+A
A-

العثمان لـ “البلاد”: في الرواية أستطيع أن أخوض حياة تمنيتها لنفسي

تأخذ من غابة الإبداع غصنا ثم تلقيه على القارئ، تشربه الجمال لكي تنير خطاه، عاصفة تحد على استعداد دائم للانطلاق.. إنها الروائية الشابة سارة العثمان أحد أبرز الوجوه الشبابية في الساحة وتجربة إبداعية فريدة.

“ البلاد” فتحت نافذة على مشاتل تجربة سارة العثمان عبر هذا اللقاء:

 

روايتك الأخيرة ورد الحجاز. هل يمكننا القول إنها ذاكرة فردية أم من الخيال الذي يمكن الأديب من الانطلاق إلى فضاءات شاسعة؟

هي مزيج بين الاثنين، وكما ذكرت في نهاية الرواية أني استلهمت الأحداث والشخوص من ذكريات حقيقية لمجموعة أشخاص عاشوا حقبة الستينات الجميلة في البحرين.

 

ما متعة ولذة الكتابة عند سارة العثمان؟

غالبا ما ترتبط عملية الكتابة عندي بالجهد والمشقة فكتابة فقرة واحدة مني قد تستغرق أسبوعا كاملا؛ لأني أصيغ الجمل مرة بعد مرة حتى اختزل الصفحات إلى سطور قليلة ولكن المتعة تأتي بعد ذلك عندما تشعر بالفخر والرضا من نفسك وانت تقدم للقارئ قطعة جمالية في أقل حد ممكن من الشوائب.

 

ما الذي تدور حوله روايتك ورد الحجاز؟

الرواية تدور حول “ ظبية”، امرأة من زمن الستينيات تصارع لكي ترتدى فستان زواجها الذي علق 20 عاما قبل أن يتقدم بها العمر ويضيق عليها الفستان اكثر فاكثر.

ما عاداتك في الكتابة؟

تحتاج الكتابة إلى طاقة ذهنية وتركيز عال ولذلك افضل وقت بالنسبة لي هو الفجر، فحينها يكون عقلي اكثر صفاء وانفتاحا ومن جهة أخرى لا أتوقع أي إزعاج من احد في ذلك الوقت. ولذلك عادة ما استيقظ باكرا وبعد أن أعد كوبا من الشاي أجلس على مكتبي وابدأ الكتابة، وإذا لم يكن يوم عمل أستمر حتى الظهر.

وحين أكتب احرص دائما على غلق الجوال أو جعله صامتا وبين كل ساعة أخذ 5 إلى 10 دقائق راحة ممكن خلالها أقوم بأي عمل بسيط بالمنزل لا يحتاج منى إلى تركيز ذهني. حاولت مرات عدة أن أحمل كمبيوتري واكتب في المقاهي ولكني أدركت أن الأصوات وحركة الناس من حولي تشتت انتباهي والأفكار لا استحضرها إلا في جو هادئ تماما ولذلك الآن اكتب في عزلة تامة في المنزل.

 

لماذا الهم الروائي صار طريقا للكتابة لديك؟

في الرواية أستطيع أن أخوض حياة تمنيتها لنفسي ولذلك عندما أكتب أتحايل بطريقة ما على الواقع الكئيب والمحبط أحيانا.

 

لمن تقرئين؟ وهل هناك كتّاب معينون متأثرة بهم؟

أؤمن أن الكاتب الجيد لابد أن يكون قارئ نهم ولذلك أحاول جهدي لأقرأ أي رواية بتوصية من صديق أو حاصلة على تقييم جيد في موقع “جودريدز” بشرط أن تكون كلاسيكية أو تاريخية.

من الكتاب العرب تأثرت برضوي عاشور وبهاء طاهر ويوسف زيدان ومن الكتاب الأجانب فيودور دوستويفسكي، يوكيو ميشيما، ماريو بينديتي وشارلوت برونتي والقائمة بالتأكيد ستطول كلما قرأت اكثر.

ما الرسالة التي تريدين إيصالها إلى القارئ؟

هدفي الأول هو أن أنتزع القارئ بعيدا عن همومه ومشاغله اليومية إلى عالم خيالي يستمع به ولكن بما أني من عشاق التراث سيجد القارئ نفسه مقحم بطريقة ما فيه.

 

ما أعمالك المستقبلية؟

حاليا بدأت في كتابة رواية تدور فصولها بين الحاضر والماضي وبرغم الفجوة الزمنية التي تفصل الشخوص إلا ان الصراع الذي يعيشونه يشهد تقاربا في أوجه وجوانب عدة.

 

هل وصلت أي ملاحظات على تجربتك وكيف وجدتها؟

وصلتني عدد من الملاحظات اغلبها كانت من أشخاص قرأوا روايتي الأولى “ قلوب في أحضان باردة “ واهم هذه الملاحظات هو ان اسهب اكثر في أحداث الرواية وأن اجعل الصراع اكثر تعقيدا.وهذه الملاحظات أخذتها بعين الاعتبار وأنا أكتب عملي الجديد.

 

ما عنصر التشويق والجذب في روايتك الأخيرة؟

بناءا على ما وصلني من ملاحظات القراء ان اكثر شيء شدهم في الرواية هو اسلوبي السلس في السرد وتأثرهم بواقعية الأحداث والشخوص.

 

هل ترين أن الإعلام أنصف التجارب الشبابية؟

هناك بعض الجهود من قبل الإعلام لدعم التجارب الجديدة مثال على ذلك جائزة الروائيين الشباب وهناك أيضا جهود فردية من قبل بعض المثقفين المهتمين بالرواية البحرينية لدعم الكتاب الجدد.

 

كلمة أخيرة؟

كل تجربة مهما كانت بسيطة يمكن بشيء من الخيال أن تتحول إلى قصة مثيرة تستحق القراءة، وهنا يكمن إبداع الكاتب.