+A
A-

حاخام اليهود الأكبر بروسيا: مبادرات جلالة الملك نادرة في زمن الصراعات

عقد رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد للتعايش السلمي الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة  اجتماعاً مع حاخام اليهود الاكبر في روسيا الاتحادية الحاخام بيريل لازار، وذلك على هامش زيارته الحالية للعاصمة الروسية موسكو، لتعزيز أطر التعاون مع أبرز المؤسسات الدينية والأكاديمية والبحثية في روسيا في مجال التعايش السلمي وحوار الحضارات.

وقدم الشيخ خالد للحاخام نبذة تعريفية عن تجربة مملكة البحرين الرائدة على مستوى منطقة الشرق الأوسط في مجال التعايش السلمي وتوطيد قيم التسامح والأخوة وقبول الآخر بين كافة شرائح المجتمع، وأطلعه على أبرز أهداف وأنشطة مركز الملك حمد للتعايش السلمي، والنابعة من توجيهات ورؤى عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في نشر السلام ونبذ الكراهية بين كافة الشعوب والمجتمعات.

وأكد الشيخ خالد أن جلالة الملك مهتم جدا بتقديم الدعم وتوفير البيئة الملائمة للعوائل اليهودية لتواصل حياتها في المملكة وتلبية كافة احتياجاتهم المعيشية”.

وأضاف: “رغم كون اليهود أقلية في المجتمع البحريني، إلا أن تمثيلهم في المجتمع لا يقل عن بقية أفراد النسيج المجتمعي في المملكة، فقد كانت أول امرأة بحرينية سفيرة في الولايات المتحدة الأمريكية يهودية، إضافة إلى وجود امرأة بحرينية عضو في مجلس الشورى من أبناء الجالية اليهودية، ناهيك عن وجود العديد من رجال الأعمال وسيدات الأعمال اليهود وغيرهم يخدمون وطنهم البحرين وينالون حقوقهم كاملة أسوة بجميع أفراد المجتمع البحريني. كما تضم البحرين معبدين يهوديين هما الوحيدان على مستوى المنطقة، أنشئ الأول في العام 1930”.

وأكد الشيخ خالد أن السياسة الحكيمة لجلالة الملك قد سهّلت مهمة مركز الملك حمد للتعايش السلمي وجعلتها ميسرة في ترجمة واقع التسامح والتعايش السلمي ونقل الصورة الفعلية لحقيقة ملموسة، مؤكدا في السياق ذاته أن البحرين لم تشهد أي حالة من حالات العنف العرقي أو الأهلي، مما مكّن المركز لينطلق إلى آفاق ارحب من تحقيق أهدافه الرامية لنشر ثقافة التسامح والسلام وحوار الأديان وضمان حرية الدين والمعتقد لدى جميع بني البشر.

من جهته، ثمن الحاخام بيريل عالياً خطوات جلالة الملك المميزة والكبيرة الداعية إلى التسامح والتعايش السلمي والمحبة ونبذ الفرقة والكراهية بين مختلف أقطار الأرض، معتبرا هذا التوجه نادراً في زمن يركز فيه غالبية القادة على الشؤون السياسية والاقتصادية والتكنولوجية، متجاهلين أهمية التعايش السلمي في حل الصراعات والنهوض بنماء البشرية، وما لها من دور لا يقل أهمية في تحقيق التنمية المستدامة والاستقرار.

وأكد الحاخام بيريل أن مملكة البحرين تشكل نموذجا رائعا لاحترام الجميع ويتمتعون بحقوق متساوية على ارض المملكة، معربا عن أمله في تكثيف الجهود المشتركة للدفع بالعلاقات الإيجابية وفتح جسور أكثر للتواصل بين البحرين والجالية اليهودية في روسيا في مجال الأنشطة التجارية والاقتصادية والعلمية والبحثية.

وزاد الحاخام بيريل بالقول: “الكل فائز عندما تصفى النوايا وتهدأ النفوس، وسيبارك لنا الرب المساعي الطيبة التي تخدم جميع بني البشر من مختلف المذاهب والأديان دون تمييز، وحبذا أن يتم تعميم تجربة أرض البحرين المباركة على مستوى المنطقة والعالم”.  كما أعرب الحاخام بيريل عن إعجابه باستضافة مملكة البحرين لورشة العمل الاقتصادية “السلام من أجل الازدهار”، والتي اعتبرها خطوة قوية ضمن إطار جهود السلام العالمية لتكون البحرين في مصاف الدول الداعمة لتأمين مستقبل أكثر إشراقًا للمنطقة.