+A
A-

منيرة مبارك: الأخذ والعطاء والعمل الجماعي أسس الأعمال الرائدة

دخلت في شراكة لتأسيس “الدانة - فيرغسون”

خبرة طويلة بالعمل المصرفي امتدت لأكثر من 15 عامًا

دشنت شركتها بمدينة زيوريخ السويسرية العام 2011

بدأت رائدة أعمال من دون رأس مال

تعلمتُ احترام ثقافة وأديان الآخرين

تأسيس مصنع سيارات في البحرين قريبا

أتعامل مع مستثمرين في أوروبا وأميركا ودول الخليج وغيرها

تؤمن في حياتها بمقولة “كن نفسك” وضرورة أن يتصرف الإنسان بسجية طبيعية ووفق ما يراه مناسبًا ومن دون أي تصنع أو تكلُّف. كما تؤمن في العمل بمبدأ الأخذ والعطاء والعمل الجماعي لتطبق هذا الأمر عمليًا.

دخلت الحياة المهنية، وشقت طريقها بكل إصرار وعزيمة، مستفيدة من شخصيتها القيادية، فرغم الصعوبات التي واجهتها في بداية حياتها العملية، إذ لم تحصل على وظيفة تناسب مؤهلها الجامعي؛ نظرًا لعدم امتلاكها خبرة مهنية، إلا أنها لم تكل أو تيأس فرضيت بالوظيفة التي حصلت عليها بالقطاع الفندقي؛ لتبدأ مشوارها العملي، وقد أهلتها المهارات التي اكتسبتها لتحقيق حلمها بالعمل في القطاع المصرفي والبنكي.

ضيفتنا سيدة أعمال بدأت حياتها من لا شيء، بلا رأس مال يذكر، فشقت طريقها، لتبدأ مشروعها الخاص “الدانة بارتنرزليمتيد” وذلك بعد خبرة طويلة في العمل المصرفي امتدت لأكثر من 15 عامًا.

ورغم أن الكثير يتطرق إلى صعوبة بدء مشروع تجاري من الصفر في بلده الأم، فإن ضيفتنا، منيرة مبارك، قررت ليس فقط تأسيس مشروعها من الصفر فحسب، بل افتتحت شركة لها في مدينة زيوريخ بسويسرا في العام 2011، لتقود شركة “الدانة بارتنرز ليمتيد” كرئيس تنفيذي، ثم دخلت في شراكة مع الشريك الإداري في فيرغسون بارتنرز فاميلي أوفيس السويسرية، دكتور ستين ايهليرن لتكوين “الدانة - فيرغسون”، فيما يلي نص اللقاء معها:

 

الخبرة المهنية هي الحل

درست وتعلمت في البحرين، وحصلت على شهادة بكالوريوس في الأعمال المصرفية والمالية من جامعة البحرين ومعهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية “BIBF”، إذ كان حلم حياتي يتمثل في العمل بمجال الأعمال المصرفية والمالية.

مارست العمل بقطاع الفندقة لمدة عامين قبل دخول المجال المصرفي، إذ إن شهادتي الجامعية لوحدها لم تكن كافية لدى الجهات التي تقدمت للعمل لديها في القطاع المصرفي، فقد أصروا على امتلاك خبرة مهنية إلى جانب الشهادة الجامعية، وهو ما لم أتحصل عليه آنذاك.

لذا التحقت للعمل بأحد الفنادق لأكتسب خبرة مهنية فيه، تمثلت في كيفية التعامل مع الناس وجهًا لوجه وعبر الهاتف وهذه الخبرة أهلتني للعمل في القطاع المصرفي، ولذا فإنني بدأت العمل من الصفر.

التحقت للعمل في القطاع المصرفي بقسم خدمات العملاء وفتح الحسابات المصرفية والبطاقات الائتمانية وغيرها إلى أن وصلت في “سيتي بنك” خلال 6 أشهر إلى منصب مديرة علاقات زبائن القطاع الخاص والشركات.

ثم عملت في بنوك عدة منها “سيتي بنك” و ”اتش اس بي سي” وبنك مسقط انترناشيونال لمدة 15 عامًا حتى العام 2010، إذ كنت أعمل مع العملاء بالقطاع الخاص والشركات، وكان زبائني دائمًا من العملاء رفيعي المستوى والشركات الكبرى.

 

تحول المسار

قابلت الشريك الإداري في “فيرغسون بارتنرز فاميلي أوفيس” السويسرية، ستين ايهليرن في العام 2009، كان يتحدث آنذاك عن المكاتب العائلية لإدارة شؤون الشركات العائلية، وهو مجال متعارف عليه في أوروبا وأميركا، إلا أنه يُعد مجالا جديدًا في البحرين، فأحببت العمل في هذا المجال ودخلت في شراكة مع ايهليرن وأسسنا شركة “الدانة - فيرغسون”، وهي شركة شراكة ما بين “فيرغسون بارتنرز فاميلي أوفيس السويسرية” و ”الدانة بارتنرز ليمتيد”.

قررت أن أصبح رائدة أعمال واتجهت للعمل في مجال إدارة شؤون الشركات العائلية، وتقديم الخدمات البنكية لهم، وكذلك العمل على ترويج اسم البحرين، خصوصًا أنني أحببت العمل بهذا المجال.

في العام 2011 انتقلت إلى مدينة زيورخ في سويسرا، إذ أسست شركة “الدانة” واخترت هذا الاسم؛ لأن البحرين معروفة بأنها “الدانة” بما أن المملكة مشهورة باللؤلؤ، فأحببت أن تحمل الشركة هذا الاسم خصوصًا أنني كنت خارج البحرين (مغتربة) وحتى أُشارك من يسألني عن سبب اختياري لهذا الاسم.

 

70 % من زبائننا خليجيون

أصبحتُ رائدة أعمال منذ العام 2011 وحتى يومنا هذا، ويرتكز عملي على تقديم الخدمات للمستثمرين ومن بينها الخدمات البنكية وغير البنكية التي تشمل فتح الحسابات المصرفية وغيرها، وكذلك التعامل مع المحامين، وتقديم خدمات للمستثمرين لحل المشاكل التي قد تواجههم مع الشركات التي يتعاملون معها أو البنوك، إذ إن الكثير من زبائني لديهم حسابات مصرفية خارج البحرين.

كما أن تركيزنا على استعراض الأوجه الاستثمارية في مجال العقارات والمباني وشراء الفنادق في دول أوروبا، واقتناء القطع النادرة مثل الألماس والسيارات الكلاسيكية والقطع الفنية، وتقديم الرعاية الصحية، والأغذية، والاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، وإدارة المخلفات.

ووفقًا لخبرتي بالقطاع البنكي، فإن 60 إلى 70 % من زبائني هم من البحرين ودول الخليج، إذ أتعامل مع الشركات العائلية وبعض القطاعات شبه الحكومية، أما البقية فإنهم من الأفراد الذين لديهم حاجة للخدمات البنكية أو الاستثمار في قطاعات معينة.

 

فتح سجل بالبحرين

يقع المكتب الرئيس للشركة في مدينة زيوريخ بسويسرا، كما أن لدينا مكتب في البحرين لمتابعة الأعمال، ولعقد مؤتمر “الدانة - فيرغسون” بالبحرين. وندرس حاليا فتح سجل تجاري للشركة في المملكة.

تحديات العمل

بداية أسست الشركة من غير رأس مال، ومن الصعوبات التي واجهتها إضاعة وقت ثمين في البحث عن مشاريع معينة يرغب البعض في الاستثمار فيها حتى الوصول للمشروع المطلوب، ثم يتم تغيير الرأي والتفكير في الأمر. كما أن من التحديات التي أواجهها عندما يعرف الأجانب أن لدي علاقات واسعة يتوقعوا أنني أستطيع إنجاز صفقة ما بين ليلة وضحاها، واضطر أن أشرح لهم كيف أن الأمر يستغرق وقتًا لإنجاز أية صفقة أو معاملة.

وكذلك من المعوقات التي أواجهها مسألة أن إمامي مهلة محددة لإنجاز الصفقات، كوني أمثل الطرفين بين صاحب المشروع والجهة التي تريد الاستثمار فيه، إذ إن بعض الشركات تتفق معي على إنجاز الصفقة خلال فترة وجيزة مثلا 3 أشهر، وفي حال عدم تمكني من الحصول لهم على مستثمر خلال هذه الفترة فإن المشروع ينتهي، وهذه من التحديات التي تواجهنا.

وأيضًا من المشكلات التي تعترضني لدى التعامل مع المستثمرين الخليجيين هي رغبتهم في عقد اجتماعات في اليوم التالي للاتصال معهم، إلا أن ذلك يعد أمرًا صعبًا نظرًا لأن المكتب الرئيس في زيورخ وبعد المسافة، وعدم وجود خط طيران مباشر، يحول دون ذلك، إذ إن من الصعوبة بمكان السفر لمدة 10 ساعات لعقد اجتماع واحد ثم العودة مرة أخرى لمدينة زيورخ، لذا أحاول قدر المستطاع إنجاز المهام بالهاتف، إذ إنني أتعامل مع مستثمرين في أوروبا وأميركا ودول الخليج والهند وغيرها، وهذا هو التحدي.

 

مشاريع جديدة

نعمل حاليًا على مشروع لمصنع سيارات، إذ إن هناك مصنعا يرغب في فتح فرع له في البحرين، لم يكن في حسبانهم تأسيس المصنع في البحرين، إلا أنني تمكنت من إقناع أصحاب المشروع من اتخاذ المملكة مقرًا لمصنعهم، خصوصًا أن البحرين تمتلك صناعة الألمنيوم، وتصدره للخارج.

وقعت مع أصحاب المشروع الذين أفضل عدم ذكر أسمائهم حاليًا، وأصحاب هؤلاء المصنع سيضخون رأس المال، ويبحثون عن مستثمرين لكي يدخلوا معهم في شراكة، ويتم حاليًا الحديث مع مستثمر بحريني سعودي للاستثمار معه بالمشروع الذي سيكون من أكبر المصانع في منطقة الشرق الأوسط، وستكون كلفته ضخمة، وسيكون للمصنع دور كبير، إذ ستصبح البحرين مركزًا للتصدير إلى الدول الأخرى.

المشروع عبارة شركة سيارات رياضية عالمية معروفة ترغب في فتح مصنع لها بالبحرين، لتصنيع السيارة نفسها، والشاحنات، وكذلك تصنيع البطاريات الكهربائية للسيارات الفارهة نفسها وغيرها من السيارات، إذ إن هناك توجها للتحول للسيارات الكهربائية.

 

التعامل بعفوية مع الناس

تؤمن منيرة مبارك في حياتها على تطبيق حكمة “كن نفسك”، إذ تفضل أن يتعامل الشخص بشخصيته الحقيقية وهذا ما يجعله يصل إلى قلوب الآخرين، إذ إن الناس لا تحب الإنسان الغامض في التعامل معهم، أو أن يكون تعامله معهم مخالف لما يبديه. فالتعامل بعفوية هو سر نجاحها في الحياة، وبمعنى آخر أن يكون ظاهر الإنسان متطابق مع ما هو بباطنه حينما يتعامل مع الآخرين.

أما في مجال العمل، فإنها تؤمن بمبدأ الأخذ والعطاء والعمل الجماعي، ويجب أن يفكر الشخص في الآخرين الذين يتعامل معهم، والاستماع إليهم، لأن هناك الكثير ممن يمكن تعلمه في التعامل مع الآخرين، إذ إنها تعلمت من الذين عملت معهم في قطاعي الفندقة والمصارف، وكذلك اكتسبت خبرة من العيش في الخارج، واحترام الآخرين كما هم، دون أي انتقاد، كما تعلمت ثقافة احترام الأديان.

 

“الموضة” و “السينما” أبرز الهوايات

سيدة الأعمال منيرة مبارك تقضي أوقات فراغها في ممارسة الهوايات الأقرب إلى قلبها ألا وهي ممارسة فن الطبخ وإعداد الأطعمة، كما أنها تحب ارتياد قاعات السينما لمشاهدة الأفلام المختلفة. وتحب مبارك كذلك ممارسة هواية الرسم، وإعداد التصاميم، إلى جانب اقتناء أحدث الأزياء من الملابس ومتابعة مستجدات الموضة “الفاشن”. كما أنها تهوى متابعة آخر المستجدات من الأخبار في الصحف المحلية والعالمية. وهي كذلك من محبي الهدوء، فقد كانت على هذا المنوال منذ نشأتها، كما أن عيشها في سويسرا عزز هذه الصفة.