+A
A-

لندن تهدد طهران بوجود عسكري ضخم في الخليج

طالب وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، مجددا، أمس الاثنين، إيران بالإفراج الفوري عن الناقلة البريطانية وطاقمها. وأكد هانت أنه إذا استمرت إيران في التصعيد سيقابل بحضور عسكري بريطاني ضخم في الخليج. وقال هانت إنه لا يمكن تقديم تنازلات فيما يتعلق بحرية الملاحة في مضيق هرمز وإن من الممكن أن تتعاون بريطانيا مع الولايات المتحدة بشأن نهجها تجاه المسألة رغم اختلاف وجهات النظر بين البلدين إزاء الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015.

وأعلن هانت داخل البرلمان البريطاني عن وصول فرقاطة بريطانية إلى مياه الخليج خلال أسبوع، موضحاً أن “مهمتنا هي ضمان حرية الملاحة البحرية”. وقال وزير الخارجية البريطاني إن “دبلوماسيتنا تركز على تخفيف التوتر مع التزامنا بتطبيق القانون الدولي”.

وأعرب هانت عن أمله في عدم رؤية أي مواجهة مع إيران.

ضمان حرية الملاحة

وقال وزير الخارجية البريطاني إن بلاده تسعى لتشكيل قوة خاصة لضمان حرية الملاحة في مضيق هرمز.

وأشار هانت إلى أن السفينة الإيرانية المحتجزة (غريس1) كانت محملة بالنفط وكانت في طريقها لنظام الأسد.

وكان متحدث باسم رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، قال في وقت سابق أمس، إن بريطانيا دعت إيران إلى الإفراج فوراً عن الناقلة (ستينا إمبيرو) التي ترفع علم بريطانيا، وطاقمها، واصفة احتجازها في مضيق هرمز بأنه غير قانوني.

وقال المتحدث باسم ماي للصحافيين “تم احتجاز السفينة تحت ذريعة زائفة وغير قانونية، ويجب على الإيرانيين الإفراج عنها وعن طاقمها فوراً”.

وتدرس بريطانيا عدة خيارات لزيادة الضغط على إيران، لكن مسؤولين يقولون إن الخيار العسكري غير مطروح في الوقت الحالي.

كما تسعى بريطانيا للحصول على دعم دبلوماسي وتشغيلي من الحلفاء الأوروبيين الرئيسيين في محاولة لإبقاء مضيق هرمز مفتوحاً لسفن الشحن التابعة لها.

يذكر أن إيران كانت قد استولت على السفينة، ستينا إمبيرو، التي ترفع العلم البريطاني وعلى متنها 23 فرداً مساء الجمعة.

خلايا لضرب بريطانيا

حذرت مصادر مخابراتية من نشر خلايا إرهابية، مدعومة من إيران، لشن هجمات في المملكة المتحدة، إذا تفاقمت الأزمة بين لندن وطهران.

وتقول صحيفة “ديلي تلغراف” إن إيران تأتي في المرتبة الثالثة، بعد روسيا والصين، في قائمة الدول التي تشكل أكبر تهديد للأمن القومي لبريطانيا.

وذكرت أن الاستيلاء الإيراني على ناقلة النفط ستينا إمبيرو، “تزيد من مخاوف جهاز المخابرات في بريطانيا”.

وتعتقد وكالات الاستخبارات أن إيران تنظم وتمول خلايا إرهابية نائمة في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك المملكة المتحدة، ويمكنها أن تعطي الضوء الأخضر لبدء الهجمات ردا على النزاع في الخليج.

وبحسب الصحيفة فإن هذه الخلايا يديرها متطرفون مرتبطون بميليشيات حزب الله اللبنانية، مشيرة إلى تفكيك شرطة مكافحة الإرهاب خلية في عام 2015 بعد ضبط عناصرها وهم يخزنون أطنان من المواد المتفجرة في شركات بضواحي لندن.

الاحتجاز “إجراء قانوني”

أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، أمس، أن احتجاز إيران ناقلة النفط البريطانية هو “إجراء قانوني” ضروري لضمان “الأمن الإقليمي”.

وأضاف ربيعي “نطلب من كل الدول التي تطالب إيران بالإفراج عن هذه الناقلة أن تقول الأمر نفسه لبريطانيا”، في إشارة إلى ناقلة النفط الإيرانية “غريس 1”، التي تحتجزها السلطات البريطانية في جبل طارق منذ 4 يوليو.

وتابع أن “المقارنة بين عمليتي الاحتجاز أمر غير عادل”، مشيراً إلى أنه لا يجب “أن يتوقع” البريطانيون أن إيران سوف تنصاع وتستسلم “عندما يحتجزون (سفينة إيرانية) ويظهرون عدائية” تجاه إيران.

بومبيو: على بريطانيا حماية سفنها

أكد وزير الخارجية الأميركي، مايك يومبيو، أن “بريطانيا تتحمل مسؤولية الحفاظ على سفنها”.

وفي تصريحات لقناة “فوكس نيوز” الأميركية، أمس، شدد بومبيو على أن واشنطن “لا تريد حرباً مع إيران”، نقلاً عن “رويترز”.

وفيما يتعلق بتقارير حول اعتقال جواسيس في إيران، رد بومبيو: “لا يمكنني التعليق بشكل محدد، لكن إيران لها تاريخ في الكذب”.

الإعدام لجواسيس أميركا

قالت وسائل إعلام إيرانية، أمس، إن سلطات البلاد ألقت القبض على 17 شخصا زعمت أنهم جواسيس يعملون لحساب وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وصدرت أحكام بالإعدام على بعضهم.

ونقل التلفزيون الرسمي عن وزارة الاستخبارات، أن السلطات فككت شبكة التجسس التابعة للمخابرات الأميركية واعتقلت 17 مشتبها فيهم.  ونسبت وكالة أنباء فارس إلى مسؤول في الوزارة قوله إن بعض المعتقلين حُكم عليهم بعقوبة الإعدام. ويأتي الإعلان عن الاعتقالات وأحكام الإعدام، وسط توتر متزايد بين طهران ودول غربية، بسبب أزمة “الاتفاق النووي” الذي انسحبت منه واشنطن.

ترامب: إيران تكذب تماما

أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن التقارير التي أفادت باعتقال جواسيس للمخابرات الأميركية في إيران غير صحيحة بالمرة.

قال ترامب إنّه بات يشعر بصعوبة أكبر في التفكير بالتفاوض مع إيران بعد سلسلة الحوادث التي زادت التوترات بين واشنطن وطهران. وصرّح ترامب للصحافيين “أصبحت رغبتي بالتوصل الى اتفاق مع ايران أكثر تعقيدا”.

وكتب ترامب على تويتر “التقرير عن اعتقال ايران جواسيس جندتهم السي آي إيه كاذب تماما”.

وقال “اقتصادهم ميت، وسيتدهور أكثر. إيران في حالة سيئة للغاية”.

بن علوي يزور طهران

يتوجه وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، السبت المقبل، إلى إيران لبحث التطورات في المنطقة، بحسب ما أعلنت الوزارة أمس، وسط تصاعد التوترات على خلفية احتجاز طهران ناقلة نفط بريطانية.

وقالت الوزارة في تغريدة، إن بن علوي سيتوجه إلى إيران، السبت المقبل، “وذلك في إطار العلاقات الثنائية والتشاور المستمر بين البلدين، وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في المنطقة”.

وكانت مسقط دعت، الأحد، إلى الإفراج عن الناقلة، مشددة على ضرورة حل الخلافات “بالطرق الدبلوماسية”.