+A
A-

نادي مدينة عيسى... 50 عاما من العطاء الثقافي والفني

البناء المعرفي والفني كالبناء الإنساني، عمل يتطلب جهدا ووعيا كبيرين، ومثابرة دؤوبة ومتابعة مستمرة، ويمكننا القول إن نادي مدينة عيسى ومنذ نشأته في العام 1968 كان منبرا للفكر الفني الأصيل والواعي والمتطور بالتفاعل مع غيره من الأفكار، والمتفتح على كل جديد في العطاء الذهني البشري. كان منبرا للصوت الأدبي الرفيع، شعرا وقصة وبحثا وألوانا من التعبير أغنت حياتنا الأدبية بما قدمت من نتاج الأدباء والفنانين في هذا البلد العزيز، فأسهم بذلك في تنشيط الحركة الأدبية والفنية بعمومها وإنضاج المواهب وتفتيح الأكمام ورسولا إلى مدن الإبداع.

في الوقت الذي انحسر فيه النشاط الثقافي والفني في كثير من الأندية البحرينية، إلا أن نادي مدينة عيسى ظل يهتم بالشؤون الثقافية ورجح كفة الثقافة على الكثير من الامور، واعتبرها الزاد المهم الذي لا غنى عنه لكل فرد في المجتمع، وان ازدهار الثقافة يفضي بدوره الى ازدهار المجتمع، ولهذا فإن نادي مدينة عيسى يعتبر ارضية ثقافية وفنية خصبة، وكان ولا يزال مدرسة تخرج منها عدد كبير من الفنانين والادباء وفي مختلف الاتجاهات الفنية والثقافية، ويكفي ان نعرف أنه قدم ومنذ تأسيسه اكثر من 53 مسرحية، كانت البداية مع مسرحية “نادي النسوان” من تأليف وإخراج سلمان عاشور وعرضت في العام 1971، ومسرحية “المهر غالي” لنفس المؤلف العام 1972، ومسرحية “سوق المقاصيص” من تأليف طلبة البحرين في الكويت وإخراج صالح الفضل في العام 1980، ومسرحية “الغريب” من تأليف وإخراج هاني الدلال العام 1981، ومسرحية “الرجال والبحر” من إخراج عبدالله السعداوي العام 1987.

وقدم النادي أسماء لا حصر لها في التأليف والإخراج أمثال عتيق سعيد، عاطف السلطي، سالم سلطان، مصطفى رشيد، جمال الصقر يوسف الحمدان والسعداوي، و هاني الدلال, وبسام الذوادي وغيرهم الكثير. هذا فضلا عن الامسيات الشعرية والموسيقية والفنية وورش العمل فيما يتعلق بالإبداع.

إذن نحن أمام صرح ثقافي غير عادي تميز بممارسة الإنتاج الثقافي وبذل جهد كبير في سبيل الأدب والفن على مدى 50 عاما، وإذا كان دخولنا العام 2018 يتوافق مع الذكرى الخمسين لتأسيس نادي مدينة عيسى، التقت “البلاد” برئيس النادي أحمد جاسم العكبري؛ ليعطينا نبذه عن هذه الحصيلة من الإبداعات:

يقول العكبري: احتضن النادي ومنذ ولادته في 16 يناير 1968 رجال الثقافة من شعراء ومسرحيين وموسيقيين وغيرهم، وعمل على إدراج الثقافة بكل فروعها ضمن أنشطته الجدية لما توفره من غذاء نفسي وذوقي، ويمكن لكل من يقرأ تاريخ نادي مدينة عيسى يقف على عناية كل الإدارات المتعاقبة بالثقافة وبأهلها، فنادي المدينة من أنصار الثقافة والفن ومشجيعها، وان الاستماع إلى قطعة موسيقية أو مشاهدة مسرحية أو سماع قصيدة لا نعتبرها في نطاق الترف والكماليات وإنما من أهم الأساسات وتجد منا كل الحماس والاهتمام.

ويتابع العكبري: أتحدث عن الثقافة والفن في نادي مدينة عيسى بمثل هذا الحماس؛ لأني أعرف أننا كإدارة نسير على أسس مدروسة مخططة ومركزة المعالم والأهداف لدعم الحركة الثقافية والفنية خدمة لأبناء النادي ولعموم أبناء البحرين، ويطيب لي بهذه المناسبة وعبر منبر “البلاد” أن أشكر وزير الشباب والرياضة هشام الجودر على دعمه المتواصل لأنشطة النادي الثقافية وحضوره المستمر معنا.

وكذلك الوكيل المساعد لشؤون الرياضة والمنشآت خالد الحاج.