+A
A-

البحرين شهدت في عهد العاهل عقدين ذهبيين

ألقى هشام حسين راشد الرميثي كلمة نيابةً عن أهالي محافظة  المحرق:
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام  على أشرفِ الأنبياءِ والمرسلينَ، وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعينَ.
مولايَ حضرةَ صاحبِ الجلالةِ الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
عاهلَ البلادِ المُفدّى حفظكمُ اللهُ ورعاكم.
أصحابَ السمو والمعالي والفضيلةِ والسعادةِ
السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ:

إنّهُ لشرفٌ عظيمٌ لي يا صاحبَ الجلالةِ أنْ أقفَ بينَ يدي جلالتِكُم – حفظكمُ اللهُ ورعاكم- في هذهِ الليلةِ من ليالي شهرِ رمضانَ المباركِ ، ممثّلاً عن أهالينا بمحافظةِ المحرق ؛ لأرفعَ إلى مقامِكمِ السامي أسمى آيات التهاني والتبريكات بهذه المناسبة ،داعين الله سبحانه وتعالى أن يعيد هذه المناسبة الكريمة وأمثالها  على جلالتكم بموافر الصحة والسعادة وعلى شعبكم الوفي بدوام العزة والرفعة والأزدهار في ظل عهدكم الميمون، مجددين لكم يا صاحب الجلالة البيعة الولاءِ والطاعةِ التي أمرنا اللهُ عزّ وجلَّ بها في كتابهِ العزيزِ  بقوله “ يا أيها الذينَ آمنوا أطيعوا اللهَ ورسولَهُ وأولي الأمرِ منكم” .
هذهِ هيَ المحرقُ – يا صاحبَ الجلالةِ- تُعلنها مدوِّيَةً  بأطيافِها كافّةً ؛ شيبانِها وشبابِبها
و رجالِها ونسائِها أنّهمْ يسانِدونَ قيادةَ جلالتِكم و يقفونَ معكم – حفظَكمُ اللهُ ورعاكمْ-  صفًّا واحدًا. وعهدًا علينا ورِثناه عن الآباءِ والأجدادِ ، ونسيرُ عليهِ ؛ لنحمِلَ راياتِ الولاءِ وصِدْقَ المواقفِ ، والوفاءِ والإخلاصِ والأمانةِ والتأييدِ والمحبةِ  جيلًا بعدَ جيلٍ ، مقدِّمينَ الأرواحَ ؛ للذَّوْدِ عن الوطنِ وأهلِهِ و مصالِحِهِ ، وحفظِ البيعةِ والولاءِ ، وأنْ تزخر مملكةُ البحرينِ بثوبِ العِزَّةِ والازدهارِ في ظلِّ حُكمِ آلِ خليفةَ الكرامِ.
سيدي صاحبَ الجلالة:
إنّ تاريخَ محافظةِ المحرّقِ يتجدّدُ بماضيها الجيمل ، وما قدّمهُ الأباءُ والأجدادُ يُكتَبُ بماءِ الذهبِ مع حُكّامِهِمُ الأوائلِ من آلِ خليفةَ الكرام ؛ حيثُ كانتِ المحرقُ عاصمةً للدولةِ انذاك، ومقَرًّا لإدارةِ  مملكة البحرينِ في ذلكَ الوقتِ.
   وإذْ تحتفلُ مملكةُ البحرينِ بمئويّةِ التعليم ، وانطلاقِ أولِ مدرسةٍ نظاميةٍ بمملكةِ البحرينِ – مدرسةِ الهدايةِ الخليفيةِ  التي كانتِ النَّواةَ الأولى التي تخرّجَ فيها الرّعيلُ الأوّلُ ، الذي ساهم في تَبَوُّءِ مملكةِ البحرينِ المكانةِ المرموقةِ العاليةِ في المحافلِ الإقليميةِ والدّوليةِ .
إنّ جهودَ جلالتِكُم خلال العشرينَ عامًا الماضيةِ، والتي تُشكِّلُ عقدَيْنِ ذهبييّنِ من تاريخِ مملكةِ البحرينِ التي عَظُمَتْ فيه المنجّزاتُ البحرينيةُ ، ونجحتْ في تخطّي العقباتِ والظروفِ كافّةً التي مرّتْ بها المنطقةُ بكلِّ حكمةٍ واقتدارٍ، من خلالِ رؤيةٍ ملكيّةٍ وِفْقَ إستراتيجية اقتصاديّةٍ وطنيّةٍ تُعَزِّزُ الاستدامةَ والتّنافسيّةَ ، بما يُسهِمُ في بناءِ حياةٍ أفضلَ للمواطِنِ البحرينيِّ.
وإذْ نستذكِرَ في هذه الليلةِ المباركةِ جهودَ جنودِنا البواسلِ وقواتِنا المسلّحةِ لدعمِ عودةِ الشرعيّةِ في اليمنِ ، ضمنَ قواتِ التّحالفِ بقيادةِ حاضنةِ الأمّةِ العربيّةِ والإسلاميّةِ ، المملكةِ العربيةِ السعوديّةِ، ضارِبةً أروعَ الأمثلةِ في التّضحيةِ والفداءِ في ميدانِ الشّرفِ والكرامةِ  في الذّوْدِ عن الوطن ومقدراته.
وما تخصيصُ جلالتِكم لليومِ السابعَ عشرَ من ديسمبر في كلّ عامٍ إلا اعترافًا بما قدّمه شهداؤنا الأبرارُ قديمًا وحديثًا من تضحياتٍ نبيلةٍ ؛ للذّودِ عن دينِهم ووطنِهم ، وستبقى خالدةً في ذاكرةِ الوطنِ ، تُكْتَبُ بماءِ الذهبِ ، سائلينَ المولى القديرَ أنْ يتقبّلَهم في الشهداءِ الأبرارِ ، ويجعَلَهم مع النبيينَ والصّدّيقينَ وحَسُنَ أولئكَ رفيقًا.
صاحب الجلالة
يشرفنا بهذه المناسبة أن نتوجهُ بالشكرِ الجزيلِ صاحبِ السموِّ الملكيِّ الأميرِ خليفةَ بن سلمانَ أل خليفةَ رئيس الوزراء الموقَّرِ لتلبيتهِ احتياجاتِ المواطنينَ ، وجعْلِها أولويةً وطنيةً لدى الحكومةِ. فضلًا عن التوجيهِ المستمِرِّ للوزراءِ لزيارةِ المدنِ والقرى للالتقاءِ بالأهالي والمواطنينَ، لرصدِ متطلّباتِهم  ، والتّوجُّهِ – على إثْرِها – لوضْعِ خُطَطٍ إستراتيجيةٍ من أجلِ الارتقاءِ بعملِ الحكومةِ .
والشكرُ موصولٌ لصاحبِ السّموِّ الملكيِّ الأميرِ سلمانَ بن حمد آل خليفةَ ، وليِّ العهدِ ، نائبِ القائدِ الأعلى ، النائبِ الأولِ لرئيسِ مجلسِ الوزراءِ، لجهودهِ في خلْقِ البيئةِ المُحَفِّزةِ للإبداعِ والابتكارِ والتّميزِ، والاستثمارِ في الشبابِ البحرينيِّ، بما يتوافقُ مع متطلّباتِ القرنِ الواحدِ والعشرينَ ، فضلاً عن دعمِ المشاريعِ الاقتصاديةِ والتجاريةِ ، وجذبِ الاستثماراتِ الأجنبيةِ ، وتدفّقِ رؤوسِ الأموالِ من خلالِ رؤيةٍ اقتصاديةٍ  2030، مما أسهمَ في جعْلِ البحرينِ واحةً خَصْبَةً للاستثمار ، لتطويرِ التنميةِ في المجالاتِ كافّةً ، وانعكس ذلك على تحسّنِ مستوى معيشةِ المواطنينَ ، وانخفاض مستوى الدَّيْنِ العامِّ بنسبةِ كبيرة.
وما ذلك إلا نتيجةٌ لتوجيهاتِ جلالتكم المستمرّةِ.
كما نُثَمِّنُ الدّورَ الكبيرَ  الذي ينهضُ به المجلسُ الأعلى للمرأةِ بقيادةِ قرينةِ جلالتِكم صاحبةِ السّموِّ الملكيِّ الأميرةِ سبيكةَ بنتِ إبراهيمَ آل خليفةَ ، في دعمِ المرأةِ البحرينيةِ في المجالاتِ كافّةً ، واندماجِها في المشروعِ الإصلاحي لجلالتِكم ؛ لتحقيقِ التنميةِ المستدامةِ ، وِفْقَ خُطَطٍ وبرامجَ نوعيَّةٍ أسهمتْ في إبرازِ مكانتِها وتمثيلِها ، والدفاعِ عن مصالحِهاِ ومكتسباتِهِا في المحافلِ المحليّةِ والإقليميّةِ و الدّوليّةِ.
   إنّ أهالي المحرقِ يرفعونَ لجلالتكم أحرّ التهاني وأطيبَ التبريكاتِ ، لما تحقق في عهدِكمُ الميمون من إنجازاتٍ مميّزةٍ على الأصْعِدَةِ كافّةً ، خاصّةً تلك الإنجازاتِ الرياضيةِ التي حقّقتها المملكةُ مؤخَّرًا في ألعابِ القوى في دورتِها الثالثةِ والعشرينَ من بطولةِ آسيا . والذي يُضافُ إلى سلسلةِ الإنجازاتِ التي حققتها الرياضةُ البحرينيةُ في مختَلفِ المحافلِ الرياضيةِ القارية والدوليةِ التي عززت من مكانتِها المرموقةِ التي تحتلها مملكةُ البحرينِ على خارطةِ الرياضةِ العالمية مشيدين بدور أنجالكم الكرام في ذلك سمو الشيخ ناصر بن حمد أل خليفة ممثل جلالتكم للأعمال الخيرية رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضية /‏ وسمو الشيخ خالد بن حمد أل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الألمبية.
كلُّ هذا تأكيدٌ للعهدِ الزاهرِ لجلالتِكم ، فأبناءُ البحرينِ يستمِدّون عزيمَتَهُم من خلالِ توجيهاتِكُم ، واضعينَ نُصْبَ أعينِهُمْ رَفْعَ علمِ البحرينِ في المحافلِ الدّوليّةِ كافّةً.
ختامًا يا صاحبَ الجلالةِ ، فإنّ أهالي المحرق كافّةً /‏ يعلنونها مُدَوِّيةً  معكم يا صاحبَ الجلالةِ صفَا واحدًا بقيادتِكمُ الرشيدةِ /‏ ومع موقف البحرين الثابت مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية /‏ ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة /‏ ونكرر تأكيدنا على وقوفنا التام مع الأشقاء/‏ وما يجمعنا من وحدة المصير والدين والعروبة /‏ وهو موقفنا الثابت النابع من توجيهاتكم السديدة خلال الجلسة التي ترأستموها في الإجتماع المشترك لمجلس الوزراء والمجلس الأعلى للدفاع /‏ كما نؤكد فخرنا واعتزازنا بجنودنا البواسل من قوة دفاع البحرين والحرس الوطني.
كما نثمن دور وزارة الداخلية في إشاعة الأمن والأمان واتخاذ الأجراءات الصارمة لكل ما يهدد السلم الأهلى والنسيج الأجتماعي والشائعات المسيئة والمغرضة وكل أشكال العنف والتطرف لإثارة الفتن وشق الصف ، مستذكرين في ذلك الثوابت الوطنية /‏ وعاداتنا وتقاليدنا العربية والإسلامية الأصيلة /‏ وحدة الصف والكلمة وما يميز مملكة البحرين من صور حضارية ورائده /‏ رسختها قيادتنا الرشيدة /‏في التواصل المجتمعي لتصبح نموذح يفتخر به  بين شعوب العالم .
صاحب الجلالة  
إن مملكة البحرين تعيش في ظل عهدكم الزاهر في واحة أمن وأمان /‏ وتعايش سلمي /‏ يسوده التسامح والحوار بين كافة الأديان والمذاهب والطوائف. وبحكمة جلالتكم وصلت مملكة البحرين إلى مصاف الدول المتقدمة ، مؤكدين فخرنا بقيادتكم الرشيدة /‏كونها شريكاً فاعلاً في إستتباب الأمن والاستقرار /‏ والسلام  في المنطقة والعالم /‏ أنطلاقاً من حرص مملكة البحرين على العمل الجماعي وفق رؤية دولية وجماعية متقاربة تجاه ما يشهده العالم والمنطقة من تحديات ، مع دعم كافة الجهود والمساعي لترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة بما يحقق الخير والرفاهية للشعوب.
هذي هي المحرق دائما وابدآ يا صاحبَ الجلالةِ في ماضيها وحاضر ومستقبلها بين يديكم تجدّد العهدَ والولاءَ والوفاء /‏ سائلين المولى العليِّ القديرِ أن يحفظَ جلالتِكم /‏ وأنْ يُنعِمَ عليكم بموفورِ الصحةِ والعافيةِ /‏ وأنْ يجعَلَكم مفاتيحَ للخيرِ والبرِّ والتقوى.
عاشتِ البحرينُ في عهدِكمُ الزاهرِ وفي عهدِ آل خليفةَ الكرامِ ، وكلَ عامٍ والبحرينُ بخيرٍ.
 وصلى اللهُ على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبه أجمعينَ والحمدُ لله الذي تتمُّ بنعمتهِ الصالحاتُ.