامة، واستقررنا في القضيبية.

مرتبة الشرف بامتياز

التحقت بمدرسة الرجاء التي كانت “مدرسة الإرسالية الأميركية سابقًا”، وتخرجت فيها عقب استكمال المرحلة الإعدادية. أما المرحلة الثانوية، فتخرجت في مدرسة الهداية الخليفية تخصص علمي “فيزياء ورياضيات”، وحصلت على دبلوما إدارة أعمال من كلية الخليج “بوليتكنك” بمرتبة الشرف درجة الامتياز، وواصلت دراسة بكالوريوس إدارة الأعمال في جامعة البحرين، وتخرجت أيضًا بامتياز مرتبة الشرف. وأثناء دراستي بالجامعة مثلت الكلية في برنامج الزائر الدولي الذي نظمته وكالة الإعلام الأميركية، ثم بعد التخرج مثلت الكلية بالمشاركة في المؤتمر العلمي الدولي في لندن.

مشوار العمل

طلب مني والدي إدارة إحدى شركاته، وهي مؤسسة “يونيفرسال انتربرايسز” بعد استكمال الدراسة لتطويرها وتحديثها، فاستأذنته بأخذ فترة تدريبية لصقل مهاراتي المالية والمحاسبية، فانضممت للعمل كمدقق حسابات بشركة آرنست آند يونغ بمقرها الإقليمي في البحرين لمدة عام كامل، شاركت خلالها في تدقيق الحسابات المالية لأكثر من 25 مؤسسة خاصة وحكومية. بعدها انضممت للعمل في مؤسسة “يونيفرسال انتربرايسز” لتطويرها، إذ شغلت فيها منصب نائب الرئيس، وقد عملت فيها نحو 16 عامًا كانت مليئة بالتحديات، وحصلت خلال تلك الفترة على العديد من رسالات وشهادات الشكر والتقدير من الوالد، ومن الشركات التي نحن وكلاء لها.

اقتحام عالم السيارات

عندما عملت مع والدي في مؤسسة “يونيفرسال انتربرايسز”، طلبت منه فتح مشروعي التجاري الخاص بمجال السيارات. وكان جدي عبدالله بن عيسى المناعي (رحمه الله) قد أسس شركة المناعي التجارية في قطر بداية الخمسينات، وساهم والدي وعمي أحمد (رحمه الله) في الحصول على وكالة جنرال موتورز بقطر. وكان الوالد يعمل في استيراد السيارات الأميركية النادرة والمتميزة إلى البحرين بكميات محدودة، ويأخذني إلى الميناء لاستلامها، ومن هنا تعلقت بالسيارات. دخلت هذا المجال حينما زارني ذات مرة أحد أصدقاء الوالد من لبنان، يعمل في تجارة اللحوم الحية، وعرض عليَّ وكالة بطاريات سيارات فرنسية يعمل فيها صديقه مديرًا للتصدير. وقبلها عندما حصلت على رخصة السياقة نصحني والدي باختيار السيارة التي تعجبني من وكالة السيارات بقطر، فاخترت “أوبل”؛ لأنها كانت موديل شهير في سباق الراليات في الثمانينات، فاصبحت السيارة المفضلة لي، ومن هنا بدأت علاقتي بهذه السيارة، التي لم يكن لها وكيل بالبحرين، فتعلمت تصليحها والقيام بالصيانة الدورية لها عبر قراءة كتب مختصة بذلك من بريطانيا.

تأسيس المناعي للسيارات

في العام 1990 فتحت وكالة للسيارات، وفي الوقت ذاته قمت بتأسيس شركة المناعي لخدمات السيارات. كانت البداية بالحصول على وكالة بطاريات سيارات فرنسية، ثم التعاقد مع شركات قطع غيار وزيوت.

وفي فترة لاحقة أبلغني عمي أحمد (رحمه الله) أن وكالة أوبل للسيارات تبحث عن وكيل لها، فتواصلت مع شركة أوبل بعد أن استأذنت والدي، الذي رحب وطلب مني إعداد دراسة جدوى مستفيضة عن المشروع.

قابلت المسؤولين في شركة أوبل الذين أبلغوني أن لديهم وكلاء متقدمين للحصول على حق الامتياز لديهم خبرة، في حين أنني لا أملك خبرة، إلا أنني أكدت لهم أنني متحمس ولدي سيارة أوبل أصلحها بنفسي، وقد قدروا هذا كثيرًا، وطلبوا مني إعداد دراسة عن السوق البحرينية.

حصلت على وكالة أوبل ووقعت معهم عقدا على أن يتم تجهيز معرض السيارات والكراج في غضون عام واحد، لكن تمكنت خلال 4 أشهر من التجهيز، وأعددت فيلمًا مصورًا عرضته عليهم في ألمانيا، وكان وفق شروطهم ومتطلباتهم. عندما رأى الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط ذلك أخبرني أنه كان هناك رهان إذا ما كنت سأتمكن من تنفيذ تجهيز المعرض والكراج في غضون عام واحد من عدمه، متوقعًا تحقيقه في عام كامل، وذلك بعد أن اختارني مدير التسويق والمبيعات، والذي كان مسؤولا عن الترشيحات بالمرتبة الثانية.

طلبت من الرئيس الإقليمي مكافأة؛ لأنني أنجزت العمل في 4 أشهر وسبقت الجميع، فتم تركيب جميع اللوحات الإعلانية على حساب الشركة الأم، وكانت بالنسبة لي أول مكافأة تشجيعية. وكان بالنسبة لي تحدٍّ نجحت في تحقيقه، ثم كان التحدي الثاني في تقديم السيارات، ووفقنا بتنظيم أول مؤتمر لإعادة أوبل لدول الخليج سنة 1993.

تكريم وجوائز

انتهزنا فرصة تأخر وكالة أوبل في تجهيز السيارات لتكون مطابقة لمواصفات دول الخليج في الحصول على وكالة سيارة أميركية متميزة “لافورزا” بهيكل إيطالي، وتعود ملكيتها لمستثمر سعودي هو الأمير زياد السديري، من أوائل المستثمرين في صناعة السيارات، إذ كان يرغب في تطويرها لتصبح رائدة بالخليج، وقد شهدت إقبالا، إلا أن المستثمر رأى أن طريق صناعة السيارات طويل ومكلف، فأغلق المصنع.

بعد توقف توريد “لافورزا” لنا، بدأنا في استقبال سيارات أوبل، وكانت أول شحنة مباعة بالكامل، وتوالت النجاحات خصوصًا أننا تميزنا في مجال التسويق والخدمات وحصلنا على شهادات متميزة على مدى 25 عامًا من عملنا ، كان أولها شهادة تقدير؛ نظرًا لتمكن مهندس متميز يعمل لدينا من إصلاح خطأ فني في جهاز التبريد الذي وفر مئات الآلاف من اليورو على الشركة الأم. ومنحتنا الشركة الأم مرة ثانية شهادة تقدير عندما واجهنا مشكلة في إحدى القطع وطورناها.

ولأنني أحب التحدي وأشجع الموظفين على ذلك، حصلنا على جميع الجوائز التي صممتها أوبل لوكلائها، حتى أنني استلمت جائزة رئيس جنرال موتورز (المالكة لشركة أوبل الألمانية) لأفضل وكيل لشركة أوبل في الشرق الأوسط العام 2001 في نيويورك، وكذلك حصلت على الجائزة الذهبية لجنرال موتورز في المبيعات وخدمة ما بعد البيع في 2006.

 

أوائل المستوردين للسيارات الصينية

في العام 1995 زرت مصنع سيارات “تيانجين”، وهو مشروع مشترك بين الحكومة الصينية وشركة تويوتا التي تقدم لهم التقنية التكنولوجية، وأصبحت الشركة الصينية وكيلا للسيارات، وكنا من الأوائل الذين اتجهوا لاستيراد السيارات الصينية، إذ استوردنا سيارات ميني باص وسيارات شاحنة صغيرة ومتوسطة، كان وقتها يوجد أكثر من 1500 مصنع للسيارات بالصين، ثم انخفض إلى نحو 200 إلى 300 مصنع في العام 2002 في ظل وجود توجه حكومي لتخفيضها إلى نحو 6 أو 9 مصانع تعمل وفق النظام الحديث بحلول 2030.

حصل عمي أحمد (رحمه الله) على الوكالة الصينية لمنطقة الشرق الأوسط بعد أن عرفته عليهم بناء على طلبه، وقد عمل مركزًا في جبل علي لتهيئة السيارات، إلا أنها لم تكن بالجودة المطلوبة، وبعد نحو عام إلى عامين منعت شركة “تويوتا” تصدير سيارات “تيانجين” لامتلكها حصة مؤثرة في ملكية الشركة، ولا تسمح بتصدير سيارات بتقنية تويوتا. في العام 2002 حصلنا على وكالة “جيلي” للسيارات بالبحرين وقطر، وكانت أول شركة صينية مملوكة للقطاع الخاص متخصصة في صناعة السيارات، وكانت “المناعي للسيارات” أول من أول استوردت سيارات الصالون الصينية في البحرين وقطر، ولاقت نجاحًا في البداية، لكن للأسف لم تلتزم بمعايير ومواصفات دول الخليج، واعترفت الشركة بخطأها وتم سحب جميع السيارات من السوق البحرينية.

ثم وعدتنا الشركة بأنها ستطرح موديلات جديدة محسنة ومطورة، إلا أنها لم تلتزم بذلك، وبعد التشاور مع والدي رأينا أن طريق السيارات الصينية مجازفة محفوفة بالمخاطر الكبيرة رغم أن لديهم بلاشك مستقبل زاهر، فطلبنا منهم البحث عن وكيل آخر، وبالفعل تم تعويضنا عن الخسائر التي منينا بها، وسمحنا لهم باختيار وكيل آخر، وتمت العملية بسلاسة، وذات الأمر ينطبق على شركة جاك للشاحنات، ورأينا الاستمرار مع شركات أوبل الألمانية، وشركة ساب السويدية للسيارات.

تعثر بسبب الأزمة المالية

أثرت الأزمة المالية العالمية في العام 2009 على الشركة الأم لسيارات أوبل، وتم تقليص أعمالهم وبيعها إلى ملاك آخرين، وتم إيقاف تصديرها إلى العديد من الدول منذ بداية 2010، وهي الآن في طور إعادة الشركة وهيكلتها، وإعادة بث روح الحياة في العمل، ونأمل عودتهم قريبًا، خصوصًا أنني ما أزال وكيلا لهم ونقدم خدمات قطع الغيار والصيانة لعملاء أوبل وساب ولا يزال هناك سؤال وطلب على هذه السيارات.

مشاريع جديدة

عندما كنت في تجارة السيارات، أسست قسما تجاريا يتعامل مع المعدات البحرية والصناعية وفي مجالات النفط والغاز، وبدأ ينمو وقد أسسناه في إطار شركة المناعي لخدمات السيارات في البحرين وفي العام 2002 في دولة قطر. ونحن بصدد الدخول في مشاريع صناعية جديدة، ونسعى دائمًا للحفاظ على السمعة مهما كلفتنا من رأس مال؛ لأنها إذا فقدت يصعب تعويضها لذلك ارتأينا عند التخارج من وكالة السيارات الصينية الحفاظ على سمعتنا والمال، خصوصًا أن المجالات في التجارة مفتوحة.

المبادرة الأولى لتوطين الذهب

كنت عضوًا في لجنة المجوهرات واللؤلؤ في غرفة تجارة وصناعة البحرين منذ العام 2000. وفي العام 2004 أصبحت نائبًا لرئيس اللجنة حيث عملنا مع وزارة الداخلية لإصدار آلية للتعامل في بيع الذهب المستخدم الذي كان بعضه مسروقًا، وتمكنا من وضع آلية لإزالة الكثير من المشاكل التي كان يعانيها تجار المجوهرات في ذلك الوقت، ووفقنا الله لإعادة تنظيم السوق. كما عملنا مع مجلس الذهب العالمي لإعداد دورات لمصممي الذهب البحرينيين، إضافة إلى القيام بدراسة عن سوق الذهب، وتكوين قاعدة بيانات للتجار، وتنظيم معارض لتجار الذهب خارج البحرين.

ورشحت لتمثيل القطاع الخاص في مجلس إدارة معهد البحرين للتدريب الذي كان مديره العام الدكتور ناجي المهدي الذي عمل على تطوير قسم خاص بتصميم وصياغة الذهب، وهي المبادرة الأولى لتوطين القطاع بالمملكة.

محطة غرفة التجارة الأميركية

ساهمت في تأسيس غرفة التجارة الأميركية في البحرين، حيث اشترطت الحكومة الأميركية في إنشائها قبل السماح لحكومة البحرين بالتوقيع على اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأميركية. عملت مجموعة من التجار البحرينيين وكبار رؤساء الشركات الأميركية في عهد سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى البحرين رونالد نيومان على تأسيس الغرفة لمدة عامين، وبعدها وقع البلدان على اتفاقية التجارة الحرة التي نأمل في الاستفادة القصوى منها.

نادي روتاري

في بداية التسعينات أسست مع مجموعة من رواد المهن في التجارة والطب والهندسة نادي روتاري العدلية، الخيري الذي يسعى لخدمة المجتمع ضمن مجموعة نادي روتاري الدولية، عملت رئيسًا للجنة الأعمال الخيرية بالنادي، إذ تمكنا خلال هذه الفترة من ترميم أكثر من 48 منزلا لأسر محتاجة في مختلف مناطق البحرين بالتعاون مع جمعية البحرين للأعمال الخيرية وشركة البحرين للأسواق الحرة. كما نفذنا العديد من المشاريع عندما أصبحت رئيسًا للنادي في 2007. كما كنت عضوًا مؤسسًا في العديد من الجمعيات منها جمعية المؤسسات العائلية وجمعية وكلاء السيارات في البحرين، وغيرها.