+A
A-

أحمد منصور... ولج التجارة وفي جيبه 100 دينار

أحمد منصور، صاحب شركة الاتحاد العقارية، وهي إحدى أهم شركات العقار في البحرين، تأسست منذ حوالي 15 عاما وتتجاوز نسبة بحرنة التوظيف فيها 95 %.

عمل في البداية مضيّفا في الناقلة الوطنية “طيران الخليج”، إلا أن حبه لتسويق للعقارات جعله يستقيل من الوظيفة للبدء في هذا المجال مع أحد الشركاء؛ ليقرر تطوير نفسه بنفسه والبدء بمكتبه الخاص؛ بهدف مساعدة المواطنين في الحصول على منازل أو أراضٍ بأسعار مناسبة.

عرّفنا على أحمد منصور أكثر؟

أحمد منصور من مواليد قرية المالكية، متزوج ولدي 4 أبناء. كانت عائلتي بسيطة وبحالة مادية متواضعة، وأنا رجل عصامي بدأت من لا شيء وكنت مضيفا جويا في السابق وقدمت استقالتي ولا يوجد في جيبي سوى 100 دينار. وبفضل الله أسست الشركة واستطعت أن أصل لهذا الوضع بإصراري على النجاح والتطور. وتعتز شركة الاتحاد العقارية بأن نسبة البحرنة فيها أكثر من 95 %، إذ إن جميع موظفيها من البحرينيين ما عدا موظف أجنبي واحد فقط في قسم المحاسبة.

 

متى تأسست شركة عقارات الاتحاد؟

تأسست منذ 15 عاما تقريبا، وكانت سابقا باسم “عقارات ليفربول” وتم تغييرها منذ حوالي 6 سنوات إلى الاتحاد، ولدينا الآن 20 موظفا، وهناك العديد من الأقسام في الشركة منها التثمين والتطوير والتأجير والاستثمار كما لدينا لجان لشراء العقارات وبيعها.

وشركة الاتحاد العقارية من الشركات الأسرع نموا في البحرين، وكانت بدايتنا بالتزامن مع الأزمة المالية العالمية العام 2008 برأس مال 200 ألف دينار والآن يبلغ رأسمالها 2.7 مليون دينار، بنسبة تطور 200 % سنويا.

قدمت استقالتي من وظيفتي السابقة؛ لأنني أحب تسويق العقارات، وبعد شهرين أسست شركة “ليفربول” مع اثنين من إخواني كمسوقين فقط، وبعد 7 سنوات تم تغيير الاسم إلى “الاتحاد” مع أحد الشركاء، ثم قرر كل منا العمل لوحده، لذا اعتمدت على نفسي وأسست الشركة وطورتها ومررنا بمطبات وعثرات وأزمات والعديد من المشاكل ولله الحمد لم يتمكن اليأس مني، فقد تطورت الشركة وأصبح لديها الآن أصول ثابتة وموظفين أكفاء.

 

حدثنا عن الدراسة؟

درستُ حتى المرحلة الثانوية في التخصص العلمي، ولدي دبلوم إدارة فنادق وسياحة، ودبلوم حاسوب “الدوز” الذي ظهر في العام 1990 مع بداية الحواسيب، وفي البداية درست إدارة الأعمال ولكن لم أستطع الاستمرار.

 

ما أول وظيفة شغلتها؟ وهل كانت التجارة موجودة في حياتك؟

مضيف طيران لمدة 14 سنة، ولكن من صغري كنت أبيع وأشتري، إذ كنت أبيع السندويتشات أمام باب المنزل، وعندما كنت مضيفا كنت أجلب بضائع من بنغلاديش ولندن وبانكوك وأبيعها بهامش ربح بسيط ثم كبرت التجارة وزادت الكميات، ولأنني أحب التسويق العقاري بدأت شراء أول عقارين عن طريق القروض من البنوك منذ أول 4 أشهر من توظيفي.

 

ما جديد شركة الاتحاد العقارية للعام 2018؟

سنطرح 3 مخططات جديدة خلال العام 2018، مخطط في سترة تم طرحه وبدأ تسويقه وسنبدأ بالقسم الثاني وقيمته 1.2 مليون دينار. أما الثاني فمخطط كبير جدا في المحافظة الشمالية قيمته حوالي 4 ملايين دينار، كما لدينا مخطط كبير في شارع البديع ولكن لا نستطيع الإعلان عنه لحساسية الموضوع، إذ يوجد لدينا بعض المكاتب العقارية التي لا تملك العرف العقاري والمتعارف عليه، وبمجرد أن تعرف أن الأرض للبيع يشترونها بسعر قليل ثم ترفع الأسعار مما يخلق تنافسا غير شريف في السوق.

لدينا دراسات لبعض المشاريع تتجاوز قيمتها 9 ملايين دينار، ولكن حتى الآن لا نعلم إن كنا سنتوفق فيها أم لا، إذ إن هدفي أن أبيع بسعر أقل لتكون في متناول يد المواطن البحريني البسيط، وأنا أدير ما يعادل 18 مخططا قيمتها لا تقل عن 100 مليون دينار.

 

وما الخطط التطورية للشركة؟

سننتقل قريبا لمكتب أكبر في نفس المنطقة وسنقوم بتوظيف 4 موظفين بعد الانتقال. أما عن حوافز الشركة فبنهاية كل عام يتم مكافأة الموظفين، وصاحب أعلى مبيعات يتم إهداؤه تذكرتي سفر، كما أن الشركة داعمة لنادي المالكية الرياضي والصناديق الخيرية ومساعدة الفقراء، وهناك مساعدات لبعض العوائل المحتاجة بعد أن تتم دراسة حالتها المادية من قبل لجنة تتكون من شخصين من الشركة وآخرين من العائلة.

 

وماذا عن العقار والتداول خارج البحرين؟

سوّقنا سابقا بعض العقارات في لندن وتركيا.

 

كيف ترى السوق العقارية خلال الفترة الأخيرة؟

خلال هذا العام واجهتنا بعض المشاكل؛ بسبب الوضع الاقتصادي العالمي وموسم شهر رمضان الذي أتى مبكرا وتبعته مباشرة فترة الصيف وسفر المواطنين، إضافة إلى أن القوانين الجديدة التي تم إقرارها في آخر 6 أشهر أثرت كثيرا على التداول العقاري. نحن في شركة الاتحاد العقارية نخدم بنسبة أكبر البحرينيين أصحاب الرواتب بسيطة، إذ إن نوفر لفئتنا المستهدفة أراضي بأسعار تبدأ من 30 ألف دينار ولا تتجاوز 60 ألف دينار.

 

وأين شركة الاتحاد من التطوير العقاري؟

دخلنا هذا المجال سابقا، كنا نبني 20 فيلا في السنة ولكن توقفنا منذ عام ونصف؛ بسبب بعض المشاكل في الدفوعات؛ لأننا ملتزمين ببعض القروض من البنوك، والعمل في هذا المجال مجدٍ ومضنٍ بنفس الوقت، ولكن في حال ساعدتنا الحكومة بتذليل المعوقات الموجودة واقعيا سنعود لهذا المجال ومساعدة المواطنين والحكومة بنفس الوقت.

 

أخبرنا عن المعوقات والتحديات التي تواجه القطاع؟

هناك معوقات في وزارة البلديات نحتاج لتعاون المسؤولين فيها، من ضمنها البطء في تخطيط المخططات، إذ إن بعضها يأخذ مدة سنة واحدة أو حتى سنة ونصف حتى يتم الانتهاء منه، وعدم وجود جميع الوزارات المرتبطة بتخطيط الأراضي تحت مظلة واحدة صعّب سرعة الإنجاز مما خلق الكثير من المعوقات، ونناشد ذوي العلاقة بالعقار والتخطيط العمراني الوجود تحت مظلة واحدة؛ لإنجاز التخطيط بالكامل.

وأيضا من المعوقات، أن هناك أمر من سمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد بسرعة إنجاز رخص البناء على ألا تتعدى مدة شهر واحد، إلا أن معظم الإنجاز يستغرق 3 إلى 4 أشهر، والسبب أن رخصة البناء مرتبطة بإدارة الكهرباء أو الآثار، وليس هناك موظف صاحب قرار يمثل تلك الجهات.

كما أن تم وقف التصنيف RHB والذي يعنى بالبناء المتصل في جميع مناطق البحرين أثر بشكل كبير على التداول العقاري، ونحن العقاريين نطالب أن يكون هناك بنك معلومات عقاري؛ لكي يحصل المستثمر العقاري على المعلومات الأكيدة، وأن يكون تحت مظلة مؤسسة التنظيم العقاري، ولابد أن يكون له ذراع في بنك المعلومات لإصدار شهادة معلومات.

وأقترح أن يتم ربط جميع ما يتعلق بالعقار من توقيف وحجز في التسجيل العقاري وقت التوثيق بحيث أن الموثق لا يستطيع إتمام المعاملة إلا بعد إخلاء النقاط.

كما أن البلديات تحارب هيئة الفرز بعد أن استغلها البعض بطريقة غير قانونية، والوزارة لا تصدر إجازة البناء على بعض الأراضي المفروزة بحجة أن صاحب الأرض لم يقم بمراجعة البلديات وتوجه لهيئة الفرز.

لكن من الإيجابيات، أن الدولة واعدة والقطاع العقاري بخير ومزدهر في البحرين بكثرة، وباستطاعة البحريني أن يشتري في أي مكان وبأسعار معقولة، والمملكة منفتحة للمستثمر الخليجي والأجنبي، وهي من أسهل الدول في المنطقة في شراء المستثمر للعقار في غضون نصف ساعة بل 10 دقائق في بعض التسهيلات المتوفرة.

ونتمنى أن يتم تعديل رواتب المواطنين البحرينيين بحيث يستطيعوا شراء أي عقار، كما نتمنى من الحكومة مساعدتنا في إقامة المعارض الخارجية للتسويق العقاري في البحرين.

 

وماذا عن طفولتك؟

لقد كان للوالد زوجتان، و17 ابنا وبنتا، وكان وضعنا المادي سيئ جدا، إذ يعمل الوالد مقاولا بسيطا وبائع سمك، ولم يتمكن من العمل سوى أخي الأصغر إذ كان من أوائل المتفوقين في البحرين، لذا وظفته شركة الاتصالات (بتلكو) منذ المرحلة الثانوية فكان الداعم الأكبر للعائلة.

وماذا تعلمت من الوالد؟

كان الوالد ذا خبرة، وعندما بدأت في التجارة، أعطاني نصيحة وهي “الحلال لو دام عمّر والحرام لو دام دمّر”، فدرب الحلال هو الدرب الصحيح وعليك بالعمل بثقة وأمانة وصدق.

 

مواقف تتذكرها من المراحل الدراسية؟

كنتُ من المشاغبين ولا أحب المذاكرة، ورغم ذلك كان معدلي لا يقل عن 70 %. كنتُ أدرس التخصص العلمي وفي فترة الثمانينات لم يكن هناك فصلان في السنة بل الدراسة تكون مستمرة طوال العام، وفي الثاني ثانوي مع “مشاغبة جديدة”، اتفق الوالد مع المدير خليفة الشوملي الذي كان صديقا للوالد، على تهديدي بالفصل إذا لم أرفع معدل الدراسي إلى 75 % أو 80 %، ورغم صعوبة الموقف إلا أنني اجتهدت وحصلت على معدل 85 % في إحدى مراحل الثانوية.

 

موقف أثر فيك؟

لقد كانت لدي أمنية أن أسعد والديّ إذا رزقني الله بالخير وأن أرد لهما جزءا بسيطا من جميلهما، ومع بداياتنا في فترة الأزمة المالية والتعثرات التي مررنا بها، أنعم الله علينا بالخير، فالشركة أصبحت من الشركات المتطورة، لكن توفي والدي وكنت أتمنى أن يرى أثر تربيته عليّ.

والآن منذ وفاة الوالد وحتى اليوم أذهب يوميا لزيارة قبره بعد صلاة الفجر، وزيارة الوالدة في منزلها.

وحيث إنني أكبر أخ في العائلة وأعتبر المسؤول عنها فمن الواجب عليّ مساعدتهم جميعا، وإننا ولله الحمد على محبة وتواصل دائم حيث أُعتبر مثلهم الأعلى.

 

كم لديك من الذرية؟

لدي 4 أولاد، اثنان منهما يدرسان في بريطانيا، الأكبر عيسى يدرس الهندسة الإلكترونية، وناصر يدرس أمن المعلومات والإنترنت، والصغار في أول وثاني إعدادي.

 

كيف تقضي يومك؟

أنا أعمل منذ شروق الشمس وحتى غروبها، أخرج من البيت في الخامسة والنصف صباحا وأعود الثانية ظهرا للغداء مع العائلة والراحة قليلا، ومن ثم معاودة العمل من الرابعة والنصف عصرا وحتى الثامنة ليلا ماعدا الجمعة، وأقضي بقية وقتي مع والدتي وعائلتي وزيارة الأهل والأصدقاء. كما أقضي بعض الوقت في بحر المالكية أو المزرعة.

 

هل أحمد منصور من محبي السفر؟

أنا من عشاق السفر خصوصا عن طريق البر، وذهبت إلى صلالة والمدينة المنورة وغيرهما بالسيارة، ولي سفرات دورية لدولة الكويت لزيارة الأصدقاء والمستثمرين الكويتيين، وكذلك أحب السفر إلى الدول الأوروبية خصوصا العاصمة البريطانية لندن.

 

وهل أنت حريص على ممارسة الرياضة؟

بالتأكيد، أقضي ساعة في النادي الرياضي يوميا.