أكد وزير الخارجية بالمملكة العربية السعودية عادل الجبير أن منطقة الشرق الأوسط تشهد نزاعات كثيرة وحربا على الإرهاب مستمرة منذ سنوات، وتلك النزاعات تقودها محاولات لتغيير النظام الإقليمي والسيطرة على الشرق الأوسط.

وقال إن كل ذلك كان نتيجة للثورة الإيرانية والنظام الإيراني الذي يمكن وصفه بالنظام الظلامي. وأكد أن المشاكل التي تواجه المنطقة حاليا يمكن تجاوزها من خلال القيادة الجيدة والاستمرارية والمقاربة، نافيا وجود تخوف حول مصير المنطقة، وقال إنها ستكون أكثر ازدهارا ولكن المشكلة هي كيفية التعامل مع إيران وإبعادها عن التدخل في المنطقة. وأشار الجبير في كلمة ألقاها أمام مؤتمر “حوار المنامة” في دورته الرابعة عشرة، المنعقد في مملكة البحرين، إلى وجود صورة متفائلة للمستقبل لدى المملكة العربية السعودية إذ يتم حاليا التركيز على النمو الاقتصادي والتنوع الاقتصادي وتمكين المرأة وتحقيق تطلعات الشباب والمساءلة وتفعيل الشفافية لتوفير مستقبل أفضل للمواطنين لكي يساهم بالاستقرار.

وشدد على ضرورة محاسبة المسؤولين في قضية وفاة الصحافي السعودي جمال خاشقجي بعد انتهاء التحقيقات التي تجرى في السعودية وتركيا، داعيا إلى عدم اتخاذ مواقف وإلقاء اللوم على أحد قبل انتهاء التحقيقات تماما، وأكد أن المملكة ستعتمد آليات لعدم تكرار الحادث.

وأوضح وزير الخارجية السعودي أن المملكة ليس لديها علاقات مع إسرائيل، وقال إن التطبيع معها سيتم من خلال مبادرة السلام العربية التي اعتمدت في بيروت وبعد السماح للفلسطينيين أن يقيموا دولتهم وعاصمتها القدس الشرقية. وشدد على العلاقات المتينة بين بلاده والولايات المتحدة الأميركية، ووصفها بالثابتة والصلبة.

وقال إن السعودية حليف للدول الغربية وإن هذا التحالف لن يتغير بالرغم من مروره بنجاحات وإخفاقات إلا أن المملكة العربية السعودية قررت إعادة الأمور لمجاريها.

وقال الجبير: لدينا استثمارات كبيرة متعلقة بالطاقة ونحن بحاجة نظام عالمي مستقر ومكافحة فاعلة للإرهاب ولتحقيق حرية الملاحة في الممرات المائية في العالم وسنستمر في ذلك، ولا نرى أي تغيير في العلاقات مع دول العالم فهناك مصالح ثابتة ونحمي مصالحنا ونعمل مع بلدان لحمايتها”.

وفي رده على سؤال بشأن التحالفات المتعددة في المنطقة والحاجة لتوحيدها، نفى الجبير وجود تعدد في التحالفات، وقال إن مجلس التعاون الخليجي لديه تحالفات مع الأردن ومصر وأن تلك التحالفات تحكمها المصالح المتبادلة بين الدول، مضيفا “عندما يحدث فراغ في الشرق الأوسط تستغله إيران، ولكن عندما جاء الرئيس ترامب للرئاسة أكد عدم تركه لحلفاء أميركا، وهو ما تشجعه السعودية، إذ استطاع تحقيق نجاح كبير في القضاء على “داعش” وهزيمته في العراق بينما لم يتقدم أوباما لسنوات، كما أن ترامب فرض عقوبات على إيران لوقف برنامجها النووي وتدخلها في دول المنطقة”.

وشدد على أن أميركا حليف إستراتيجي ورئيسها يريد دعم مصالح دول المنطقة.

وأكد الجبير أن مجلس التعاون الخليجي يبقى المؤسسة الأهم في الخليج على الرغم من المشاكل مع دولة قطر ونعمل على عدم تأثيرها على أعمال المجلس، لافتا إلى استمرار التنسيق العسكري الذي لم يتأثر بسبب المشكلة القطرية، وقال “إلى أن تحل المشكلة القطرية نحاول حد أثرها على دول الخليج”. وبالنسبة للتحالف الأمني في المنطقة أكد الجبير دعم المملكة العربية السعودية لهذا التحالف، واستمرار المناقشات بين الأردن ومصر لبلورة الأفكار، للوصول للهدف الأساسي وهو ضمان الأمن للمنطقة.

وعن وقف ألمانيا لبيع السلاح للمملكة قال الوزير الجبير إن السعودية توقفت منذ فترة طويلة عن شراء أسلحة من ألمانيا. وأكد الجبير أن “الإخوان المسلمين” هم جدود القاعدة والنصرة و “داعش” وجماعة التكفير والهجرة التي برزت في حقبة الرئيس المصري أنور السادات، وقال “إننا نعتقد أن الإخوان المسلمين منظمة إرهابية واتخذنا إجراءات للحد من قدرتها”. وكشف الجبير عن تنامي العلاقات بين بلاده والعراق والزيارات المكثفة، وعن إنشاء مجلس تنسيق مشترك يضم 6 وزراء إضافة لفتح المزيد من القنصليات وفتح الحدود بين البلدين والنظر في كيفية الاستثمار في العراق، وأضاف “لدينا نظرة إيجابية للحكومة (العراقية) الجديدة ونتطلع للمضي قدما في العلاقات”.