+A
A-

فيلم “لعزيزة”.. عن الصراعات الزوجية

استقبل المسرح الصغير ثاني أفلام مسابقة “آفاق السينما العربية” برئاسة الناقد أحمد شوقي، ضمن فعاليات الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، برئاسة المنتج محمد حفظي وهو الفيلم المغربي “لعزيزة” سيناريو وإخراج محسن البصري، تصوير دينيس جوتزيلر، المونتاج نعيمة بشيري، بطولة فاطمة الزهراء بن ناصر، عمر لطفي، رشيد الوالي، زكريا عطيفي، سيف الدين بيركوات.

يقدم البصري فيلمه “لعزيزة” بعد مرور سبع سنوات من فيلمه “المغضوب عليهم”، يتجه محسن بأنظاره صوب سيرته الذاتية، ليحكي حكاية من طفولته هي أول مرحلة نضج يمر بها كل إنسان، أن ينفصل عن أمه، رحلة طويلة تخوضها “لعزيزة” بين مدينتين وفي ماضيها وموقفها من العالم.

وفي التفاصيل ”لعزيزة” بطلة الفيلم، هي أمراة مغربية مطلقة لها ابن اختارت له من الأسماء “إحسان” وللاسم أيضا رمزيته؛ لأنه يحيل إلى الحسن والإحسان والكرم، “لعزيزة” أمّ وجدت نفسها في معركة مع شبح طفولتها فيما يخصّ الدراسة، فهي حرمت من متابعة الدروس وأبقوها في المنزل مصير لا تريده لوحيدها إحسان، فتغامر وتقرر إعادة ابنها إلى والده في الرباط بعد خمسة أعوام كاملة من ولادته، تقرر لعزيزة أن يكون مصير ابنها أفضل من مصيرها تريده متعلّما لذلك تعيده إلى والده الذي طردها قبل خمسة أعوام، عنوان الفيلم ومعنى اسم عزيزة ينطبق على الشخصية المحورية، فهي ثبتت على مبدأ قرار تعليم ابنها، وأن كلفها ذلك خسرانه وابتعاده عنها.

بنية الفيلم تقوم على ثنائية السرد والاسترجاع “الفلاش باك”، فالأحداث تدور في الراهن لتنقل حياة لعزيزة وتفاصيل علاقتها بوحيدها إحسان وكلّما غفت أو بقيت وحيدة تستحضر طفولتها وتتذكّر ألمها لبعدها عن مقاعد الدراسة.

كاميرا المخرج تقدّم الكثير من التفاصيل انطلاقا من وجوه الشخصيات وصولا إلى ملامح المكان، فالعمل بندرج ضمن سينما الرحلة، رحلة من إحدى قرى المغرب وصولا إلى مدينة الرباط، مرورا بمكناس رحلة تكون فيها الكاميرا عين المتفرج ليرى البناءات القصديرية والأحياء الفقيرة المنتشرة طوال الطريق، فقر وتهميش يعانيه الكثير في المغرب نقلته الكاميرا أثناء رحلتها إلى الرباط المدينة الكبيرة بمبانيها وحدائقها.

بما يزيد عن الساعة تكون الرحلة في تفاصيل لعزيزة وابنها إحسان، فيلم انطلق من سيرة ذاتية ليصوّر تضحيات الأم لأجل ابنها، رحلة مليئة بالشجن والدموع وموسيقى تصويرية حزينة تثبت ثقل المسؤولية التي تتحملها الأمهات تجاه أبنائهن مسؤولية جعلت من محسن البصري مخرجا له بصمته الخاصة في السينما.

المخرج محسن البصري أكد في ندوة الفيلم، أنه قصد إظهار حب الأم خلال أحداث الفيلم، وأضاف أنه اعتمد على إظهار البطلة من دون مكياج طوال الفيلم، مؤكدا أن”عزيزة” قامت برحلة وكان من الطبيعي ألا تفكر في وضع مكياج، وأشار إلى صناعة الفيلم بميزانية ضعيفة، لذلك اختار التصوير في عدد أماكن محدود في المغرب.

وشكر المخرج الحضور قائلا، “أنا بشكركم إنكم قعدتم لآخر الفيلم”؛ لأنني لم أتخيل ان كل هذا الحضور سيظل جالس للنهاية وظننت أنكم ستتركون من أول ربع ساعة، خصوصا وأن ايقاع الفيلم بطيء؛ لأنه عبارة عن رحلة تستغرق يوم، لكن بالنسبة لي ولوالدتي عزيزة تمثل سنة كاملة ولم يكن يوما واحد، فالبطء في إيقاع الفيلم كان مقصود، فعندما نقترب من الرباط الوقت يقف تقريبا”.

وأوضح “البصري” أنه كان من الممكن وضع شريط موسيقي أثناء الأحداث، ولكنه فضل أن يكون كل شيء طبيعيا، مثل المشاعر وصوت العصافير، خاصة أداء البطلة “عزيزة” التي تجسد شخصيتها الفنانة فاطمة الزهراء، وهي فنانة شهيرة في دولة المغرب.

 

المهرجان

يذكر أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، هو الحدث المصري الفني الأهم، والمحفل الأعرق في المنطقة، بدأت فعالياته في 16 أغسطس 1976 على أيدي الجمعية المصرية للكتاب والنقاد السينمائيين برئاسة كمال الملاخ، الذي نجح في إدارة هذا المهرجان لمدة 7 سنوات حتى العام 1983، ثم شُكلت لجنة مشتركة من وزارة الثقافة للإشراف على المهرجان العام 1985، الذي تولى مسؤوليته الأديب سعد الدين وهبة، إذ احتل مهرجان القاهرة خلال هذه الفترة مكانة عالمية، حتى أصبح ضمن أهم ثلاثة مهرجانات للعواصم.