+A
A-

الطلاب المكفوفون في جامعة البحرين يحتاجون متطوعين مختصين

المجتمع يتكون من فئات مختلفة، ومن الممكن ألا تجد بعض الفئات الدعم والاهتمام بشكل كبير، وقد يتغافل بعض أفراد المجتمع عن مساعدتها، ولذلك من الواجب علينا أن نذكّر من حين لآخر المجتمع بهذه الحالات التي غالبا ما تكون موجودة في فئات الاحتياجات الخاصة خصوصا المكفوفين. ومن هذا المنطلق يعبر أصحاب الاحتياجات الخاصة من فئة المكفوفين في جامعة البحرين عن تجاربهم ومعاناتهم في التحقيق التالي:

ممثل “الآداب”: نقص الكوادر

تحدث ممثل كلية الآداب في جامعة البحرين الطالب عبدالعزيز الحمري عن وجود نقص في بعض الكوادر في الجامعة، إذ أشار إلى الحاجة الماسة إلى المزيد من المتطوعين وعدم توفر المناهج الدراسية بمختلف الطرق كـsoft copy وبرايل إلا نادرا، وتمنى أن يكون هناك دعم منظم من قبل الجامعة.

تحدي جميع التخصصات

واقترح الطالب فواز من قسم تقنية المعلومات أن يكون هناك مزيد من التوعية بشأن طريقة تقديم الامتحانات لهذه الفئة وجلب مزيد من المتطوعين، وأشار إلى أن البعض في هذه الفئة تعاني في الحياة الاجتماعية والشعور بالفراغ؛ لأنه لا يوجد دمج فعلي لهم في الحياة العامة.

ومن الصعوبات الذي قد يعاني منها الطالب الكفيف في الجامعة الانتقال من مكان إلى مكان آخر، وقد يواجه بعض العراقيل، وقال “أتمنى أن يكون هناك هناك تنسيق بين الجامعة ودور النشر، بحيث يوفرون نسخا إلكترونية للمكفوفين”، وأكد أنه يواجه صعوبة في تخصصه؛ بسبب وجود الكثير من الرياضيات، ومن الممكن تخصيص صفوف خاصة للمكفوفين لمثل هذه المواد كالرياضيات والفيزياء والمواد التي تعتمد على سبورة ورسومات، وأن يكون هناك طرق مبتكرة في تدريسها”.

التغلب على الصعاب

ووافقت الطالبة هنوف، رأي كل من عبدالعزيز وفواز، موضحة أن “هناك حاجة ماسة لزيادة عدد المتطوعين من الكتّاب في أوقات الامتحانات، وأن يكون هناك مختصون في ذلك المجال؛ لأن في بعض الأحيان لا نجد من يقدم عنا الامتحانات بسهولة”. وتحدثت عن كيف أنها استطاعت التغلب على الأمور التي تشعرها بالمعاناة، ويعاني منها بعض الطلبة الآخرين بسبب نقص الكوادر التي تساعدهم، كما أشارت لمعاناتها في دراسة بعض المواد كالكمبيوتر والإحصاء، معبرة عن رأيها بضرورة أن يكون لهم استاذ مختص وأن تكون هناك صفوف خاصة لمثل هذه المواد.

التنقل بين المباني

واقترح الطالب علي جعفر أن يتم توفير سائق ثالث؛ ليساعدهم في التنقل بين المباني، وأن تكون هناك مساعدة أكثر لهم.

وبين كيف أنه يواجه صعوبة في المشي بين المباني التي تقام فيها الفعاليات كمبنى الآداب، وكشف عن أنه تعرض لتصادم بسبب وجود الكبائن، وعليه تم نقل هذه النشاطات من مبنى الآداب إلى مبنى آخر.

كما عبر عن شكره لزملائه الطلاب؛ لأنهم على اتصال به دائما لمساعدته وإعطائه المعلومات بطريقة مبسطة، وتحدث عن معاناته من المشاكل الاجتماعية كالاستغلال.

نسخ إلكترونية

وتحدث الطالب عبدالله الملا من قسم الإسلاميات عن تأخر الامتحانات لبعض الوقت للمكفوفين، مشيرا لمعاناته كباقي الطلبة المكفوفين من عدم وجود نسخ إلكترونية وبرايل لكثير من المواد، التي تعتبر المساعد الأول بنسبة لهم، وذكر أن من الممكن توزيع الملفات الصوتية مساعدة لهم، كما بين معاناته في دراسة المواد التي يوجد فيها حسابات في تخصصه كالميراث والزكاة.

رأي المختصين

أوضحت اختصاصي أول شعبة ذوي الإعاقة ندى العلي، التي تعمل في هذا المجال منذ سنوات عديدة، وجود نقص في عدد المتطوعين والمتخصصين للكتابة عن المكفوفين باللغة الإنجليزية والعربية، وتمنت أنه مثل ما وفر لفئة الصم مترجمون، ينبغي أن يوفر للكفيفين كتاب مختصون، فلا يمكن أن يقوم الطلاب الكفيف بهذه العملية دون مساعدة من خبراء مختصين في ذلك.

وعن أبرز المشاكل التي يعاني منها المكفوفون، بينت أنها الاعتماد الكلي على الآخرين في معظم الأمور، وقالت إن هذه الصفة لم تكن موجودة في الطلبة المكفوفين السابقين، إذ كان الاعتماد على الآخرين يتم في بعض الإجراءات البسيطة، فمثل ما استطاعوا الوصول إلى المرحلة الجامعية بوجود بعض الصعاب، فلن يكون من المستحيل أن يعتمدوا على أنفسهم في الكثير من الأشياء.

وبدوره، أشار طارق المنصور الذي يعمل في جامعة البحرين على مساعدة هذه الفئة، إلى أنه لا يوجد سائق ثالث، وأن المكفوفين موجودون في جميع الكليات في الآداب والعلوم وتقنية المعلومات، ووجود سائقين اثنين فقط لا يغطي عددهم. وأن من أكثر الأشياء التي يعاني منها المكفوف هو احتياجه دخول دورة المياه، موضحا أن كثيرين من هذه الفئة يعانون من مشاكل اجتماعية وأسرية كالطلاق وتفكك الأسرة والوضع المادي ومعاناتهم في دراسة بعض المواد.

نور حازم زكور - طالبة في جامعة البحرين