+A
A-

الجودر: البحرين موطن التعايش لكل البشر

أكد عضو مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي صلاح الجودر أن العمق التاريخي الكبير للبحرين أوجد في مجتمعاتها المفاهيم الكبرى بالصفح، والتعايش، والسلم والانفتاح على الآخر.

وأضاف أن “المراكز التعايشية لمختلف الأديان موجودة في البحرين منذ مئات السنين، ولكن المشروع الإصلاحي لجلالة الملك أوجد لها نوعًا من المشاركة الفاعلة مع المجتمع البحريني، بصورة تؤكد أن البحرين هي موطن التعايش لكل البشر”.جاء ذلك، على هامش تقديمه ندوة “فضاءات التعايش السلمي في مملكة البحرين” بمجلس جابري بقرية الجسرة أخيرًا، بحضور جمع غفير من النشطاء الاجتماعيين، والإعلاميين، والمهتمين بالشأن المحلي، والذي حرص كثيرون منهم على الحضور باكرًا.

ورحبت عريفة الأمسية الإعلامية نسرين معروف بالحضور، مؤكدةً تفرد البحرين وتميزها في احتضان التيارات والأطياف الدينية والعرقية والمذهبية المختلفة منذ مئات السنين، بحالة وصفتها “بالفريدة”.

وأوضح الجودر أن التعايش السلمي، خصلة تُميز المجتمع البحريني المعروف بالتسامح والتقارب مع الآخرين، مضيفًا “منذ قرون عديدة لم يكن البحريني يعرف دين جاره، أو مذهبه، أو توجهه العرقي، بفعل حالة التمازج والاندماج الجميلة بين فئات المجتمع المختلفة، سواء في المحرق أو المنامة أو القرى، ولذلك نجحت البحرين في استقطاب شعوب العالم طوال السنوات الماضية، بل وتميزت في تقديم الحفاوة والضيافة والحقوق العادلة والمتساوية لهم، دون أن يكون هنالك أي أثر سلبي داخل النفس”.

وأضاف “كل يوم نتشرف بزيارة وفد أجنبي للبحرين، ليرى هذه المشاهدات على أرض الواقع، التي لا تُصنف بالتجربة المقتبسة من الدول الأخرى، بل بالنموذج القائم منذ مئات السنين، وهي مشاهد قائمة ومتراكمة، يشير إليها الكثيرون بفخر بالغ”.

وتابع “إن الحوار المباشر سمة تميز الشعوب المتحضرة، ففي البحرين على سبيل المثال أكثر من 150 مجلسًا بمحافظة المحرق لوحدها، يتلاقى فيها الناس، ويتحاورون، بشكل يخالف المجالس الإلكترونية التي يغذى العقل فيها بأمور قد لا ترتبط بالواقع بأي صلة”.

وقال إن “تميز البحرين كشعب وكمنظومة حياة في ثقافة (التسامح)، يقودنا تلقائيًّا للتعايش، ولبلد عريق عمقه التاريخي 5000 سنة، هذا العمق هو الذي أوجد هذه المفاهيم الكبرى والتي منها أيضًا الصفح، والانفتاح على الآخر، والكرم”.

وكشاهد على ذلك، قال “المجالس حين تم تأسيسها خليجيًّا لأول مرة، اختيرت المنامة لكي تكون حاضنًا لها، وإقرار المحاكم الشرعية أيضًا الذي كان في العام 1928، وأكمل بناءها العام 1938، فلذلك فإن الموقع المميز للبحرين له تأثيره البالغ على المنطقة، لبلد كانت في يوم ما تصدر العلماء للخارج”.

وأوضح “أن البحرين لها مكانة قوية ثقافيًّا، فكثير من المدارس الأجنبية التي جاءت إلى هنا، على سبيل المثال، لُقيت بحفاوة واستقبال، منها المدرسة الفرنسية في البسيتين، وغيرها، بصورة تعكس عقيدة الشعب البحريني في احتضان الثقافات الأخرى، وهو يقف –بالمقابل- على أرضية قوية يتمسك خلالها بهويته، والتي يؤمن بأنها لن تتأثر بأي موجة ثقافات دخيلة”.

وواصل “مراكز التعايش في البحرين موجودة منذ مئات السنين، ولكن المشروع الإصلاحي لجلالة الملك أوجد لها نوعًا من المشاركة الفاعلة مع تيارات المجتمع البحريني المختلفة”.

وقال “الهندوس - مثالاً - الذين وجدوا على هذه الأرض منذ العام 1819، ولكننا لم نسمع عن احتفالات أو مناسبات يشارك بها المسلمون، باستثناء السنوات الأخيرة مع المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، وكذلك المسيحيين الذين توجد كنائسهم منذ العام 1905، واليهود والذين توجد معابدهم منذ العام 1930، والبهائيون لهم مكان للعبادة، والبهرة وغيرهم”. وقال “ميثاق العمل الوطني والدستور يؤكدان الحرية الدينية، والدولة مسؤولة في الحفاظ على كل هذه المكونات، ولأن توفر لها الأرضية الخصبة والمثلى لكي تمارس حقوقها الدينية بأعلى درجات من الحرية والشفافية”.