+A
A-

شقق مدينة عيسى المؤقتة... “مقبرة” للأحياء

رحل الوالدان فضاع حلم الأسرة الإسكاني

ربع قرن عمر طلب الأسرة الإسكاني

 

تلبّدت غيوم الصدمة أمام عيني حين دنوت من موقع سكنى تلك الأسرة التي رحل عنها من كان يمد ظل رعايته على رؤوس أبنائها في وقت مبكر، لم يسعفه لتأمين العش الذي يأوي فيه أهله من تقلبات الأيام.

الكلمات لم تكن كافية للتعبير عن حجم المعاناة التي تقاسيها الأخوات الثلاث القاطنات إحدى الشقق المؤقتة التي تؤجرها وزارة الإسكان على المطلقات والأرامل والمهجورات والعازبات أيتام الأبوين في مدينة عيسى.

“البلاد” حضرت بعدستها مقر سكنى الأخوات اللاتي فقدن أبويهما قبل أن يحظين بفرصة الانتفاع بوحدة، رغم مرور نحو ربع قرن على طلب رب الأسرة الإسكاني.

بدا المبنى شبه مهجور، إذ لم يكن أفضل حالاً من سابقه الذي تهاوى سقف دورة مياهه على قاطنيه ما اضطر الوزارة إلى استبداله بالسكن الحالي.

لا حارس يصد السراق والمتطفلين، ولا مصعد ينقل القاطنين إلى الأدوار العليا، ولا سراج يمزّق ظلمات الليل الحالكة، ولا ما يشير إلى أن يدًا  للصيانة والتنظيف قد لامست جدران وأرضيات المبنى في وقت قريب.

لا يكاد يجد من يرتاد المبنى ما يسر ناظره ويفتح أسارير نفسه على الحياة، لقد كان مثل ما وصفته إحدى الأخوات لموفد الصحيفة بأنه “مقبرة” ولكنها هذه المرة للأحياء.

لم يكن باطن ذلك المبنى أفضل حالاً من ظاهره، ولم تكن شقة الأخوات التي التقطت عدسة “البلاد” بعض زواياها تعبر عن مستوى معيشي يتلاءم مع ما تستحقه هذا الفئات من المجتمع من رعاية واهتمام كبيرين.

ولم تترك الأخوات بابًا لمسؤول وجهة ذات علاقة إلا وطرقته لوضع حد لمعاناتهن، عبر تلبية طلب الأسرة الإسكاني الذي يعود للعام 1994 دون أي نتيجة تذكر.

وناشدت الأسرة عبر الصحيفة رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة لتوجيه المسؤولين في وزارة الإسكان لتلبية طلبها الإسكاني بما ينهي معاناتها التي استمرت لسنوات طويلة.