+A
A-

عيد الحجاج

صعيد عرفات، ملتقى ضيوف البارئ، جمعهم يوم أمس من مختلف الأمصار والبلدان، تركوا الأهل والولد، وبذلوا الغالي والنفيس، ماثلين في مكان وزمان ولباس واحد، رجاء رحمة الله بقلوب خاشعة منيبة. واكتظ مسجد نمرة بالمصلين في صعيد عرفات الطاهر لأداء صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم. واكتسى المسجد حلة بيضاء كأنه قطعة إحرام منسوجة في رداء واحد بالتصاق والتئام ضيوف الرحمن بعضهم ببعض، الذين توافدوا إليه منذ وقت مبكر من صباح أمس، ليشهدوا خطبة عرفة ناسجين لوحة زاهية داخل المسجد وفي الساحات الخارجية، في ملمح يتكرر مرة واحدة كل عام.

واكتسب المسجد أهمية كبرى من الناحية الدينية والتاريخية، ففيه خطب النبي - عليه الصلاة والسلام - خطبته الشهيرة في حجته الأخيرة التي تسمى خطبة الوداع.

إلى ذلك، أكد المشرف على إدارة جسر الجمرات شادي مسكي أن 60 % من حجاج مؤسسة الدول العربية البالغ عددهم 380 ألف حاجا يستعجلون بالنفرة من عرفات إلى مزدلفة، ومن ثم يتجهون إلى منى بعد منتصف الليل لرمي جمرة العقبة قبل الفجر مما يسهم في تخفيف الزحام صباح يوم العاشر خصوصًا ممن يحرصون على المبيت الليل كله في مزدلفة ثم يأتون إلى منى صباح العاشر، وهو ما يتماشى مع أوقات الحظر المحددة من جانب وزارة الحج السعودية هذا العام التي تبدأ من الساعة الرابعة فجرًا للساعة العاشرة صباح يوم العيد.

ولفت مسكي النظر إلى أن المؤسسة واصلت استعانتها بالكشافة السعودية من خلال تعيين 600 مرشد وجوال بحيث يخصص مرشد لكل 500 حاج ليساعدوهم في عملية التفويج لجسر الجمرات، مبينًا أن الإدارة عينت مرشدين ملمين بكافة أحياء مكة المكرمة وأخضعتهم لدورات تدريبية ولذلك لتسهيل عملية تفويج الحجاج.

وتأهبت منشآت الجمرات في مشعر منى لاستقبال حجاج بيت الله الحرام لرمي الجمار بتفويج منظم أعدت له خطط ومشروعات مرافق وتهوية وتكييف وصيانة وخدمات مرافق لمزيد من الراحة والتيسير على الحجيج في أداء المناسك.