+A
A-

الشاعرة فتحية عجلان: قوية ولم أنكسر بوجود زوجي علي الشرقاوي

من عطور المحرق جاءت زهرة البحرين؛ لتنثر شذاها بكلماتها الشعرية التي تغنت بها الكثير من الألسن، ونزلت على قصائدها الدمعات.. أمتعت الجمهور بأعمالها واستحقت التقدير لعطائها ووفائها لوطنها وزوجها وبناتها وأحفادها ومحبيها في كل مكان.

الشاعرة فتحية عجلان حلت ضيفة على برنامج “الكارت مع بركات” مع الإعلامي بركات الوقيان على شاشة تلفزيون الراي أخيرا، وأمتعتنا بحضورها وثقافتها العالية، فكان لقاء مختلفا أداره الوقيان بحرفية عالية وباقتدار كبير، جعل الضيفة تخرج ما في مكنون صدرها بأريحية، وأسهبت في الكلام، كاشفة عن جوانب جديدة في حياتها الشخصية والعملية.

تعتمد فكرة “الكارت مع بركات” على طرح 3 مجاميع من الأسئلة، إحداها لمقدم البرنامج، والأخرى للضيوف، وأسئلة من هاشتاغ برنامج “الكارت” على “السوشيال ميديا”، وللضيف الحق في الرد على أسئلة مقدم البرنامج أو إلغائها، وأن يعكس السؤال على الضيوف إذا أراد ذلك، أو تغيير سؤال “السوشيال ميديا” بسؤال آخر.

بدأت الحلقة بسؤال بركات للشاعرة فتحية عجلان عما يقال بأنها تتصنع القوة، فأجابت: أنا قوية بالله، وعلى قدر ضعف مشاعري لكن المواقف الحياتية جعلتني قوية، وتعلمت من ضعفي وأحاسيسي المرهفة أن أكون أكثر قوة.

وبسؤالها أين القوة من الرومانسية؟ ردت: القوة هي من صنع الإنسان وتكون حسب الظروف التي يتعرض لها مع قلة الحيلة، أما الرومانسية فهي الأحاسيس، مستدركة: ما تعرضت له لم يكسر مني شيئا بل صنع شيئا آخر، ووجود زوجي الشاعر علي الشرقاوي في حياتي صنع فتحية العجيل، فهو لم يعطني مجالا لكي أنكسر، سواء بكلامه أو بعدم تعقيده للأمور، مما جعلني لا أنحني بدا.

وعن بناتها (فيّ وفيض وفوز)، قالت: كلهن قريبات مني، فابنتي فيّ أقول إنها الملكة، وفيض كأنها تكمل شخصيتي لأن عندها قوة وحنانا دافئا، وفوز إنسانة بسيطة حالمة والأمور عندها سهلة، لافتة عند عرض فيديو لابنتها فيّ وهي تمثل في المسرح بالعام 1984، إلى أن فيّ وقتها كان عمرها 5 سنوات وكانت تلازمها في المسرح دائما، وأكملت: كانوا يسمونها في البحرين “فيروز الصغيرة”، مؤكدة أن الهاجس بأن يكون لديها ولد لأنه السند لم يكن في البال، خصوصا أنها تؤمن بأن “الضنى هو السند” سواء كان بنتا أو ولدا، مستدركة: لم يكن بيني وبين زوجي أي اختلاف في هذا الموضوع وسعداء ببناتنا، والحمد لله رب العالمين عندي أحفاد كلهم أولاد يوسف وعلي وسيف وراشد وسعيدة بهم جدا، ملمحة إلى أن حفيدها علي يشبه زوجها علي الشرقاوي في كل شيء.

وتحدثت عجلان عن زوجها علي الشرقاوي وميوله السياسية وسجنه أكثر من مرة، قائلة: علي دخل في مجال السياسة في وقت كانت فيه السياسة نظيفة، تعلّم ولا تهدم، وخالية من أي تحريض أو تعد على الغير، وفي الأخير لا يصح إلا الصحيح، وعرف من يحب الوطن، وتعلمت من زوجي حب الوطن وكيف أفدي وطني، وكتبت كثيرا من القصائد للوطن، وللعلم أصاب بالرعب إذا ما اقترح أحد نطلع برة البحرين خارج البحرين، مستطردة: بنتي فيّ كانت صغيرة وقت اعتقال والدها، عمرها اقل شهرين، ولذا اشتغلت رغم أن الأهل كانوا معارضين، لكن اعتمدت على نفسي، وبعض الأصدقاء ساعدوني وعرفت وقتها من يحبني ومن يكرهني وأصقلت من الداخل.

وعن علاقتها بأسرتها عندما سافرت برفقة زوجها للعلاج، قالت: أنا لا أستغني عن أسرتي، ومهما ابتعدت المسافات يكون هناك تواصل دائم من خلال الهاتف، كما أنني أكثر من مرة أخذتهم معي في السفر؛ “لأني ما أسلاهم وأسوي اللي يبونه وأنا بعيدة”، ورغم صعوبة الموضوع إلا أنني تغلبت عليه، وهم جميعا قريبون من قلبي، وكتبت معاناتي مع علي في الغربة، وقصدت:

 

فزت حروفي تطلب العون وما عان

تجمعت كل المواجع في ايديني

ناديت رد الصوت شتقول يا فلان؟

من يسمعك في وقت ما في نعيني

قالت حروفي اكتفي بسكر الباب

واللي نخيتي يبتسم من شجوني

نامت حروفي فوق كفي وانا كتاب

مفتوح يا دمعة تطل من عيوني

قلبي أنا بعدك خبر من حب الاحباب

من قال كبر السن غير شعوري...

 

وتحدثت الشاعرة فتحية عجلان عن المحرق، عندما سألها الشاعر سامي العلي عن حياتها فيها وماذا تعني لها، قائلة: المحرق هي العشق الحقيقي في حياتي ومنها تعلمت كيف أحب الآخرين وما المبادئ الصحيحة، هي مدرسة كبيرة مفتوحة وتعطي الكثير للكل، مؤكدة أن القيم والمبادئ والحب بين الناس في المحرق موجودة حتى اليوم ولم تندثر.

وعن سبب عدم وجود شاعرات أخريات في البحرين يكتبن بالعامية مثلها، أوضحت: هناك شاعرات دائما لكن بعضهن يربطن كل ظروفهن بالقلم ويتوقفن، أما أنا فاستمريت في الكتابة، مشددة على أنه لا يوجد أحد يميزها، لكنها هي من تميز نفسها بنفسها. وعن “اللوك” الذي تعتمد فيه على ارتداء العباءة بصفة مستمرة، قالت: العباءة رفيقتي التي تلازمني وتمسح دمعتي وتتحدث معي، هي هوية خاصة بي وتميزني عن الأخريات وأصبحت جزءا مني، بحسب موقع الأنباء الكويتي.