التقى وزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل حميدان، رئيس مؤسسة كيلاش ساتيارثي للأطفال، كيلاش ساتيارثي الحاصل على جائزة نوبل للسلام، بحضور عدد من المسؤولين بالوزارة.

وخلال اللقاء، رحب حميدان بزيارة ساتيارثي لمملكة البحرين، معربا عن تقديره لاختيار المملكة كإحدى الوجهات للاطلاع على الجهود التي تبذلها في مجال التنمية المستدامة، وما تشهده من نهضة تنموية في جميع المجالات، منوها بأن هذه الزيارة فرصة لتعريف ضيوف السلام بمستوى الرعاية الشاملة التي تضمنها الحكومة الموقرة وتوفرها للمواطنين.

واستعرض الوزير حميدان أمام ساتيارثي، بإيجاز جهود الحكومة في مجال الرعاية الاجتماعية، مشيدا بجهود رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان ال خليفة في هذا الصدد، كما استعرض عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وما حققته البحرين من إنجازات كبيرة ومتعددة في مجال حقوق الطفل استنادا لما تضمنه دستورها من توفير الحماية والتنمية والرعاية للطفل في بيئة آمنة وإيجابية.

وأشار حميدان إلى أن المملكة من الدول الرائدة في مجال إصدار المراسيم بقوانين بشأن حقوق الطفل، حيث جاء قانون الطفل ليكون المرجع الأساسي بشأن كافة التشريعات التي تخص الطفل، وقد أحدث هذا القانون تغييرا في عمل مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني تحت مظلة تشريعية للطفل تضمن له حقه في العيش الكريم.

وأكد وزير العمل والتنمية الاجتماعية أن مشاريع الطفولة شهدت تغيرا كميا ونوعيا لما حظيت به من اهتمام ودعم متواصل من الحكومة؛ بهدف النهوض بأساليب التعليم الإيجابية التي تساهم في توفير بيئة مشجعة تساهم في تنفيذ مبادئ الحماية والرعاية والتنمية للطفل.

وأشار حميدان إلى الإستراتيجية الوطنية للطفل التي تمثل رؤية شاملة وإطار عمل لتنمية الطفولة، والتزاما وطنيا بالأولويات ودعم الحكومة لمؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص؛ لضمان تنفيذ المشاريع والخطط التي تمكن الأطفال من الحصول على كافة حقوقهم، موضحا بأن البحرين حريصة على حماية وصون حق الطفل ومصلحته.

بعد ذلك، زار ساتيارثي، بزيارة مراكز رعاية الطفولة التابعة لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، حيث تفقد “مركز حماية الطفل”، واطلع على الخدمات التي يقدمها لحماية الطفل حتى سن (18) عاما، واستمع إلى شرح عن أهمية المركز الذي يعمل على توفير الحماية اللازمة للطفل من كافة أشكال سوء المعاملة والإهمال، وتقديم الخدمات النفسية والاجتماعية والقانونية لإبقاء الطفل في بيئة أسرية آمنة، إضافة إلى توفير خط مجاني لنجدة ومساندة الطفل لتلقي الاتصالات من جانب الطفل أو الغير بتعرضه للعنف أو سوء المعاملة.

وفي زيارة “بيت بتلكو لرعاية الطفولة”، استمع ساتيارثي، إلى أبرز الخدمات التي يقدمها المركز في مجال رعاية مجهولي الوالدين والأيتام وأطفال الأسر المتصدعة حتى سن (15)، والحرص على توفير أوجه الرعاية الاجتماعية والتعليمية والنفسية والصحية والمعيشية لنزلاء الدار لحين احتضانهم وتحسين ظروفهم الأسرية، والعمل على تطوير القوانين والتشريعات المتعلقة بهؤلاء الأطفال مع الهيئات المعنية في مملكة البحرين.

وأعرب ساتيارثي عن مدى تقديره للجهود التي تبذلها حكومة مملكة البحرين في سبيل النهوض بشؤون الطفل، والاهتمام بقضاياه، والعمل على توفير الرعاية للازمة له، حيث أبدى إعجابه بالمراكز التي قام بزيارتها، والتي تعتبر مراكز نموذجية تحتذى في مجال حماية ورعاية الطفل، كما أشاد بالخدمات التنموية المميزة التي تقدمها هذه المشاريع في بيئة فكرية وعلمية مناسبة لقدراتهم، منوها بأن هذه المراكز تأتي ضمن التوجهات العالمية للارتقاء بمجالات الطفولة، بما ينعكس إيجابا على حياتهم وأسرهم بإيجاد مجتمع يتمتع فيه الطفل بحياة كريمة مستدامة تحقق له مشاركة فاعلة قائمة على المساواة والاحترام.

وقال: “بعد اللقاء والحديث مع صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أستطيع القول إن البحرين تستحق التقدير؛ لأنها صارت مصدر إلهام ونموذج يحتذى للآخرين في هذا الميدان على مستوى المنطقة، وعلى هذا يمكن القول بإمكان تحقيق أهداف التنمية المستدامة بشأن حماية الأطفال”.

وأقام وزير العمل والتنمية الاجتماعية، مأدبة غداء، على شرف رئيس مؤسسة كيلاش ساتيارثي للأطفال، بمناسبة زيارته البلاد، ضمن الوفد الرفيع المستوى من رؤساء الدول السابقين والمنظمات الحاصلين على جائزة نوبل للسلام.