+A
A-

“أسرار عالم الطيران” 2

بعد النجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول من كتاب “أسرار عالم الطيران” للكابتن الكويتي الشهير وفارس وسائل التواصل الاجتماعي فراس مال الله من الخطوط الجوية الكويتية، أصدر الكابتن فراس قبل أيام الجزء الثاني من الكتاب، والذي يعتبر امتدادا للجزء الأول، ففيه كل ما يريد معرفته القارئ عن عالم الطيران بأسلوب بسيط ومشوق ولغة جميلة تعكس الثقافة العالية التي يتميز بها الكابتن فراس وخصوبة فكره، فما حمله الكتاب ليست مجرد تعليقات ومقالات، وإنما وصف دقيق لكل ما يحدث ويدور في كابينة القيادة وعلى أرضية المطار وأبراج المراقبة، ما يجعلك كقارئ وكمسافر تشعر بأنك تجلس خلف مقود الطائرة.

قسم الكابتن فراس مال الله كتابه الثاني إلى ستة فصول جاءت كالتالي: الفصل الأول تحدث عن مدرج المطار، وفيه عتبة المدرج، وقود الطائرة وسياسة الشركة. الفصل الثاني: خطورة الطقس. الفصل الثالث: الرؤية المنخفضة. الفصل الرابع: معلومات فنية عن الطائرة، وفي هذا الفصل نقرأ الإجراءات الطبيعية، الإجراءات التكميلية تشغيل الرحلات في الأحوال الجوية الباردة. تشغيل الرحلات في الأحوال الجوية الحارة. التشغيل في الغبار الأعطال الفنية والإجراءات غير الطبيعية. الفصل الخامس: سؤال وجواب مع كابتن فراس. أما الفصل الأخير، فقد خصصه الكابتن عن حياته، حيث يسرد في هذا الفصل كيف كان دون هدف في الحياة بعد تخرجه من الثانوية العامة ومرورة في دوامة الاختيارات، حيث كان قبل دراسة الطيران طالبا في كلية الهندسة وبجموع متدنٍ، وجد الطريق أمامه مسدودا والاستمرار كان يعني الفشل الذريع في الحياة، فحينها وكما يقول فراس قررت تغير مسار حياتي والاجتهاد في الدراسة. ويضيف، لم تنجح المحاولة في الاجتهاد، فقد أضعت حياتي في الدراسة باللعب لدرجة أني لم أتمكن من إصلاح الوضع، وكان عليَّ البدء من جديد، فقررت الالتحاق بجامعة في أمريكا ومعاودة الدراسة مرة أخرى من الصفر.

في الوقت الذي كنت أراسل الجامعات، فقد كان مضت سنتان ونصف السنة، كنت أتحدث مع صديق عن وضعي وعن قراري الجديد، فقال لي: “لماذا لا تصبح طيارا؟”لماذا؟ وكيف؟ قلت له، وراح في سرد الجوانب الايجابية عن مهنة الطيران التي يراها الجميع من سفر وراتب ومتعة، كل ذلك لم أقتنع به، حتى قال لي إن مدة دراسة الطيران سنة ونصف السنة. كانت هذه الجملة كفيلة بأقناعي أن أصبح طيارا؛ لأني أضعت سنتين ونصف السنة في الجامعة، ومع دراسة الطيران سنة ونصف السنة، فذلك يعني أني سأتخرج مع أصدقائي الذين سبقوني في الجامعة، فقررت أن أصبح طيارا.

ويضيف الكابتن فراس خلال المدة الدراسية النظرية كرست حياتي للدراسة بشكل لم أفعله في حياتي أبدا، كانت الكلية تبدأ في الثامنة صباحا، ونعود للسكن في الخامسة، راحة ساعة، ثم يأتي وقت العشاء في السكن نفسه، بعدها أرجع إلى الغرفة وأبدأ الدراسة حتى وقت النوم وأعاود نفس الموضوع في اليوم التالي، حتى أنهيت الدراسة النظرية.

“أسرار عالم الطيران 2” كتاب ممتع لطيار استطاع بقوة رغبته ومثابرته أن يرى الشمس عن قرب ويسكن السماء، وهو يقول عن نفسه: “لولا فشلي الأول لما وصلت لنجاحاتي التي حققتها اليوم”.