+A
A-

أنظار “البركة” تتجه لأسواق جديدة

تمتلك 16 مصرفا منتشرة في آسيا وإفريقيا وأوروبا

خطة استراتيجية للتحول الرقمي تواكب الحداثة والتطور

 

تعتزم مجموعة البركة المصرفية والمدرجة أسهمها في سوقي ناسداك دبي والبحرين، الدخول في أسواق جديدة تزامنا مع النمو المتواصل للمجموعة منذ بداية عام 2019، إذ تسعى إلى تنويع مصادر تمويلها مستقبلا. وأكد الرئيس التنفيذي للمجموعة عدنان يوسف أن الاستثمارات الحالية للمجموعة تتمثل في محافظها التمويلية والاستثمارية، وبلغت قيمتها نحو 18 مليار دولار في نهاية يونيو 2019.

وتمتلك المجموعة المصرفية 16 بنكا تابعا لها تتواجد في قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا، وتقدم حزمة متكاملة من الخدمات المصرفية التمويلية والاستثمارية لقطاعات كبيرة من الأفراد والشركات والحكومات.

ونوه يوسف بأن هذه المحافظ تتكون بدورها من تمويلات بصيغ التمويل الإسلامي مثل المرابحات والإجارة والمشاركة، كما تتكون من استثمارات المجموعة في أسهم حقوق الملكية والاستثمارات العقارية والاستثمار في شركات زميلة.

توسعات خارجية

وأكد يوسف أن المجموعة افتتحت قبل عامين فرعًا للمجموعة في المغرب، لافتا إلى أن هناك طلبا متزايدا على الخدمات المصرفية الإسلامية.

وقال إن المجموعة تخطط للدخول في أسواق جديدة في الفترة المقبلة من خلال التواجد في السوقين الصينية والإندونيسية، والتوسع في دول شرق آسيا، بجانب دراسة التوسع بقارة إفريقيا من خلال التواجد بعدة دول أبرزها كينيا وتنزانيا وأوغندا.

ومن المقرر الإعلان عن تلك المشاريع التوسعية لمجموعة البركة المصرفية خلال الشهور المقبلة.

من جهة أخرى، لا تعتزم مجموعة البركة المصرفية إدراج أسهمها في بورصات أخرى، حيث إن أسهمها مدرجة في الوقت الحاضر في بورصتي البحرين وناسداك دبي.

وذكر يوسف أن مجموعته تتميز بتنويع مصادر تمويلها وأصولها التي تتكون بصورة رئيسة من محافظها التمويلية والاستثمارية.

وأوضح أن المجموعة تعتمد وبصورة رئيسة، تلك المحافظ، إضافة إلى رأس مالها البالغ نحو 2.2 مليار دولار، وعلى ودائع العملاء، بما في ذلك حقوق حاملي حسابات الاستثمار. وأكد الرئيس التنفيذي للمجموعة أن قيمتها تناهز 21 مليار دولار في نهاية يونيو 2019، وهي تمول 85 % من الأصول.

وفي مايو 2017، أصدرت المجموعة وبنجاح كبير أول صكوك إسلامية لها بقيمة 400 مليون دولار، حيث لاقى الإصدار إقبالا كبيرا للغاية في الأسواق الخليجية والآسيوية والأوروبية، وتمت تغطيته 5 مرات بقيمة 1.6 مليار دولار مقابل المبلغ المطلوب في البداية، والذي كان بقيمة 300 مليون دولار.

وهذه الصكوك هي من الشريحة الأولى من رأس المال ودائمة ومتوافقة مع متطلبات وتوجيهات مصرف البحرين المركزي، موضحا بأنه شارك في تغطية الإصدار نحو 94 مصرفا موزعا على الأسواق العربية بنسبة 70 % والأسواق الأوروبية 15 % والأسواق الآسيوية 15 %.

وأشار الرئيس التنفيذي للبركة المصرفية، إلى أن تلك الخطوة تأتي كجزء من إستراتيجية المجموعة الهادفة إلى توسيع القاعدة الرأسمالية ومواصلة تنمية الأعمال في الأسواق الراهنة والجديدة وتدعيم أعمال الوحدات المصرفية، وهي العملية الأولى من نوعها بهذا الحجم التي تصدرها إحدى مؤسسات القطاع الخاص انطلاقا من البحرين.

خطة إستراتيجية للتحول الرقمي

وعند سؤاله عن التطور التكنولوجي الذي تشهده المجموعة حاليا، قال عدنان يوسف إن البركة المصرفية تمتلك خطة استراتيجية للتحول الرقمي على مستوى المركز الرئيس وعلى مستوى الوحدات المصرفية التابعة لها، إذ تتركز مبادرات الوحدات على تقديم الخدمات المصرفية للعملاء من الأفراد والشركات عبر القنوات التكنولوجية الحديثة مثل الإنترنت والموبايل.

وأكد أن التوسع التكنولوجي يساهم بقوة في تنامي قاعدة العملاء وفي تحسين الأرباح، وأعطى مثالا عن تدشين مصرف تابع لها في تركيا، ولأول مصرف رقمي في ألمانيا، مما يمثل نقلة نوعية في الخدمات المصرفية التي يقدمها البنك للعملاء من كافة الفئات على مستوى السوق التركية ككل.

وعهد يوسف من تلك الخطوة بتعميمها في عدة دول أخرى “تتواجد فيها وحداتنا المصرفية في الفترة المقبلة”.

ولفت الرئيس التنفيذي للمجموعة إلى خطة أعمال المجموعة خلال العام الحالي تسير في عدة محاور رئيسة يأتي في مقدمتها مواصلة التوسع في العمليات التمويلية والاستثمارية عبر الوحدات المصرفية التابعة لها، علاوة على مواصلة توسيع شبكة فروع هذه الوحدات التي بلغ عددها 702 فرع بنهاية يونيو 2019.

وأضاف “تركز خطة أعمالنا على تنفيذ إستراتيجية التحول الرقمي على مستوى المجموعة والوحدات المصرفية، كما تعتزم إطلاق عدد من المبادرات التي تبرز الدور الريادي للمجموعة في تجسيد هذا التحول”.

وتهدف المجموعة إلى خلق تعاون أكبر بينها في مجال الأعمال المشتركة والامتثال ومكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب وقانون الفاتكا وقانون معيار الإبلاغ المشترك، وغيرها من التشريعات الدولية لتعزيز مكانتها، كذلك تعمل على مواصلة تطوير برامج التدريب الحديثة من خلال أكاديمية البركة، إلى جانب مواصلة تنفيذ برنامج البركة للاستدامة والمسؤولية الاجتماعية الذي يركز على دعم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030.

وتعليقاً عن نتائج أعمال المجموعة منذ بداية العام 2019، أكد عدنان يوسف أن جميع تلك الوحدات حققت نموا ملحوظا في أرباحها، والذي جاء ضمن التوقعات التقديرية لهذه الفترة.

5 % ارتفاع مجموع الدخل التشغيلي

وأظهرت النتائج الفصلية، ارتفاع مجموع الدخل التشغيلي للمجموعة بنسبة 5 %، مقارنة بالفصل الأول ليبلغ 226 مليون دولار، كما ارتفع مجموع صافي الدخل بنسبة 32 % ليبلغ 54 مليون دولار وصافي الدخل العائد للمساهمين في المجموعة بنسبة 35 % ليبلغ 32 مليون دولار.

وتوقع الرئيس التنفيذي للبركة أن يشهد النصف الثاني من العام 2019 تحسنا كبيرا في أداء المجموعة والوحدات المصرفية التابعة لها مقارنة بالنصف الأول من العام نتيجة النمو في العمليات التمويلية والاستثمارية، إضافة إلى محدودية نطاق تحركات العملات المحلية لعدد من وحداتنا الرئيسة أمام الدولار الأميركي.

وخلال حديثه، رجح عدنان يوسف أن تشهد نتائج المجموعة تحسنا ملحوظا مع نهاية هذا العام في ضوء هذه العوامل، متوقعا مواصلة هذا التحسن خلال الأشهر المتبقية من العام الجاري.