+A
A-

سفير بكين زائرا “البلاد”: شركة صينية ستبني 4 آلاف بيت بشرق سترة بنصف مليار دولار

الفريق الأميركي تراجع وغيّر موقفه بعد الاتفاق معه

بعض الشركات الموجودة بالصين أميركية

خيار تسييل السندات غير مطروح حاليا

شعب الصين لا يؤيد اندلاع حرب تجارية مع البلدان

ألمس من جلالة الملك حرصا كبيرا على تنمية العلاقات

أميركا تواجه مشكلة مع جميع حلفائها

 

توقع سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مملكة البحرين أنور حبيب الله توقيع وزارة الإسكان وشركة صينية اتفاقا مهما لبناء بيوت بمشروع شرق سترة الإسكاني خلال الفترة المقبلة.

وقال لدى زيارة لإدارة “البلاد” إن المشروع يشمل بناء 4 آلاف بيت، وكلفة تنفيذ المرحلة الأولى تصل إلى 550 مليون دولار أميركي.

وتحدث السفير عن أجواء استقبال سمو رئيس الوزراء له بمناسبة تقديم أوراق اعتماده بالمنامة، ومعتبرا أن سموه رائد فتح العلاقات الدبلوماسية بين المنامة وبكين، وموضوع تعزيز العلاقات بين البلدين يحظى باهتمام كبير من جلالة الملك.

وذكر أن لدى حكومة البحرين بعد نظر في تنمية العلاقات مع بكين انطلاقا من رؤية المنامة بتوجيه نظرها لبلدان الشرق عموما وللصين تحديدا.

حضر اللقاء من جانب “البلاد” رئيس التحرير مؤنس المردي، والرئيس التنفيذي أحمد البحر، ومدير التحرير أيمن همام، ورئيس الفريق السياسي راشد الغائب.

ورافق السفير بالزيارة مدير القسم السياسي والقنصلي بالسفارة زاو كونغ.

تفادي الحرب

حديث الساعة بهذه الفترة عن تصاعد الخلاف الأميركي مع بكين عن موضوع فرض واشنطن رسوم على الواردات الصينية، وعندما يتصارع الكبار، فإن الصغار يتضررون، فما مسار هذا التحدي والتوتر؟

-    المجريات الساخنة اجتذبت الأنظار لأكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، والعلاقة الاقتصادية بين بكين وواشنطن مهمة، وشعب الصين لا يؤيد اندلاع حرب تجارية مع البلدان.

الجانب الصيني غير مسؤول عما يجري من توتر حاليا، وتوجد مشكلة في هذه الفترة بين أميركا وجميع حلفائها، مثل كندا والدول الأوروبية.

الصين تتمسك وتنفذ اللوائح المطلوبة بمنظمة التجارة العالمية، وتبذل جهودا مستمرة وكبيرة لإيجاد الحلول المناسبة لتفادي أيّ حرب اقتصادية مع أيّ بلد، لأن هذا التوتير ليس مفيدا لأيّ بلد، سواء أميركا أو الصين أو البلدان الأخرى.

جلسات تشاورية

الحرب التجارية لا تفيد أيّ طرف، واذا نجحت الادارة الأميركية في تحقيق أهدافها من فرض رسوم على الواردات الصينية فإنها قد حققت انتصارا آنيا، وقد يؤدي لتجديد انتخاب ترمب للبيت الأبيض... هل الصين مستعدة لتقديم تنازلات؟

-    لا توجد خطة محددة حاليا، لأن العلاقة التجارية بين بكين وواشنطن مهمة وكبيرة، وهو موضوع مهم لدى قيادة البلدين، وأوضحت الصين مبدأها.

انعقدت جلسات تشاورية بين فريقين من الصين وأميركا حول هذا الموضوع، وقد توصل الفريقان لتوافقات، ولكن الفريق الأميركي تراجع وغيّر موقفه، وهذه مشكلة.

لدينا مبدأ واضح، يقوم على الاحترام المتبادل، والنظرة الايجابية لاحترام مصلحة الطرفين، ولا نريد ضررا للاقتصاد العالمي.

المحادثات مستمرة لحل الموضوع مع الجانب الأميركي.

طريق الحرير

هل توجد بدائل تفكر فيها الصين إذا استمر الموقف الأميركي من خلال الانفتاح على السوق الإفريقية على سبيل المثال؟

-    توجد في داخل الصين سوق كبيرة جدا، إذ يصل تعداد السكان قرابة مليار و400 مليون نسمة، ومن خلال مبادرة الحزام والطريق فإن الصين ستعزز تعاونها مع مختلف دول العالم.

مبادرة الحزام والطريق ستحقق مكاسب مشتركة لجميع البلدان، وتمثل الدول العربية سوقا كبيرا للصين.

إنجازات صينية

توجد مطالب أميركية يعتبرونها مشروعة لحماية حقوق الملكية الفكرية والتكنولوجيا وسعر العملة الصينية وغيرها، وماذا يمكن أن تقدم الصين للدول العربية والخليجية عموما، وللبحرين تحديدا، حتى تكون العلاقة التجارية استراتيجية وبعيدة المدى وبمنأى عن الخلافات التجارية بين بكين وواشنطن؟

-    بالنسبة لموضوع حقوق الملكية الفكرية فإن الصين ومنذ انضمامها لمنظمة التجارة العالمية تمسكت بشكل كبيرا باللوائح والأنظمة.

لقد حققت الصين انجازات كثيرة وكبيرة طوال السنوات الماضية، ولكن أميركا لا تنظر للإنجازات الصينية، ولا تراها حسب رأيي.

يقولون لا يوجد توازن تجاري بين البلدين، وردي على ذلك إن بعض الشركات الموجودة بالصين هي شركات أميركية.

تسييل السندات

إلى أي مدى يمكن أن تحمي الصين حقوقها المشروعة في ظل ترديد أقوال باستخدام بكين الخيار النووي الاقتصادي، لأن الصين تملك سندات أميركية تصل إلى 1.24 ترليون، هل من ضمن الخيارات تسييل الصين لهذه السندات وإخراج الاستثمارات لخارج أميركا؟

-    لست المختص بهذا الموضوع. والمبدأ العام حول هذا الموضوع بأن الصين لا تريد حربا تجارية بين البلدين. وأستطيع القول إن خيار تسييل السندات غير مطروح حاليا.

اللقاء الملكي

ما أبرز ما جرت مناقشته خلال الاستقبال الملكي لكم لتقديم أوراق الاعتماد؟

-    تشرفت بلقاء جلالة الملك لتقديم أوراق الاعتماد، وجرى حوار عميق لتعزيز العلاقات بين البلدين.

وألمس من جلالة الملك حرصا كبيرا لتنمية العلاقات بين البلدين، وبزيادة ثقل هذا التعاون على مستويات عديدة.

بلدان الشرق

التقيتم برئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة فما انطباعاتك لأجواء اللقاء؟

-    أنا سعيد جدا بلقاء سمو رئيس الوزراء، وأعجبت بمجريات الاستقبال الحار من سموه، واهتمامه الكبير بتنمية العلاقات بين بكين والمنامة. لقد استذكر سموه باللقاء زيارته إلى الصين في مايو 2002، وقد زار سموه الصين أكثر من مرة، ويمكنني القول إن سموه رائد فتح العلاقات الدبلوماسية بين المنامة وبكين، وموضوع تعزيز العلاقات بين البلدين يحظى باهتمام كبير من جلالة الملك.

وأتلمس من الحكومة البحرينية رغبة أكيدة بتعزيز العلاقة بين البلدين، وبعد النظر في تنمية هذه العلاقة، وذلك ينطلق من رؤية بحرينية بتوجه نظرها إلى بلدان الشرق عموما، والى الصين تحديدا.

الحديث مع سمو رئيس الوزراء تناول موضوعات كثيرة، وتركزت على تنمية التعاون التجاري والاستثماري والثقافي بين البلدين.

بناء بيوت

ما مسار التعاون الصيني البحريني في مجال تنفيذ مشروعات إسكانية؟

-    جرت محادثات مكثفة بين الجانب الصيني والبحريني للمساهمة في بناء بيوت، وقد توصل الجانبان إلى اتفاقات مهمة.

أتوقع توقيع الاتفاق بين وزارة الإسكان والشركة الصينية (سي أم أي سي) بالمرحلة المقبلة. والمشروع مؤلف من مراحل عديدة، والمرحلة الأولى تشمل بناء 4 آلاف بيت، وذلك بمشروع شرق سترة الإسكاني، وكلفة تنفيذ المرحلة الأولى بالمشروع تصل إلى 550 مليون دولار أميركي.

وحسب الاتفاقيات الأولية فإنه يجب الانتهاء من تنفيذ المشروع قبل حلول العام 2020.

 

التقى 50 مسؤولا حكوميا بحرينيا خلال 3 أشهر

البحرينيون منفتحون ومثقفون وودودون مع الأجانب

زار السفير الصيني بالمنامة أنور حبيب الله قرابة 50 مسؤولا حكوميا بحرينيا منذ توليه مقاليد البعثة الدبلوماسية قبل 3 أشهر، ويلمس اهتماما كبيرا من قبل جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد وكل المسؤولين بالدولة والأصدقاء بالبحرين لتعزيز العلاقات بين بكين والمنامة. وأكد إن العلاقة بين البلدين قديمة جدا، وذلك لوجود تاريخ تجاري للبحرين مع الصين منذ آلاف السنين، وقد توطدت هذه العلاقة بشكل مؤسسي من خلال تأسيس البعثات الدبلوماسية بكلا البلدين. وبين إن زيارة جلالة الملك إلى الصين بالعام 2013 دفعت العلاقات بين البلدين قدما للأمام، ويوجد تعاون مستمر بجميع المجالات. وذكر إن الصين تشعر بثقة سياسية قوية مع البحرين، والبلدان يتشاطران مواقف متقاربة تجاه القضايا الإقليمية والدولية.

وتحدث عن تعزيز العلاقات الاستثمارية بين البلدين، ومشيرا إلى أهمية انعقاد الدورة الثامنة الوزارية لمنتدى التعاون العربي الصيني في بكين، وشارك وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة بهذا المنتدى، ووقع اتفاقية تعاون بمبادرة الطريق والحرير، وقد تحدث الرئيس الصيني بالمنتدى، ومعتبرا الدول العربية شريكا أصيلا، ولا يشوب العلاقات بين بكين والعواصم العربية إلا التعاون الايجابي.

وتابع السفير: إن الحكومة الصينية لا تقصر رؤيتها للبحرين بأنها عضو بمنظومة دول مجلس التعاون الخليجي، وإنما البحرين لها دور خاص بين دول مجلس التعاون والمنطقة، وتعتبر البحرين جسرا للتواصل مع دول الخليج وغيرها بفضل ما تتمتع به من قيادة حكيمة وشعب منفتح. وقال إنه يشعر شخصيا أن مجتمع البحرين منفتح، ويختلف عن بعض شعوب دول الخليج الأخرى، ووجد في الشخصية البحرينية سمات عديدة من أبرزها أنهم مثقفون وودودون خصوصا مع الأجانب.

 

البحرين تشهد هدوءا اليوم

حل الحكومة لأحداث 2011 “حكيم ورائع”

وصف السفير الصيني بالبحرين أنور حبيب الله أداء حكومة البحرين بـ “الحكمة” في حل ما شهدته البلاد من أحداث مؤسفة بالعام 2011.

وقال خلال استقبال إدارة صحيفة البلاد بمقرها: الطريق الذي سلكته الدولة في حل الأحداث حكيم ورائع. وأضاف: البحرين تشهد اليوم هدوءا.

وأكد أن الصين تدعم تعزيز العلاقات بين المنامة بشكل كبير، وتتمنى الخير والتقدم للمنامة.