+A
A-

المموش.. لذيذ وغني بالمعادن المفيدة

يعشق اليوم البحرينيون التنوع في الطعام وذلك من اختياراته المتنوعة في المطاعم وأنواع الأكلات البحرينية والعربية والآسيوية وغيرها، فهو يتلذذ عند تناوله بطعمه الشهي ونكهته الغنية بالتوابل الحارة خصوصا البحرينية المتميزة بمذاقها المميز المكونة من الأرز واللحم والروبيان والسمك والدجاج والمتأثرة على غرار الأطباق الخليجية بالنكهات المستمدة من المطابخ الآسيوية المتعددة، والمتأثرة في الوقت نفسه بالمناطق المجاورة مثل إيران والهند والعراق وعمان والصحراء العربية واليمن، ومن أكثر الأنظمة الغذائية والأطعمة والأكلات الشعبية في البحرين والمُنتشرة والشهيرة تاريخيًا هي الوجبات البحرية.

ولعل من ضمن أشهر من الأطباق القديمة، والتي مازالت حاضرة بقوة في البحرين، والذي يشترك فيها المطبخ البحريني مع المطبخ الكويتي طبق “المموش”، وهو يشبه المجبوس في لونه وطعمه إلا أنه يضاف إليه الماش، وهو نوع من البقوليات، وقد يضاف إليه أحيانا الروبيان الصغير المجفف.

تاريخيا لم يكن الأرز هو الطعام الشائع في البحرين منذ الأزل، بل تم إدخاله إلى المنطقة منذ بضع مئات من السنين، وذلك عبر التجارة مع الهند ودول شرق وجنوب شرق آسيا. وسرعان ما تحول الأرز إلى الوجبة الأكثر شهرة في البحرين والمنطقة ككل بسبب وفرته وسهولة تحضيره، حيث لا يحتاج أفرانا أو معدات خاصة كما هو الحال مع الخبز، فكان يصلح للتناول حتى فوق أسطح سفن الغوص التي كانت تمخر عباب بحر الخليج العربي باحثة عن اللؤلؤ في أعماقه.

لا يزال الربيان الصالح للحشو أو “اليابس” أساس المموش ومازال مستعملا على الموائد البحرينية وخصوصا في فصل الشتاء قديما. أما اليوم، فهو حاضر في كل وقت، وفيه فوائد جمة وواسعة باحتوائها على المعادن مثل الحديد المهم لصنع كريات الدم الحمراء،، والفوسفور الضروري للعظام وكل خلايا الجسم، والمغنيسيوم اللازم لعمل الجهاز العصبي والعضلات، والبوتاسيوم الذي يعتبر عنصرا أساسيا للعضلات والأعصاب والقلب والشرايين، والنحاس الذي يدخل في تركيب عدد من الأنزيمات، والذي يساعد في تنظيم ضغط الدم وضربات القلب، والكبريت الذي ينظم عملية تخثر الدم، ويشترك في عمل بعض الأنزيمات.

من حيث الفيتامينات يحتوي الماش على عدد منها لعل أهمها الفوليك الذي ثبت علميا أنه يقلل من شبح تعرض الجنين للتشوهات الخلقية، خصوصا تشوهات الحبل الشوكي والدماغ، وقد بينت البحوث الطبية أن الفيتامين المذكور يلعب دورا كبيرا في إنتاج كريات الدم الحمراء، ويساعد على الوقاية من أمراض القلب الوعائية، ويمنع السكتة الدماغية، وهناك دلائل تفيد بأنه يقي من بعض أنواع السرطان مثل سرطان الرحم وسرطان القولون.