+A
A-

لماذا لا ينمو التمويل الإسلامي في أميركا؟

رغم انطلاق خدمات التمويل الإسلامي في ثمانيات القرن الماضي في الولايات المتحدة، إلا أنها لم تنمو بنفس الدرجة التي نمت بها في الشرق الأوسط أو في أوروبا. عندما بدأ أمجد إسماعيل المقيم في الولايات المتحدة البحث عن منزل لشرائه في منطقة وودبريدج في ولاية فيرجينيا الأميركية قبل أكثر من عام كان قد عقد العزم على أن يلجأ لمؤسسة للتمويل الإسلامي لرغبته في عدم اللجوء للتمويل التقليدي.

وقال أمجد “الدافع الأساسي وراء لجوئي للتمويل الإسلامي هو الدافع الديني”،”لكن هناك أيضا دافع اقتصادي هو ما اعتبره ميزه هو أنني إذا تعثرت في الدفع، فإن البنك أو الشركة ملزمة بدفع النقود التي دفعتها أو على الأقل نسبة الأصل التي تم تقسيطها إذا تم بيع البيت، وليس الاستيلاء عليه كما تفعل البنوك الأخرى”.

أغلب الهيئات التي تقدم خدمات التمويل العقاري الإسلامي في الولايات المتحدة تشترط دفع نحو 20 % من ثمن العقار في مقابل نسبة تتراوح بين 3 % إلى 5 %، تقسط شهريا على مدار سنة أو عدة سنوات، التي تقدمها البنوك غير الإسلامية.

وقال أمجد “الفارق أيضا هو فكرة الطرف الثالث، حيث إن البنوك التقليدية تقوم بإقراض النقود لك في مقابل نسبة فائدة، في حين تقوم البنوك الإسلامية بالمشاركة مع المالك بالنسبة وتطبق مبدأ البيع بالتقسيط”.

وقد قرر صندوق النقد الدولي، تبني عدة قواعد لتنظيم التمويل الإسلامي وأضافها لاتفاقات بازل الحاكمة للبنوك في العالم على أن يتم العمل بها رسميا بداية من يناير 2019.

عبدالله هارون خبير التمويل الإسلامي، الذي يعمل مع صندوق النقد الدولي والمقيم في العاصمة الأميركية واشنطن دي سي يقول متحدثا بصفته الشخصية كخبير اقتصادي، وليس باسم الصندوق، إن السبب من عدم نمو الاقتصاد الإسلامي بالشكل  المتوقع له في الولايات المتحدة قد يرجع إلى أنه ليس هناك “إطار عام لتنظيم التعاملات المالية الإسلامية في الولايات المتحدة، حيث تفتقر البيئة التشريعية الأميركية لتبني فعلي للمبادئ الحاكمة للتمويل الإسلامي التي تبناها صندوق النقد الدولي. وأشاد هارون  بإجراءات صندوق النقد الدولي، حيث قال :”تم تبني هذه المبادئ الأساسية من جانب صندوق النقد وضمها لاتفاقات بازل الحاكمة للبنوك التقليدية؛ لكي تصبح هذه المبادئ حاكمة أيضا للتعاملات البنكية والمالية في البنوك الإٍسلامية، وبينها وبين بعضها وبينها وبين البنوك التقليدية الأخرى”.

وأضاف “اعتقادي أن جهات التمويل الإسلامية فرصها أفضل داخل الولايات المتحدة في جانب تمويل المعاملات المالية والعقارات، وليس في مجال الإيداعات أو الخدمات البنكية اليومية”.

أمجد اشترى بيته قبل ما يقرب من عام ونصف العام، وقال في نهاية حواره “تجربة التمويل الإسلامي ضمنت لي حقوقي كمالك لعقار في أن يصبح هذا العقار استثمارا في المستقبل حتى لو تغيرت ظروفي المالية أو تأخرت في الدفع لأنه حسب شروط التعاقد لن يكون هناك غرامة تأخير”.”التجربة رغم أنها تطلبت الكثير من الإجراءات التي ربما لم تكن مطلوبة في القروض العادية، إلا أنها أرضت رغبتي في تجنب كثير من المخاوف”.