+A
A-

مناقشة “أغاني الغوص في البحرين”

عقد مركز عيسى الثقافي اللقاء السادس عشر من منتدى البحرين للكتاب، جرى خلاله مناقشة كتاب “أغاني الغوص في البحرين” للموسيقار وحيد الخان قدم اللقاء الأستاذ حسين محمد حسين، وأدار الجلسة الأستاذ علي عبدالله خليفة، بحضور جمهور من المثقفين والمهتمين.
وقد استهل حسين نقلا عن الخان بتقديم حول دور الكتاب ومكانته العلمية منذ 30 عاما وعمله في التأريخ والتوثيق الفني، إذ جاء هدف الخان من تأليفه الكتاب توضيح نشأة “أغاني الغوص في البحرين”. كما ذكر في ورقته أقسام الكتاب الخمسة حيث يتناول كل منها جزئية محددة، تكلم أولا عن وصف عملية الغوص لاستخراج اللؤلؤ من قاع البحر وكما وردت في الوثائق التاريخية على مر العصور منذ نهاية الألف الثالثة قبل الميلاد حتى القرن العشرين، ومراحل تطور أنظمة الغوص وهي نظام الشراكة واستئجار الغواصين والغوص الكبير.
وأشار إلى أن الكتاب تطرق إلى تطور الموسيقى وأغاني الغوص من خلال التعددية الثقافية والعرقية التي تجمع العديد من الغواصين على السفينة الواحدة والتبادل الثقافي الموجود كما تطرق الكتاب لتعريف “النهمة” من الناحية اللغوية، حيث يرجح من تعريفه أن النهمة هي نوع من أنواع غناء العمل، كان يتغنى به الحادي الذي يسوق الأبل، والفلاح أو السقاة في المزارع.
وقال حسين إن الكتاب بيّن أن النهمة وجدت قديماً ولكن أتى ظهور مهنة النهام متأخراً، ربما مع ظهور الغوص الكبير، أي منذ القرن التاسع عشر الميلادي، كذلك يذكر نوعين من النهامين: “نهام البحر” وهو النهام الحقيقي الذي ينهم فوق السفينة، ويتميز بصوته القوي حاد الطبقة، و”نهام البر” الذي يمكنه الغناء لكنه ربما لا يملك صوتاً قوياً ليصبح نهاماً وكما حدد ست عناصر أساسية تحدد جودة النهام هي: التمكن من أداء الجمل اللحنية وقوة الصوت والقدرة على الحفظ واتساع المجال الصوتي وحسن الصوت وجماله والقدرة على تأليف المواويل.
كما قال مقدم اللقاء أن الخان أشار في كتابه الى أنماط النهمة وتغيرها بحسب نوع العمل على ظهر السفينة، وقد ركز على الإيقاع الموسيقي والكلمات، أكثر من توضيح الإطار الفني الأدبي للنهمة فذكر الأعمال القصيرة مثل: سحب الخراب أو حبل المرساة، وهي أنواعه مختلفة الدواري والنتاري، على سدره، الياهي وغيرها.
وأوضح أنه بصورة متوازية مع تطور مهنة النهمة ظهر “فن لفجري”، حيث تناول الكتاب وصفاً لفصول لفجري مع تحديد الآلات المستخدمة لكل فصل وإعطاء أمثلة لعدة نصوص، أما الجزء الأخير من الكتاب فهو جزء تخصصي أستعرض فيه الكاتب وصفاً لأنواع الآلات الموسيقية المستخدمة في أغاني الغوص ثم ختم الكتاب بوصف تحليلي لبعض نماذج النهمة، وذلك بعرض النص واللحن والمصاحبة الغنائية والإيقاع.
واختتمت الجلسة بالتأكيد على أن الكتاب يتمتع بدور توثيقي لنشأة مهنة النهمة وتفرع الفنون الأخرى منها وتطورها المصاحب لتطور مهنة الغوص مما ساهم في إثراء الساحة العلمية، كما أكد حسين بأن الكتاب متميز ويتمتع بقدر من المعلومات كمرجع تاريخي وثقافي للمجتمع.