+A
A-

ارتفاع عدد القتلى والجيش السوداني يتدخل لحماية المحتجين

قال وزير الداخلية السوداني بشارة جمعة أمام البرلمان أمس إن 6 أشخاص قتلوا في العاصمة الخرطوم خلال احتجاجات على مدى يومين، بينما قتل شخص آخر في إقليم دارفور أمس. وأضاف جمعة في بيانه، الذي اطلعت “رويترز” على نسخة منه، أن 15 مدنيا و42 من قوات الأمن أصيبوا في الاحتجاجات. وذكر أن 2496 محتجا اعتقلوا في الخرطوم.

وتدخل جنود سودانيون لحماية متظاهرين، أمس الاثنين، بعدما حاولت قوات الأمن فض اعتصام يشارك فيه آلاف المحتجين ضد الحكومة أمام مقر وزارة الدفاع وسط الخرطوم، وفق محتجين ونشطاء.

وانطلق عناصر من شرطة مكافحة الشغب وقوات الأمن، بحسب الشهود، بشاحنات صغيرة تجاه المتظاهرين وهم يطلقون الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المحتجين الذين يقدر عددهم بنحو 3 آلاف رجل وامرأة.

كما خرج الجنود المكلفون بحراسة مجمع الوزارة لحماية المتظاهرين، وأطلقوا رصاصات تحذيرية في الهواء، وفق المحتجين والنشطاء.

وقال الشهود إن قوات الأمن انسحبت دون رد وتم نشر جنود حول المنطقة، وردد المحتجون هتاف “الجيش حامينا” و “شعب واحد.. جيش واحد”. ولم ترد على الفور تقارير عن وقوع إصابات.

في غضون ذلك، طالب تكتل معارض في السودان، أمس الاثنين، الجيش بـ “دعم خيار الشعب السوداني في التغيير والانتقال”، في أول بيان عقب التطورات التي شهدها محيط مقر وزارة الدفاع وسط الخرطوم.

وتلا عمر الدقير، أحد قادة تحالف “قوى إعلان الحرية والتغيير”، البيان أمام مقر وزارة الدفاع السودانية عقب تدخل مجموعة من الجنود لحماية متظاهرين، بعدما حاول الأمن فض اعتصام يشارك فيه آلاف المحتجين المناهضين لحكم عمر البشير.

وأعربت “قوى إعلان الحرية والتغيير”، في البيان، عن تحيتها لـ “ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة الذين قاموا بحماية الثوار وحماية حقهم في التعبير السلمي عن رأيهم”.

وأكد البيان مطلب “التنحي الفوري لرئيس النظام وحكومته دون قيدٍ أو شرط”، داعيا إلى “تكوين مجلس من قوى إعلان الحرية والتغيير وقوى الثورة التي تدعم الإعلان..”.

وأضاف “على أن يتولى هذا المجلس مهام الاتصال السياسي مع القوات النظامية والقوى الفاعلة محليًا ودوليًا من أجل إكمال عملية الانتقال السياسي وتسليم السلطة لحكومة مدنية انتقالية متوافق عليها شعبيًا ومعبرة عن قوى الثورة”.

كما دعا التحالف الجيش السوداني “لدعم خيار الشعب السوداني في التغيير والانتقال إلى حكم مدني ديمقراطي وسحب يدها عن النظام الحالي الذي فقد أي مشروعية له، وقطع الطريق أمام محاولاته البائسة لجر البلاد للعنف أو للالتفاف على مطالب الثورة وإعادة إنتاج نفسه. هذا الأمر يتم عبر التواصل المباشر بين قوى إعلان الحرية والتغيير وقيادة القوات المسلحة لتيسير عملية الانتقال السلمي للسلطة للحكومة الانتقالية”.

ودعا “المجتمع الإقليمي والدولي لدعم مطالب ثورة الشعب السوداني، وتأكيد رغبتنا الجادة في بناء علاقات متوازنة تقوم على احترام أسس الجوار وتعمل على التعاون المشترك من آجل مصلحة الشعوب وسلامها واستقرارها وازدهارها”.

ويشهد السودان حركة احتجاجية منذ 19 ديسمبر، إذ يتهم المتظاهرون حكومة الرئيس عمر البشير بسوء إدارة اقتصاد البلاد، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء في ظل نقص في الوقود والعملات الأجنبية.

وانفجر الغضب الشعبي من تردي الأوضاع الاقتصادية في الشارع، عقب قرار الحكومة رفع أسعار الخبز 3 أضعاف.

وسرعان ما تصاعدت وتيرة التحرك ليتحوّل إلى مسيرات في أنحاء البلاد ضد حكم البشير.

وبحسب مسؤولين، قتل 32 شخصًا في أعمال عنف على صلة بالتظاهرات حتى الآن، بينما تقدر منظمة “هيومن رايتس ووتش” عدد القتلى بـ51، بينهم أطفال وموظفون في قطاع الصحة.