+A
A-

شباب 90 دولة يتعرفون على تجارب رواد عالميين

ما يجري على الأرض يؤثر على البحار والمحيطات

 

اختتمت أمس جلسات المؤتمر الدولي للشباب التي استمرت على مدار يومين ضمن فعاليات المهرجان الشبابي العالمي الأول لأهداف التنمية المستدامة الذي يقام برعاية عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بمشاركة شباب من أكثر من 90 دولة حول العالم.

وخلال الجلسة الأولى تحدث أندرو إيفانز الصحافي والمستكشف ومقدم البرامج عن الحياة في البر، متطرقا إلى عمله في قناة ناشيونال جيوغرافيك التي أتاحت له الفرصة للاقتراب من المشكلات التي تواجه الحياة البرية والتهديدات التي تلاحقها لأسباب مختلفة، داعيا الشباب إلى ضرورة العمل على تطوير القدرات والمهارات التي تساعدهم في مساعدة العالم لمعرفة أين يذهب.

وشدد إيفانز على أن الحديث عن الاستدامة هو الحديث عن المستقبل؛ من أجل حماية الأجيال القادمة، مشددا على أنه من أجل إنقاذ الحياة في البر يجب حل مشكلات الناس أولا من خلال العمل على إيجاد حلول تساعدهم على العيش، وكذا نشر الوعي السليم بينهم لحماية مختلف الحيوات سواء البرية منها أو المائية، مؤكدا أن ما يجري على الأرض يؤثر على البحار والمحيطات أيضا.

ودعا المستكشف إلى التوقف عن تبادل الاتهامات بين مختلف الدول داخل الأمم المتحدة بشأن المسؤولية عن تراجع الموارد الطبيعية أو التأثيرات السلبية على البيئة؛ لأننا جميعا في مرحلة خطيرة تهدد العالم.

واختتم أندرو إيفانز، مشيدا بمبادرة البحرين بإقامة هذه الفعالية المهمة التي تجمع شباب العالم، داعيا بقية دول العالم إلى أن تحذو حذو المملكة؛ من أجل نشر الوعي بأهداف التنمية المستدامة.

وخلال الجلسة الثانية تحدث خبير القرصنة الأخلاقية الأول في أوروبا جيمي وودروف عن تجربته في القرصنة والأمن الإلكتروني، إذ رأى أن الأمن الإلكتروني بات ضرورة في ظل تنامي أهمية التكنولوجيا في حياتنا، مشددا على أهمية تنفيذ إجراءات السلامة الالكترونية، ومنها عدم الدخول على البرامج غير المؤكدة.

وتحدث جيمي عن تجربته، وقال إن اهتمامه في الكمبيوتر بدأ منذ عمر التاسعة، وبعدها انتقل إلى الجامعة ودرس نظم المعلومات، وفي مسابقة طلابية استطاع أن يخترق الموقع الشهير الفيسبوك، وإنه اليوم تم تكليفه من جانب شركات رائدة في جميع أنحاء العالم لاكتشاف نقاط الضعف، داخل شبكات الكمبيوتر الخاصة بهم والأنظمة الإلكترونية الخاصة فيهم لوضع أنظمة حماية، كما أنه استطاع الكشف عن الكثير من الثغرات الأمنية في العديد من المؤسسات رفيعة المستوى.

واستعرضت الناشطة البيئية الشابة هانا تيستا “15 سنة” تجربتها ضمن جلسات مؤتمر الشباب الدولي في مكافحة النفايات البلاستكية وحماية الحياة الفطرية، التي انطلقت فيها بدافع حبها للبيئة، وتعزيز قيم التشارك في هذا العالم.

وأكدت أهمية العمل لاستبدال الزجاجات والأكياس البلاستيكية بمواد أخرى صديقة للبيئة، وأن ذلك لا يتم إلا من خلال السعي إلى إقناع المحلات بجدوى هذا الاستخدام، محذرة من خطورة مادة المايكروبالستيك والمايكوفايبر التي تستعمل في حافظات مياه الشرب، من حيث يمكن لهذه المواد أن تتسبب بالإصابة بأمراض السرطان، وهو أحد الأسباب التي دفعتها للحديث عن خطورة هذه المواد وتغيير نمط تغذيتها.

واستضاف مؤتمر الشباب الدولي في اليوم الثاني على التوالي مؤسس منظمة (Feed India) أنكيت كواترا، حيث استعرض تجربته في تأسيس منظمته غير الربحية التي تهدف إلى القضاء على الجوع من خلال إيصال الكميات الكبيرة المتبقية من طعام الفنادق والحفلات إلى المحتاجين.

وذكر أن فكرة تأسيس المنظمة بدأت بوادرها حينما كان في الثانية والعشرين من عمره، حيث كان يعمل حينها في القطاع المصرفي، حين أثار حفيظته الكم الكبير من الطعام الذي يتم التخلص منه في حفلات الزفاف، مما دفعه إلى مخاطبة المنظمات من حوله، إلا أنه لم يجد تفاعلا منهم مع الأفكار التي كان يطرحها لمعالجة هذه الظاهرة، خصوصا لشاب في مثل عمره.

واختتم المؤتمر جلساته بلقاء مع صفاء أحمد مؤسسة “نساء من أجل الديمقراطية” التي تحدثت عن أهمية المساواة بين الجنسين، مستعرضة تجربتها في بلدها المالديف، مشيرة إلى أنها قررت أن تقوم بدور فاعل في هذا الشأن بعدما رصدت عدم المساواة والتقدير لجهود النساء.

وأشارت إلى أن التقارير تشير إلى أن النساء أكثر حرصا على التعلم والحصول على أفضل الدرجات العلمية، ولكنهن لا يصلن إلى مواقع القرار، موضحة أن على النساء أن يكن جزءا من الحل، وألا يقعن تحت رحمة هذه الأفكار، وذلك من دون الإصرار على الوصول إلى المواقع الحكومية فحسب، ولكن من خلال السعي إلى إثبات النفس في المنظمات غير الحكومية، وكذا المؤسسات الخاصة.

وبشأن عدم قدرة النساء على تولي المناصب القيادية في عمل السياسة، قالت صفاء أحمد إن النساء لا يساعدن في وصول أقرانهن للمناصب القيادية حتى في الانتخابات، المرأة لا تنتخب المرأة بخلاف الرجال؛ لذا على النساء أن يساندن بعضهن البعض.