+A
A-

تظاهرة حاشدة بالخرطوم رفضا للخداع والعبثية

احتشد مئات الآلاف من المتظاهرين في الشوارع المحيطة بمقر القوات المسلحة وسط العاصمة السودانية الخرطوم، أمس الجمعة، مؤكدين رفضهم لبيان المجلس العسكري الذي أعلن فيه أنه سيسلم السلطة إلى رئيس منتخب خلال عامين. وعبر المحتجون عن غضبهم تجاه المجلس العسكري الانتقالي، الذي أعلن فترة انتقالية مدتها عامان كحد أقصى، بعد أن أطاح الجيش الرئيس عمر البشير، الخميس.

وأعلن تجمع المهنيين السودانيين الذي يقود الاحتجاجات رفضه لوعود المجلس العسكري الانتقالي، بأن الحكومة الجديدة ستكون مدنية، وأنه سيسلم السلطة إلى رئيس منتخب خلال عامين، ووصفه بأنه “أحد أساليب الخداع ومسرح الهزل والعبثية”.

وقال التجمع، أمس الجمعة، في بيان عقب المؤتمر الصحافي للمجلس العسكري: “مطالبنا واضحة وعادلة ومشروعة، إلا أن الانقلابيين (لجنة النظام الأمنية) بطبيعتهم القديمة الجديدة ليسوا أهلا لصنع التغيير، ولا يراعون في سبيل البقاء في السلطة سلامة البلاد واستقرارها”.

وأشار بيان التجمع إلى أن “الانقلاب الذي قادته مجموعة من القيادات يجعل البلاد عرضة لتكرار الملهاة التي شهدناها طيلة 30 عاما”.

يأتي ذلك عقب مؤتمر صحفي للجنة السياسية بالمجلس العسكري الانتقالي، أكدت فيه أن الحكومة الجديدة في البلاد ستكون مدنية، وان المجلس “لم يأت بحلول ولا يطمع في السلطة”، وأن مهمته الأساسية حفظ أمن واستقرار البلاد.

وأوضح رئيس اللجنة السياسية بالمجلس الفريق أول عمر زين العابدين أن المجلس العسكري سيحتفظ بوزارتي الدفاع والداخلية، ولن يتدخل في عمل الحكومة المقبلة. كما أشار  إلى أن الفترة الانتقالية يمكن أن يتم تقصيرها. وشدد على أن المجلس سيحاكم “كل فاسد أيا كان”.

وقال زين العابدين إن المجلس العسكري لا يملك الحلول الفورية للوضع الاقتصادي “ولكن سنعمل على ذلك”، بحسب تعبيره، مضيفاً: “نحن أبناء “سوار الذهب.. وسنسلم السلطة لحكومة منتخبة”.

وأضاف زين العابدين: “ندير حواراً لإخراج السودان من الأزمة.. نريد خلق مناخ لإدارة الحوار بصورة سليمة”.

زين العابدين قال إنه إذا “طُلب منا رفع تعطيل الدستور سنفعل ذلك”، وأن إعلان حالة الطوارئ هي التي تسببت بتعطيل الدستور.

وقال رئيس اللجنة السياسية إن المجلس سيبدأ اتصالاته الخارجية بلقاء سفراء كافة الدول، مشيراً إلى أن المجلس سيتواصل خارجيا لفك الحصار عن السودان.

وشدد على أن مدير جهاز الأمن كان من قادة هذا التغيير، مؤكداً أن قوات الدعم السريع قوى منضبطة، مضيفاً: “الشعب المتظاهر داعم لنا ونستجيب له”.

دعوة أممية بعدم استخدام القوة

دعت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ميشيل باشليه، في بيان أمس الجمعة، السلطات السودانية إلى إطلاق سراح الأشخاص الذين احتجزوا لتنظيم تظاهرات سلمية والتحقيق في استخدام القوة ضد المحتجين في ديسمبر.

وقالت باشليه إن “هذه لحظة حرجة جداً وحساسة جداً للسودان وهناك ضبابية شديدة وقلق بشأن المستقبل”، مضيفة أنه ينبغي على السلطات أن تمتنع عن استخدام القوة ضد المحتجين السلميين.

الجامعة العربية مع تحقيق السلام

أعربت جامعة الدول العربية عن أملها في أن “يتوافق أهل السودان على ما فيه مصلحة البلاد”، مؤكدة متابعتها بكل اهتمام تطورات الأوضاع بشأن الانتقال السياسي.

وقالت الجامعة في بيان أمس: “نتطلع إلى تحلي الجميع بالحكمة المطلوبة في هذا الظرف الدقيق مع التمسك بالحوار السياسي لتحقيق تطلعات الشعب السوداني في الحياة الكريمة والحرة والآمنة والمستقرة التي يستحقها. ولن تدخر الجامعة العربية وسعاً في دعم التوصل إلى التوافقات المأمولة أسوة بما طلب منها في مراحل سابقة”.