+A
A-

مستشار روحاني يعترف بإذلال جميع الأقليات في إيران

قال علي يونسي مستشار روحاني للشؤون الدينية والعرقية في مقابلة مع صحيفة “شرق” الإيرانية، إن “الشعور بالتمييز والإحساس بالإذلال بين جميع الأقليات الإيرانية لم ينته بعد”.

وتطرق علي يونسي إلى بعض القضايا السياسية والاجتماعية “الأساسية والصعبة” للبلاد، مشيراً إلى أن القضايا المتعلقة بالأقليات العرقية والدينية تعد من أكبر التحديات السياسية التي تواجه إيران.

وأكد يونسي على أن “الشعور بالتمييز والإذلال بين أبناء القوميات والأقليات الدينية بعد مضي أربعة عقود من عمر الجمهورية الإسلامية مازال قائماً، خاصة بين أبناء السنة في إيران وعلى الرغم من الوعود التي قطعها الرئيس روحاني، مازال أبناء الأقليات لم يتمكنوا من الانخراط والمشاركة في إدارة البلاد”.

وأضاف يونسي: “يجب علينا أن نوظف المثقفين من أبناء البلوش والأكراد والعرب والتركمان وأهل السنة ونضعهم في مناصب مهمة في الدولة “.

واستطرد يونسي قائلا: “ليس من مصلحة الأمن القومي والتضامن الوطني أن يُحرم شخص من أهل السنة أو من قومية أو طائفة دينية ما مثل الدراويش أو غيرهم من المناصب والمراكز الاجتماعية، والتمثيل البرلماني، أو يمنع من تولي مناصب في الوزارات أو التدريس في الجامعات بسبب انتمائه لقومية أو دين أو طائفة خاصة”. وأضاف يونسي أن النظرة الضيقة والمتعصبة تجاه قضايا الأقليات القومية والدينية تشكل تهديداً حقيقياً للأمن القومي. ولم يشرح يونسي الكثير حول من هم المتعصبون وأهل النظرة الضيقة ومدى مساهمتهم في إدارة البلاد.

وتأتي تصريحات يونسي بعد مضي أسبوعين على الاحتجاجات في المدن العربية الأحوازية التي أدت إلى اعتقال 400 ناشط عربي في المحافظة.

وتعاني الأقليات الدينية والعرقية في إيران من شتى صنوف الظلم والاضطهاد السياسي والثقافي وممارسة العنصرية والتمييز من قبل الحكومات المتعاقبة في إيران قبل الثورة وبعدها، حسب تقارير منظمات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.

من جانبها، أولت العديد من وسائل الإعلام الأميركية اهتماماً كبيراً لاحتجاجات عرب الأحواز ضد ممارسات النظام الإيراني والقمع التي قامت بها السلطات وحملات الاعتقالات العشوائية التي طالت المتظاهرين.

وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن خطيب الجمعة في الأحواز، آية الله محسن الحيدري، وهو عضو بمجلس خبراء القيادة الإيرانية، قد طالب بتقديم التلفزيون الإيراني الرسمي اعتذارا للأقلية العربية في البلاد لإهانتها في إحدى برامجها، إثر استمرار احتجاجات الأحوازيين.

واستندت الصحيفة إلى تقارير وكالة “أسوشيتد برس” ووسائل الإعلام الأجنبية عن الاحتجاجات في الأحواز، وأشارت إلى صمت وسائل الإعلام الإيرانية حيال هذه القضية.

وأشار التقرير إلى المشاكل التي يعاني منها سكان إقليم الأحواز الغني بالنفط، خاصةً مشكلة البطالة التي تقارب نسبتها الـ15%، وهي أعلى من متوسط البطالة في إيران الذي يعادل 12.6% بحسب إحصائيات إيرانية رسمية.

في سياق متصل، رصد حساب “فريق التواصل الإلكتروني” التابع لوزارة الخارجية الأميركية على موقع “تويتر” تطورات الاحتجاجات في الأهواز طيلة أيام المظاهرات ونشر فيديوهات تتعلق بالمظاهرات وكتب أن “العرب في إقليم الأحواز واصلوا للأسبوع الثاني على التوالي، تظاهراتهم المناهضة للنظام الإيراني وإجراءاته في تغيير الطابع القومي والثقافي للإقليم”.