+A
A-

معرض الكتاب يحتفي بالثقافة من خلال جوائزها الثلاث

اختتم معرض البحرين الدولي 18 للكتاب برنامجه الثقافي أمس بتقديم جوائز الثقافة الثلاث، بحضور رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، والمدير العام للثقافة والفنون الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة.

وصرحت الشيخة مي بنت محمد في بداية حفل توزيع الجوائز “إنها المرة الأولى التي يجيء فيها المعرض بقلب المحرق عاصمة الثقافة الإسلامية، ونحتفي فيه بشخوص محرقية وعربية أثرت المشهد الثقافي أيضًا، وأسهمت في منح هذه المدينة هويتها ومقدرتها على نشر الفكر والتنوير”.

وعلقت “جائزة لؤلؤة البحرين التي خصصت عربون وفاء ومحبة للشيخة لولوة بنت محمد آل خليفة هذا العام تمنح أيضًا لسيدة من المحرق، تركت أثرها من خلال مؤلفها الثقافي، وهو ما يؤكد رهاننا على هذه المدينة المستمرة في المنح الإنساني والفكري”.  وحصدت الكاتبة إيمان الخاجة جائزة لؤلؤة البحرين، وتحديدًا عن كتابها “مرسى” الذي يوثق نماذج طموحة لمجموعة من قصص النجاح لعشرة من أبناء البحرين، غير الألم حياتهم، وغيروه بدورهم إلى الأمل.

ومن جهتها، أعربت الخاجة عن سعادتها بهذا التكريم، واعتزازها بأن تحصد جائزةً خصصت لذكرى رائدة العمل الإنساني في البحرين. كما هنأت رئيسة الهيئة جميع الفائزين بمختلف جوائز الثقافة، مثنيةً على صنيعهم ومنجزاتهم.

بدوره، أكد صلاح فضل، الذي يرأس لجنة تحكيم جائزة البحرين للكتاب، الدور الثقافي الذي تقوم به هيئة البحرين للثقافة والآثار، مبديًا إعجابه بالاحتفاء بالصنيع الثقافي العربي، الذي اختيرت له المملكة العربية السعودية في هذه الدورة من الجائزة بالتزامن مع قدومها ضيف شرف معرض الكتاب، قائلًا “تأبى مملكة البحرين في أعيادها الثقافية إلا أن تؤثر غيرها”. كما أثنى في حديثه على الدور الذي يقوم به المعرض وامتداد تجربته الثقافية للاحتفاء بالأمكنة الذي يذهب إليها، مبينًا “لا أعرف معرضًا للكتاب يحتفي في كل دورة ببقعة مختلفة من الأرض الغالية إلا معرض البحرين”.

وركزت جائزة البحرين للكتاب في هذه الدورة على محور “الأدب وتشكيل العالم”، الذي دعي إليه كتاب وباحثو السعودية للمشاركة هذا العام، وحصد عنه الجائزة الكاتب والمفكر السعودي سعد البازعي عن كتابه “هموم العقل: مسائل، حوارات، إشكاليات”.

وأوضح فضل أن لجنة التحكيم بعضوية كل من علي حرب وإبراهيم بو هندي وجدت في الدراسات المرشحة عمقًا حقيقيًا وتحولًا وجديةً في كشفها عن أهمية الأعمال الإبداعية من شعرية وسردية في تغيير صورة العالم لدى الثقافات المختلفة، إضافة إلى دور تلك الأبحاث النقدية المنهجية في جلاء تلك الصور ورصد إيجابياتها وسلبياتها وأثرها في وجدان الجماعات والشعوب.

كما أوضح الأسباب الداعية لاختيار كتاب “هموم العقل”، الذي يعرض مسارات فكرية وتأملات فلسفية وبحوثًا منهجية في عدد من قضايا الأدب والعلوم الإنسانية والنقد الحضاري والتجربة باعتبارها أداة التثاقف والوعي الإنساني ومشكلات الحرية والمقاومة، إلى جانب تقديمه مجموعة من المفكرين المبدعين المعاصرين من ذوي التأثير القوي في خارطة الكتابة العالمية، طارحًا مواقفهم من الإشكالات المتصلة بالثقافة العربية.

كما وجدت لجنة التحكيم في هذا الكتاب موقعًا متقدمًا في الثقافة والفكر وفلسفة الأدب ودوره في تشكيل صورة العالم ورؤية العالم، ليس على مستوى السعودية فحسب، بل في الوطن العربي بأكمله.  وتميز الكتاب بلغته الرصينة ونهجه العلمي الدقيق وقدرته على الإحاطة بالمفاهيم والتصورات الفكرية والأدبية.

وعلق من ينوب عن استلام الجائزة عن سعادته بهذا المنجز قائلًا “سعداء أن نكون في هذا المكان العريق ببلد الحضارة والثقافة. عميق الامتنان لمملكة البحرين لدورها التنويري والتثقيفي في المنطقة، وتغمرنا السعادة في السعودية أن نكون ضيف شرف هذا المعرض الجميل، لكونه فرصةً حقيقية للامتزاج عميقًا ما بين البلدين”.

أما على صعيد جائزة محمد البنكي لشخصية العام الثقافية، فقد أشارت الشيخة هلا بنت محمد إلى أن المعرض أثرى المكان بحضور العديد من المثقفين والشخصيات؛ كونه يتجاوز فكرة العرض إلى إيجاد الملتقى.

وأكدت أن هذه الجائزة التي جاءت تكريمًا للناقد والمفكر البحريني محمد البنكي تستعيد هذا المثقف الذي قدم الكثير للبحرين، والذي يشكل مهرجان تاء الشباب أهمها بمبادراته الجميلة. وأردفت “جائزة هذا العام تذهب لشخصية كانت قريبةً من محيط البنكي، وهو المؤلف والناقد الموسيقي محمد الحداد، الذي هو قريب من الثقافة من خلال الموسيقى والإبداع”.  وأعقب الفنان محمد الحداد تكريمه بتقديم الشكر للثقافة، قائلًا “شكرًا لاحتفاظكم بذاكرة هذا المثقف، الذي نحن على يقين أن حضوره وثقته بالشباب لا زالتا هنا”.

واختتم حفل توزيع الجوائز بتقديم أغنية من تاء الشباب بعنوان “منى عمري”، وهي قصيدة مغناة من أشعار الشاعر البحريني قاسم حداد، الذي كان بين الحضور. كما تم توزيع ديوان شاعر البحرين الراحل الشيخ خالد بن محمد آل خليفة، الذي منح قصائده للوطن ببالغ المحبة.